كأس العالم 2018.. حلم مصر الضائع في نكسة روسيا
الثلاثاء 19/يونيو/2018 - 11:51 م
اسماعيل فارس
طباعة
لم يتوقع أشد المتشائمين أن تتحول الأمور من أمل وتفاؤل يسود قلوب المصريين رغم الهزيمة من أوروغواي، إلي هزيمة قاسية موجعة من منتخب روسيا بثلاثية، دمعت لها عيون كل المصريين في شتى أنحاء المعمورة، وبثت الانكسار والاحباط بداخلهم، وبددت آمالهم بنسبة كبيرة في بلوغ دور الستة عشر.
كأس العالم ليس مجرد بطولة عابرة نشارك فيها، بل أمل وحلم عاش عليه كل مصري منذ ولادته، حلم طال انتظاره لـ 28 عاما، ذقنا خلالها نار عدم التأهل في أكثر من بطولة سابقة، وعقب تأهلنا زادت الآمال في تقديم بطولة قوية تليق بتاريخ وسمعة المنتخب المصري، وتتماشى مع الحلم الغائب منذ زمن، وخلال التجارب الودية التي خاضها المنتخب استعدادا لكأس العالم بدأ القلب والخوف ينتاب الجميع، حيث لم يستطع المنتخب أن يفوز في أي مباراة، ابتداءً من الهزيمة من البرتغال بنتيجة 2-1، ثم التعادل مع اليونان 1-1، ثم التعادل مع الكويت 1-1، والتعادل مع كولومبيا 0-0، واخيرا الهزيمة الكبيرة من بلجيكا 3-0.
ورغم كل هذه الظروف ورغم الاعتراض علي طريقة لعب الأرجنتيني هيكتور كوبر المدير الفني لمنتخب مصر، إلا أن المصريين قرروا عدم التخلي عن المنتخب، واستمروا في دعم وتشجيع المنتخب ولاعبيه، وفي أول أيام العيد انطلقت أولى مباريات المنتخب بكأس العالم ضد أوروجواي، وشاهدنا كرنفال رائع في جميع أرجاء الجمهورية من الشيخ والشاب والفتاة والطفال، لوحة فنية رائعة جسدت تعاون واتحاد المصريين في الأزمات والشدائد، ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن ويلتقي المنتخب هزيمة غير مستحقة من أوروجواي بنتيجة 1-0، لكن ما ضمد الجراح كان الأداء الرجولي والقوي من عناصر المنتخب.
وسريعا يشد الجميع من عزيمته ويتناسى الهزيمة من رفاقه كافاني وسواريز، ويبدأ التفاؤل مجددا وبشدة في عبور روسيا التي لا تقارن اطلاقا بالأوروغواي سواء في التاريخ أو اللاعبين، لوحة فنية اخرى شاهدناه اليوم قبل المباراة من ملايين المصريين، الذين كانوا يمنون النفس بفوز يرفع الطموحات في بلوغ دور الستة عشر، لكن تأتي الرياح مجددا بما لا تشتهي السفن ويتكبد المنتخب هزيمة صعبة وقاسية من روسيا، هزيمة نزلت علي الأذهان كالصاعقة الغير منتظرة، هزيمة قتلت الامال والاحلام، وزرعت الحزن والدموع في أعين ملايين المصريين.
مباراة واحدة متبقية للمنتخب في مونديال روسيا المحبط، أمام السعودية يوم 25 يونيو القادم، مباراة بمثابة تحصيل حاصل، فحسبة برما معقدة للغاية، والتأهل للدور الثاني سيكون بمثابة معجزة إلهية، حيث لابد من هزيمة أوروجواي غدا من السعودية، ثم فوز منتخب مصر علي السعودية، ثم هزيمة أوروجواي من روسيا.
الهزيمة جعلت المنتخب المصري يتذيل المجموعة الأولى بصفر من النقاط من مباراتين، بينما تصدرت روسيا الترتيب برصيد 6 نقاط، فيما يقبع منتخب الأوروجواي في المركز الثاني برصيد 3 نقاط، بينما تقع السعودية في المركز الثالث بصفر من النقاط.