المواطن

عاجل
صور .. نائب رئيس جامعة الأزهر لفرع البنات يشيد بالمبادرة الرئاسية لبناء الإنسان انفراد ..«فن إدارة الحياة» يطلق مبادرة لتنظيف شارع 77 بالمعادي .. غدًا صور .. بدء اختبارات الطلاب الوافدين المرشحين لمسابقة الأوقاف العالمية للقرآن الكريم تنفيذًا لتوجيهات الرئيس .. «مستقبل وطن» يطلق مبادرة مجتمعة بعنوان«شتاء دافئ» على مستوى الجمهورية صور . .وزير الأوقاف ورئيس التنظيم والإدارة يتفقدان أعمال امتحان المتقدمين لشغل وظائف أئمة بمركز تقييم القدرات والمسابقات ويتفقان على مسابقة تكميلية يناير المقبل صور .. «الشباب والرياضة» تنظم ندوة للتحذير من التفكك الأسري بـ«السويس» «وزير الأوقاف» يعتمد زيادة عقود خطباء المكافأة الملحقين على البندين ٣/٤ و ٣/١ صور..«طب بنات الأزهر» تحتفل بحصولها على شهادة الاعتماد للمرة الثالثة صور .. خلال مؤتمر «القومي للمرأة» .. داود : الأمن سياج يحيط بحياة الفرد صور .. «رئيس منطقة القاهرة الأزهرية» يعقد اجتماع بشأن ضم معلمين بالحصة للمدارس
رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

"بين قتله وتأسيس مسجده في مصر 488 سنة" كيف جاءت رأس الحسين إلى القاهرة ؟

الجمعة 06/يوليو/2018 - 05:01 م
كتب: وسيم عفيفي - تصوير: سارة سيد
طباعة
قرون بين كل حدث وحدث فقد تم تأسيس القاهرة بعد معركة كربلاء بـ 297 سنة، بينما فصلت 488 سنة بين حادث مقتل الإمام الحسين وتشييد مسجده الذي يضم رأسه؛ وطوال كل هذه السنوات تتجدد خلافات الطوائف الإسلامية حول حقيقة مكان رأس الحسين، فصوفية مصر يؤكدون أنها في القاهرة بينما الشيعة ينقسمون إلى رأئين أحدهما يؤيد صوفية مصر، والآخر يعتقد أن الرأس في العراق، أما السلفية فينفون حقيقة وجود رأس الحسين أصلاً في مسجده أمام الأزهر، وأي مسجدٍ آخر


مع كل هذه الخلافات ظلت القاهرة منذ أن دخلها رأس الحسين واستقرت في مسجد الصالح طلائع قبل تأسيس المسجد المشهور تحتفل بذكرى الحسين 3 مرات سنوياً لإحياء ميلاده واستشهاده ودخول الرأس إلى مصر، ومع كل مولد أو احتفالية تنظمها مصر بمناسبة العيد القومي لمحافظة القاهرة يُطْرَح السؤال "هل فازت القاهرة على 5 أماكن في الكوكب كلها تقول أن رأس الحسين عندها، حيث الخلافات تقول أن رأس الحسين موجودة في مكان من 6 وهم "المدينة المنورة وكربلاء والنجف وسوريا ومصر وبلاد فارس".
رأس الحسين في مدينة الجد .. أين قبر الأم ؟
البقيع قبل الهدم
البقيع قبل الهدم
لأسباب عِرْقِية ذهب كثير من المؤرخين إلى رأي يقول أن رأس الحسين تم دفنها في البقيع إلى جانب والدته السيدة فاطمة الزهراء وبجوار جده النبي صلى الله عليه وسلم؛ وجاء استدلال المؤرخين طبقاً لما ذكره بن الجوزي في كتابه "خواص الأمة في خصائص الأئمة"، حيث قال "عندما وصل المدينة كان عمرو بن سعيد بن العاص والياً عليه فوضعه بين يديه وأخذ بأرنبة أنفه ثم أمر به ، فكُفِّن ودُفِن عند أمه السيدة فاطمة".

مناقشة هذه الرواية التاريخية بشكل عقلاني، يكشف تضاداً تاريخياً، نظراً لوجود خلافات حول مكان دفن السيدة فاطمة نفسها، فهناك من يذكر أنها بين منزل النبي ومقامه، وبعضهم يقول أنها دفنت بين مقامه ومحراب مسجده وآخرون يذكرون أنها دُفِنَت في البقيع، وبالتالي فإن الخلاف حول مكان دفن السيدة فاطمة لا يؤكد حقيقة وجود رأس نجلها الإمام الحسين.
رأس الحسين في سوريا .. أوهام تقنعت بالحقيقة 
مقام الحسين في دمشق
مقام الحسين في دمشق
أصحاب المدرسة الشامية من المؤرخين يستندون لرواياتٍ تاريخية جاءت في تاريخ الطبري وبن كثير مفادها أن رأس الحسين دخلت دمشق من العراق وأهانها يزيد بن معاوية ثم دُفِنَت بجانب القصر الأموي.

غير أن هذا الرأي التاريخي يكشف جانباً من التناقض، فكثير من علماء الجرح والتعديل يضعفون رواية إهانة يزيد للرأس، وكثير منهم يؤكدها؛ لكن الثابت أنهم جميعاً اختلفوا في مكان دفنها، حيث رأت طائفة أن الرأس دُفِنَت في داخل باب الفراديس، وبعضهم يقول أنها في حائط دمشق أو دار الإمارة؛ وكل هذه الخلافات حول الأماكن المتعددة لقبر الرأس دليل على ضعف الرأي القائل بأن رأس الحسين في سوريا.

جانب عقلاني آخر ينفي وجود رأس الحسين في سوريا، فدمشق عاصمة الدولة الأموية لم تكن تربة صالحة لاستقبال رأس الحسين، حيث أن دفنها في حاضرة الأمويين "قتلة الحسين" بمثابة قنبلة سياسيةٍ موقوتة تكون كفيلة بإثارة ثورات بني هاشم أو المسلمين المحبين لآل البيت من أجل إزاحة العرش الأموي.
النجف والرأس .. شرف لم يحدث
مقام رأس الحسين في
مقام رأس الحسين في النجف
"النجف الأشرف" هو اللقب المشهور للجزء الغربي من بغداد، وسر الشرف في النجف كم المراقد والأضرحة الموجودة هناك، وكان الإمام جعفر الصادق هو الذي سماها بـ "النجف الأشرف"؛ وأدت هذه التسمية إلى خلاف بين الحوزات حول وجود رأس الحسين فيها، لكن هذا مردود عليه وهو أن النجف لا وجود لها في وقائع كربلاء، حيث لم تشهد أي شيءٍ مما جرى في مقتل الحسين.
الرأس وبلاد فارس .. الإسمنت يخدعك أحياناً
ضريح الحسين في إيران
ضريح الحسين في إيران
منذ 200 سنة بدأت تطفو على أمواج كتب التاريخ المتخصصة في المراقد والأضرحة، قصة أن الرأس في بلاد فارس وذلك استناداً لقصة أبي مسلم الخرساني "ثائر الدولة العباسية ضد الأمويين"، حيث تقول القصة أنه لما استولى على دمشق نقل رأس الحسين منها إلى دار الإمارة وظلت موجودة؛ لكن هذا رأي غير صحيح لأن الرأس أصلاً لم تكن في دمشق.
لهذه الأسباب محافظة القاهرة تتفوق على كربلاء
واجهة مسجدي الحسين
واجهة مسجدي الحسين في القاهرة وكربلاء
يتفق الصوفية والشيعة حول أن رأس الحسين دخلت دمشق وأهانها يزيد بن معاوية، وتجنباً لثورات أهل المدينة قرر أن ينفي رأس الحسين نفسها فأمر بدفنها في عسقلان الفلسطينية؛ لكن الشيعة قالوا أنه بعد زوال حكم يزيد بن معاوية توجه بنو هاشم إلى عسقلان وأخذوا الرأس من هناك ودفنوها بجانب جسد الحسين في مسجد بكربلاء.

قبة رأس الحسين في
قبة رأس الحسين في عسقلان
أسباب كثيرة تجعل عسقلان مكاناً مناسباً لدفن رأس الحسين، فضلاً عن أن المنطق القائل بخروج الرأس من عسقلان إلى العراق فيه أخطاء عقلية كثيرة، فعسقلان بعيدة عن العراق معقل الشيعة، وتبعد عن بلاد الحرمين مقر آل البيت وبني هاشم، وبالتالي فهذا يريح الأمويين، بالإضافة إلى العباسيين الذين أخذوا الخلافة من بني أمية لم يكن ليسمحوا بخروج الرأس من عسقلان إلى العراق، حيث أن بغداد عاصمة العباسيين كانت منقسمة بين مؤيدين للعباسيين ومؤيديين للهاشميين العلويين ووجود الرأس بين أولاد العمومة عامل كفيل لإراقة الدماء وتهديد عرش العباسيين.

مقام الحسين في كربلاء
مقام الحسين في كربلاء
إن تم تنحية العقل وتحكيم النقل عن كتب التاريخ فلا توجد قصة واحدة عن الفترة بين موقعة كربلاء وتأسيس الدولة العباسية فيها أي سيرة عن رأس الحسين وخروجها من عسقلان، فالأمويين لم ينهوا وجود الهاشميين وبالتالي كان مستحيلاً أن يثيروا عواطف ثورتهم بخروج الرأس إليهم؛ وظروف العراق بعد موقعة كربلاء حتى تأسيس العاصمة بغداد كانت في حالة سياسية شديدة الدموية، فمعاوية بن يزيد بن معاوية لم يمكث طويلا في الخلافة، وانقسمت الدولة بين ثلاثة المختار الثقفي وعبدالله بن الزبير ومروان.

نجح المختار الثقفي في قتل قتلة الحسين، ثم تمكن جيش آل الزبير من قتل المختار الثقفي، وانتهى الأمر إلى عبدالملك بن مروان الذي قتل عبدالله بن الزبير وألغى حكم البيت السفياني للدولة الأموية وجعل الخلافة في بني مروان، وكل هذه الظروف لم تكن تسمح بحدث جلل مثل خروج رأس الحسين من عسقلان.

ظهرت قوة أخرى في الدولة العباسية وهي الأسرة الفاطمية والتي وقع بينها وبين بني العباس حروب وخلافات كثيرة، لم تكن لتسمح أن تخرج الرأس من عسقلان إلى العراق، فلو سمح العباسيون بالرأس أن تدخل العراق لانتهوا لأن قوة العباسيين وإن كانت في السلاح والنفوذ، فإن قوة الفاطميين تكمن في الرأس ومن ثم يكون لهم الأكثرية وهذا لن يسمح به العباسيين.
كيف جاءت رأس الحسين إلى القاهرة ؟
مقام الإمام الحسين
مقام الإمام الحسين في مسجده بالقاهرة
جاءت رأس الحسين إلى القاهرة من عسقلان الفلسطينية على يد الفاطميين، وذلك بعد الحروب الصليبية حول بيت المقدس، وقد استغل الفاطميين علاقتهم الجيدة بالصليبيين فاشتروا رفات رأس الحسين بـ 30 ألف قطعة ذهبية، لكن يجيء سؤال "كان الصليبيين ينبشون قبور المسلمين ويخربونها فلماذا تركوا قبر رأس الحسين" ؟
يجيب كتاب تذكرة الأخبار عن اتفاقات الأسفار لـ "بن جبير الأندلسي" عن هذا السؤال بجملة تشرح نفسها حيث قال " ومن أغرب ما يحدث في الدنيا أن قوافل المسلمين تخرج إلي بلاد الفرنج وسبيهم يدخل إلى بلاد المسلمين"؛ ويقصد بن جبير بجملته هذه ما جرى بعد استيلاء الصليبيين على عسقلان في عهد بلدوين الثالث.
مسجد الصالح طلائع
مسجد الصالح طلائع
كان الجيش الصليبي يعاني من نقص في الامدادات لدرجة أن بلدوين الثالث لكي ينفق على جيشه تعرض للاستدانة على نطاق أدى إلى الحد من حريته في المناورة السياسية، خاصة حروبه مع نور الدين محمود حول دمشق وحلب واحتياجه الشديد للأموال ولهذا السبب تمت المفاوضات مع سفراء طلائع بن زريك الفاطمي والصليبيين في ظل الرواج التجاري والقائم بين الصليبيين وبلاد الشرق؛ فاحتياج الصليبيين للمال هو الذي منعهم من هدم قبر الحسين.
مسجد الإمام الحسين
مسجد الإمام الحسين في القاهرة
واستدل مؤرخي الصوفية بقائمة من أدلة المؤرخين والوثائق حول وجود الرأس بالقاهرة بعدة أدلة
أولاً : ذكر المؤرخ تقي الدين المقريزي في كتاب الخطط نصا "نقلت رأس الحسين رضي الله عنه من عسقلان إلى القاهرة يوم الأحد ثامن جمادى الآخرة سنة ثمان وأربعين وخمسمائة كان الذي وصل بالرأس من عسقلان الأمير سيف المملكة تميم واليها، وأنزل به إلى الكافورى، ثم حمل فى السرداب إلى قصر الزمرد، ثم دفن في قبة الديلم بباب دهليز الخدمة وبنى مسجدًا للرأس خارج باب زويلة من جهة الدرب الأحمر، وهو المعروف بجامع الصالح طلائع، فغسلها في المسجد المذكور على ألواح من خشب، يقال إنها ما زالت موجودة بهذا المسجد".
مقام الحسين في القاهرة
مقام الحسين في القاهرة
ثانياً: عند المتحف البريطاني توجد مخطوطة من كتاب تاريخ آمد لابن الأورق المتوفي جاء فيها أن رأس الإمام الحسين قد نقلت من عسقلان إلى مصر عام 548 هـ ، وتلك المخطوطة هامة لأكثر من سبب ، فأول سبب: ابن الأورق ميت عام 572 هـ ؛ ثاني سبب: إن المخطوطة مكتوبة عام 560 هـ يعني قبل وفاته بـ 12 سنة.
ويستفاد من هذا ؟ أن الرأس نُقِلت في عهد المؤرخ وتحت سمعه وبصره وبوجوده ومشاركته ضمن جمهور المصريين.
سبب عقلاني آخر وهو أن صلاح الدين الأيوبي لم يكن يعرف الهوادة تجاه أي مظهر فاطمي فكما أغلق الأزهر باعتباره رمز شيعي، كان من باب أولى أن يقوم بهدم مسجد الحسين نفسه وهو ما لم يحدث.
هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads