صور| في ليلة "ميلاد القاهرة".. لماذا منع "صلاح الدين" إقامة صلاة الجمعة بجامع الأزهر؟
الجمعة 06/يوليو/2018 - 07:46 م
اسماعيل فارس تصوير محمد توفيق ومحمد الحفناوي
طباعة
يعد جامع الأزهر من أشهر مساجد مصر والمنارة التاريخية التي دائما ما تنير بعلمها ومجدها العالم الإسلامي، وله فضل كبير في الحفاظ على التراث العربي بعد سقوط الخلافة العباسية في بغداد، وعلى اللغة العربية من التتريك واللغة التركية أيام الاحتلال العثماني لمصر سنة 1517م وأيام محمد علي باشا سنة 1805، وكان للأزهر مواقفه المشهودة والصامدة في التصدي لظلم الحكام والسلاطين المماليك لأن علماءه كانوا أهل الحل والعقد أيام المماليك.
الأزهر جامع وجامعة منذ أكثر من ألف سنة، وأنشئ على يد جوهر الصقلي عندما تم فتح القاهرة عام 970 م، بأمر من المعز لدين الله أول الخلفاء الفاطميين بمصر، وبعدما أسس المعز لدين الله مدينة القاهرة شرع في إنشاء الجامع الأزهر، ووضع الخليفة المعز لدين الله حجر أساس الجامع الأزهر في 14 رمضان سنة 359 هـ - 970م، وأتم بناء المسجد في شهر رمضان سنة 361 هـ - 972 م، فهو بذلك أول جامع أنشى في مدينة القاهرة المدينة التي اكتسبت لقب مدينة الألف مئذنة، وهو أقدم أثر فاطمي قائم بمصر. وقد اختلف المؤرخون في أصل تسمية هذا الجامع، ولكن بنسبة كبيرة سمي بهذا الاسم تيمنا بفاطمة الزهراء ابنة النبي محمد.
استغرق بناء جامع الأزهر عامين، وأقيمت فيه أول صلاة جمعة في 7 رمضان 972م، وفي سنة 988 م جعله الخليفة العزيز بالله جامعة يدرس فيها العلوم الباطنية الإسماعيلية للدارسين من إفريقيا وآسيا، وكانت الدراسة بالمجان، وأوقف الفاطميون عليه الأحباس للإنفاق منها على فرشه وإنارته وتنظيفه وإمداده بالماء، ورواتب الخطباء والمشرفين والأئمة والمدرسين والطلاب.
وعندما تولى صلاح الدين سلطنة مصر، اتخذ قرارًا بمنع إقامة صلاة الجمعة به وجعله جامعًا سنيا، وأوقفت عليه الأوقاف وفتح لكل الدارسين من شتي أقطار العالم الإسلامي، وكان ينفق عليهم ويقدم لهم السكن والجراية من ريع أوقاف، وكانت الدراسة والإقامة به بالمجان.
وفي 17 ديسمبر 1267، أقيمت صلاة الجمعة لأول مرة بالجامع الأزهر في عهد الظاهر بيبرس سلطان مصر، بعد أن انقطعت فيه نحو قرن من الزمان على يد صلاح الدين الذي أبطل الخطبة بالجامع الأزهر حيث كان معقلا للشيعة الإسماعيلية.