"محروسة" تبحث عن زوجها: هرب بعد علمه بإصابته بالسرطان
الثلاثاء 03/يوليو/2018 - 05:02 ص
أحمد حمدي
طباعة
يظهر على وجهها البائس قسوة الحياة ومتاعبها، معاناة تلو المعاناة، صبر على الجلد أحيانًأ، وعلى جفوة الأقارب أحيانًأ اخرى، لا يعلم بحالها الكثيرين فالجميع منشغل فى حياته دون النظر الى حاله لغيره أو ربما أقرب المقربين، فى بحث دائم على شخص اعتادت صحبته طوال حياتها التى أشرفت على إتمام الستون عامًأ.
"محروسة توفيق" سيدة في أواخر الخمسين من عمرها، تخرج يوميًا في الصباح الباكر، فى رحلة متكررة للبحث عن رجل اعتادت وجوده فى حياتها، لا تبالى شيئا سوى مغادرة المكان الذى تسكن فيه، بعيدا عن أعين القريب والبعيد من المراقبة لحالها، تتجنب الحديث مع الجيران فلا يعلم أحد معاناتها وما تخفيه فى قرارة نفسها تجنبًا "للمعايرة"
"منعرفش عنه حاجة" بنبرة حزة وكسرة نفس عميقة، تروى السيدة الستينية مأساتها فى رحلة البحث عن زوجها االهارب من أحضان أسرته الصغيرة، فهم دائما فى أشد الحاجة إليه وإلى حنانه، ويفتقدون للحظات الحنان والسعادة التى كانت تجمع بينهما قبل مرضه بفترة قصيرة.
"جوزي جاله سرطان"، كلمات أصابت الرجل بالإكتئاب سريعًا، وقرر الهروب خارج البيت من هول الصدمة النفسية، تقول:" أنا خايفة أعلي صوتى لحسن الناس بتعاير بعضها هنا حتى لو بالمرض، الناس وحشة هنا أوي وبيكرهوا الخير لبعض أوي يكفيكي الشر، وهو لما عرف أن في عملية هرب ومنعرفش حاجة عنه".
تتجول السيدة الستينية ليل نهار، فى الشوارع، فى الحارات، بحثا عن زوجها المسكين الذى صدمه الطبيب بإخباره بإصابته بالمرض الخبيث، وتضيف:" أول ماعرف ان عنده سرطان فجأة هرب ومبقاش بنشوفه ابدًا ولحد دلوقتي احنا بنلف عليه ونفسنا نشوفه وسطنا تاني، انا عارفه انه خايف من العملية وقلت استلف من ناس معارفي عشان نعملهاله".
تستكمل:" ببيع حبه بلاستيك بقالي 15 سنة لتاجر في منطقة أبو وافية بكسب 2 جنيه وربنا بيقضيها بمعرفته، ومن ساعة ما جوزي هرب الراجل مشاني ومبقاش ياخد مني شغل عشان طول الوقت بدور على جوزي"، تبدي غضبها الشديد من صاحب البيت الذي لا يرأف بظروفها وتضيف: "يارتني كنت قعدت في عشة ولا حد يخبط عليا ويفضحني على الإيجار".
لم تكل ولم تمل باحثة عن الزوج الهارب، فسافر ابنه لمحافظة الفيوم بحثا عنه، وسعى أخيه لببحث عنه فى مساكن الدويقة لعله يجده هناك تقول:" مشتتنا وراه وطول الوقت عندنا امل اننا نشوفه وسطنا تاني، هو للأسف مفيش حاجة ورانا غير البحث عنه، المرض خلاه يهرب بسرعة مننا احنا عايشين فى مرار ليل نهار".
ظل زوجها قرابة الـ5 أعوام، فى صراع مع المرض دون أن يعلم ما به تقول: "ده كتفه مخلوع خالص يا كبدي وليل نهار ينازع ويصرخ ولا عارف يقعد ولا يمشي من التعب، يا ترى في الشارع عامل إيه دلوقتي، ده مرار طافح وجاي عليا، وأنا لا قادرة أبلغ البوليس ولا أقول لحد يدور معايا لإني مش عاوزة حد يعايرني، أنا عايشة مع عيالي الـ7 كافية خيري شري ومش عاوزة حاجة من حد".