عندما تعلو أصوات الجهلاء في وطن يعيش فيه الشرفاء فإنها تعرقل ما يقدم من إنجاز وعمل، ولا جدال أن أمثال هؤلاء متواجدون دومآ في كل مجتمع وفي أي وقت، ولكن المعضلة الحقيقية أنهم يتحدثون في موضوعات بعيدة تمام البعد عن ما يدركونه، وأكبر بكثير من قدراتهم الذهنية، ولكن تعد هذه أيضآ إيجابية فمن حق كل شخص أن يعبر عن وجهة نظره، ولكن يتحول الجهل إلى جهل مركبآ عندما يدرك أنه لا يمتلك من المعلومات في الموضوع الذي يتحدث فيه ومع ذلك يقرر الاستمرار ويرفض الاستماع أو الإصغاء لآراء الآخرين فتعد هذه المعضلة الحقيقية.
إن شعب مصر صاحب حضارة عظيمة، وبداخله العديد من الطاقات الكامنة التي تكفل من خلالها تحقيق الرخاء في كافة ربوع الوطن، ولكن هناك من المتآمرون علي مصر، ولا يمكن القول إن المتآمرين علي مصر في الخارج فقط ولكن هناك في الداخل أيضا ضد مصر والرئيس السيسي، وتعلو أصوات هؤلاء الجهلاء عرقلة لما يقدمه الرئيس السيسي من إنجازات وأعمال وهذا ما ينطبق عليه قول الرسول "ص": "سيأتي علي الناس سنوات خداعات، يصدق فيها الكاذب، ويكذب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن، ويخون فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة فقيل، وما الرويبضة ؟ فقال: الرجل التافه الذي يتكلم في أمر العامة " صدق رسول الله (ص ).
بعد ثورة 25 يناير 2011 أيقن المصريون أن ثمة مؤامرة تستهدف الدولة المصرية وشعبها، حين ايقنوا أن الرئيس " محمد مرسي " يعمل لصالح أجندات لا علاقة لها بمفهوم الدولة، لذا اضطر المصريون لثورة أخري لتصحيح مسار البلاد وكانت ثورة 30 يونيو عام 2013.
ولاشك أن بعد المعاناة التي عاشتها مصر في ظل الفترة التي حكمها الإخوان وبعد مرور 5 سنوات علي ثورة 30 يونيو 2013 المجيدة، أطلق الرئيس السيسي حزمة من المشروعات الهامة للنهوض بمصر وردآ علي المتآمرون
نستعرض بعض أهم المشروعات القومية التي شهدتها مصر منذ 30 يونيو:
- إنشاء وتطوير شبكة جديدة للطرق
نظرا لأن الطرق والبنية الأساسية لها دورها فى توفير الوقت والجهد والمال للمستثمر، لذا كانت من أولويات المشروعات المستهدفة فى بناء الدولة المصرية بعد ثورة 30 يونيو هو مشروع إنشاء وتطوير شبكة الطرق والكبارى فى مصر، بتطوير مسافات طويلة من الطرق القائمة ورفع كفاءة وتدشين مجموعة متميزة من الطرق الجديدة كونت شبكة متواصلة ومترابطة.
وقامت الدولة بإنشاء طريق شبرا بنها الحر بطول 40 كم يربط 6 طرق رئيسية بتكلفة 3.3 مليار جنيه، وإنشاء كبارى طريق القاهرة- السويس، وهى عبارة عن 6 كبارى بطول 70 كيلو مترا، بتكلفة 337 مليون جنيه، وإنشاء كوبرى دمنهور والذى يبلغ طوله 1300 متر، وعرضه 23 مترا، بتكلفة 151 مليون جنيه، وإنشاء كوبرى التوفيقية بطول 1100 متر، متضمنا الإحلال والتجديد، وبتكلفة 70 مليون جنيه. إنشاء كبارى عائمة بالسويس، وكوبرى الشهيد أحمد منسى وكوبرى الشهيد أبانوب جرجس لربط غرب القناة بشرقها، وإنشاء كوبرى محور جرجا على النيل بسوهاج، والذى يبلغ طوله 10 كيلومترات وتكلفته 497.5 مليون جنيه، وإنشاء كوبرى داخل مدينة طهطا أعلى السكة الحديد بطول 1050 مترا بتكلفة 80 مليون جنيه، إنشاء كوبرى الكباش رقم 2 بالأقصر، بطول 65 مترا، وتكلفة مالية 25 مليون جنيه، إنشاء كوبرى نجع حمادى لتسهيل حركة النقل والمواصلات بتكلفة 240 مليون جنيه، وإنشاء كوبرى ميدان الساعة بطول 470 مترا وعرض 17 مترا بمنطقة فيكتوريا بمحافظة الإسكندرية.
تطوير هيئة السكك الحديدية ومترو الأنفاق
أولت القيادة السياسية هيئة النقل والمواصلات اهتماما بالغا منذ ثورة يونيو، تمثلت فى إقامة عدة مشاريع مثل البدء فى المرحلة الثالثة للخط الثالث لمترو الأنفاق من العتبة حتى الكيت كات، وتتفرع شمالا حتى الطريق الدائرى، عند محور روض الفرج، وتتجه جنوبا حتى جامعة القاهرة، بطول 17.7 كم، والمتضمنة 15 محطة نفقية وسطحية وعلوية وتبلغ تكلفة المرحلة الثالثة للخط الثالث 44.5 مليار جنيه. وبدء تنفيذ المرحلة الرابعة للخط الثالث على جزأين، الجزء الأول يمتد من محطة هارون حتى النزهة بطول 5.15 كم والمقرر افتتاحها منتصف العام الجارى، والجزء الثانى ابتداء من محطة هشام بركات بالنزهة حتى محطة عدلى منصور بالسلام، شاملا 5 محطات علوية بطول 6.35 كم ومن المقرر افتتاحها منتصف العام المقبل، كما نجحت الوزارة فى تحسين الخدمة لركاب المترو بتوريد 20 قطارا مكيفا جديدا بالخط الأول، وتركيب 850 بوابة تذاكر جديدة.
كما تم استحداث إشارات خطوط السكك الحديدية بنظام الربط الإلكترونى، وتطوير ثلاثة موانئ بالبحر الأحمر، وافتتاح ميناءي قسطل وأرقين البريين، بالإضافة إلى تطوير 3 خطوط ملاحة نهرية.
كما شملت الإنجازات ارتفاع معدلات نقل البضائع باستخدام السكك الحديدية من 3.5 إلى 5 مليون طنالسنة، وتطوير وتحسين 98 محطة بالوجهين القبلى والبحرى، علاوة على تطوير وتحسين 2750 عربة من عربات السكك الحديدية بدرجاتها المختلفة.
ثورة فى مجال الإسكان والتعمير
شهدت مصر بعد ثورة يونيو ثورة أيضا فى ملف الإسكان، فقد تم إنشاء تجمعات سكنية حضارية مكتملة الخدمات الضرورية، ومستلزمات الحياة. ومنذ تولى الرئيس السيسى الرئاسة وهو يولى ملف الإسكان أهمية خاصة كونه أحد أهم مظاهر تحقيق العدالة الاجتماعية التى نادت بها ثورة يونيو.
إجمالى ما تم طرحه من وحدات سكنية - تم ويجرى تنفيذها - لمختلف شرائح الدخل يقارب مليونى وحدة سكنية، فهذا العدد الضخم من الوحدات التى تم توفيرها، سواء لمحدودى الدخل أو الشباب أو ساكنى العشوائيات، استطاع أن يحل مشاكل لأسر كثيرة، وذلك بعد أن أطلقت الدولة عدة مشاريع مثل: "حى الأسمرات" و"سكن مصر" ومشروع "دار مصر" بالإضافة إلى برنامج الإسكان الاجتماعى.
وقد استهدفت هذه المشاريع شريحة محدودى ومتوسطى الدخل، إضافة إلى شريحة الأعلى دخلا والتى تم توفير وحدات سكنية لها، ضمن مشروعى "الرحاب" و"مدينتى" من حصة الوزارة بالمشروعين، وفى إطار سعى الدولة للانتهاء نهائيا من العشوائيات.