سجارة بين جيلين .. ضياع ينتظر الطفل ومرض يعيش مع العجوز
يبدأ المدخن في سن صغير، بالتعرف على السيجارة عن طريق أصدقاء السوء، ورفقاء الحياة من المحيطين به، فيخبرانه بأن لمجرد إشعاله سيجارته يصبح رجلا ويصير قادرا على إزالة هموم الحياة بمجرد انتهائها، يتقرب من " السيجارة" رويدا رويدا للتخلص من الهموم والأحزان المتراكمة، فيصطحب "سيجارته"، وتصبح أهم من أكله وشربه وربما العمل الخاص به، يستيقظ من نومه باحثا عنها بكل سبيل فهي على حد قوله تخرجه من الهم بكل أشكاله ويصبح مدمنًا للدخان بين لحظة وأخرى.
"السيجارة" تقوم بدورها في فرفشة دماغه والعودة بها إلى حالته الطبيعية "مزاج معتدل"، يتوهم المدح أنه بمجرد إشعال السيجارة في يده ويقوم الجسم بامتصاص النيكوتين بسرعة وإدخاله إلى مجرى الدم ثمّ يحفز الغدد الدرقية لإفراز النيكوتين الذي يحفّز بدوره الجهاز العصبي المركزي.
"التدخين" عادة سيئة تداولتها الأجيال عبر عصور مختلفة عن طريق" التقليد الأعمى" فلا يكاد مكان يخلو من آثارها السيئة المقيتة، يزيد من ضغط الدم، ومعدل ضربات القلب، والتنفس، فيشبه بذلك تأثير بعض الأدوية المخدرة، كالكوكايين، والهيروين ويرفع النيكوتين من مستوى هرمون الدوبامين، حيث يؤثر بدوره في أجزاء الدماغ المسؤولة عن الشعور بالمتعة اللا منتهية.
تتجاوز الأضرار للمجاورين للمدخنين أكثر المتضررين من التدخين هم الأطفال، والنساء الحوامل، حيث يتعرض جنين الحامل المدخنة أو التي تتواجد في محيط يتواجد فيه مدخنين إلى الأذيّات المترتبة عن الاستنشاق السلبي للدخان، فيتأثر الجنين سلبًا، ويخرج إلى الحياة ضعيف البنية، ناقص الوزن، وتسبب لأصحابها أضرار كثيرة على صعيد أجهزة الجسم المختلفة، وينقل إلى الجسم مضار آلاف المواد المؤذية التي يحتويها التبغ عند احتراقه، ويقدر عدد هذه المواد بـ 5000 مادة ضارة منها 400 مادة شديدة الضرر وعشرات المواد المسرطنة.
تغير السيجارة من مود المخدن وينتقل بعدها من حالة لأخرى، عن وصول النيكوتين إلى الدماغ، يزيد من شعور المدخن بالنشاط ولكن سرعان ما يتلاشى تأثيره ويشعر المدخن بالتعب ويصبح بحاجة أكبر إلى النيكوتين فهو مصدر راحته المؤقتة.
يؤثر التدخين في الأوعية الدموية والقلب، يزيد من خطر الإصابة بمرض الشريان المحيطي، وجلطات الدم، والنوبات القلبية، وأمراض القلب المختلفة، بالإضافة يسبب التدخين الإصابة بمرض الانسداد الرئوي المزمن، وسرطان الرئة، وأمراض الرئة المختلفة، ويزيد من فرصة الموت للمدخن عن غيره.
السيجارة الصغيرة تسبب السرطان مع مرور الوقت ومواصلة إدامنها وتعاطيها في فترات مختلفة، وصل الحد للمدخنين أنهم يفضلونها من تناول وجبة الإفطار في شهر رمضان، أكثر المدخنين مصابون بسرطان الرئة، وسرطان اللثة والحنجرة، وللإصابة بأمراض القلب والأمراض الإلتهابية، وانتفاخ الرئة وغيرها الكثير من الأمراض.