الإرهاب.. جملة يتم تداولها خلال هذه الفترة بشكل ملحوظ، ومن قبل ذلك أيضا وأصبحت ذات صفة سيئة بذيئة، بل وأكثر من ذلك فهي تتعلق الآن ووفقا للمعايير الدولية بكل من هو مجرم، يريد نشر الفساد، بكل متعطش لسفك الدماء، لكل متلذذا بقتل الأبرياء، بكل فاسقا منتهكا للأعراض، لذلك ما رأيك عزيزي القاريء، لو تبحر معي قليلا خلال السطور المقبلة، وسأقدم لك مجرد رأي بسيط عن ماهية الإرهاب ومدى أهميته، ومدى إختلافه الشتان عن كل ما سبق ذكره، ولا أدعي بذلك المعرفة ولا احدد نظرة يقينة بأنها صحيحة، وإنما سأقول أننى ادعوك عزيزي القاريء للتفكير معي، كمحاولة للوصول لنقطة تلاق.
الإرهاب في القرآن
"وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُون".
ينتابني شعور أنك صدمت عزيزي القاريء، عند قراءة هذا العنوان، "الإرهاب في القرآن"، لذلك قصدت البدء بذكر الأية رقم 60 من سورة الأنفال، جزء من كلمات الله البينات، ولنضع هنا إذا حفنة من التساؤلات.
من الذي قال أن لا نكون إرهابيون، لقد أمرنا الله بذلك، الإرهاب لكن السؤال الأخر، هو الكيفية، كيف يمكن أن نكون إرهابيون ومع من؟.
الإرهاب الوسيلة وليس الغاية
لقد أمر الله المؤمنون، بأن يعدوا كل ما يملكون من قوة، وكل ما يقدرون عليه، لاستخدامه في إرهاب اعداءه، بل والعمل على قتلهم، لذلك يأتي سؤال هام، من هم اعداء الله، الذي لابد من إرهابهم، فهم ببساطة من يتعمدون ممارسة الفساد وبثه في الأرض، كممثلي الصهيونية، وقالتي الأبرياء، من قوى دول الإحتلال الأوروبية.
داعش.. مستحقي ممارسة الإرهاب
اليس من يدنسون المسجد الأقصى، هم أولى الناس بممارسة الإرهاب ضدهم، اليس مثل هؤلاء من أبرز أعداء الله والشريعة، اليس قاتلي المسلمون في بورما، أولى بممارسة الإرهاب، كونهم يمارسون قتل النفس التي حرم الله المساس بها دون حق، قوى دول الإحتلال اليسوا أولى بممارسة الإرهاب ضدهم، كونهم يتعمدون سلب الحقوق ووسرقة الأرض، علاوة على انتهاك الأعراض، وسؤالي هنا، لكل من قرر أن يكون داعشيا ولن اقول مسلما، لماذا لم تمارس حق الإرهاب الذي أعطاك الله اياه من فوق سبع سنوات، مع مثل هؤلاء، لماذا تمارس انت وغيرك ممن ينتمون للجاعات المسلحة، صور ابتدعها الشيطان من وحي إجرامه مع الأبرياء والعزل، الذين لم يرتكبوا أي شيء يستحقون عليه مجرد الإيذاء.
ممثلي الجماعات المسلحة إرهابيون أم مجرمون
رغما من أن ذلك كما يلقبونه مقال رأي لكنني أضع هذه الرؤية كمحاولة للنقاش معك عزيزي، القاريء، فإني أعتبر ممثلي الجماعات الإرهابية كداعش والنصرة والقاعدة وطلبان، هم عبارة عن مجموعة من المجرمون، وليسوا إرهابيون فهم لا يطبقون ما أمرنا به من إرهاب أعداء الله وأعداء الإسلام، إنما يمارسون أعمال إجرامية، بتسليط من قوى الشر ضد الأبرياء، ولا أقصد بـ"قوى الشر" هنا، العفاريت والأشباح، وإنما الدول التي تريد خراب الأمة العربية، وعلى رأسها إسرائيل وواشنطن، كما أن مثل هذه الجماعات، وممثليها هم بالفعل أعدء الله الذين يستحقون تطبيق حكم الله عليهم: "يقتلوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو يصلبوا أو ينفوا من الأرض".
الجيش المصري
لابد من التأكيد على أن القوات المسلحة تطبق ما أمر به الله، فحينما نجد حفنة من الجهلة ممن أعتبروا أنفسهم خلائف الله على الأرض، لمجرد أنهم تركوا لحيتهم، يمارسون القتل وسفك الدماء وتكفير المؤمنين، وانتهاك أعراض الفتيات سواء من المسلمات من خلال إجبارهم على الزواج بهم، أو من خلال إغتصاب غير المسلمات، لمجرد أنهن من الأقباط أو اليزيدياتـ ويعطي نفسه حق إعتبارهن سبايا له وملك يمينه، فمثل هؤلاء مفسدون حق عليهم القتل، يتوجب علينا أن نقول لممثلي الجيش سلمت يداكم.
دعوة
كل ما أحاول توضيحه، هو الدعوة إلى التفكير في قوله تعالي: " وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ"، فقد أمرنا الله بأن نمارس الإرهاب لكن على أعداءه، وأعداء الشريعة، وهذا هو ما يطبقه أبطال القوات المسلحة في سيناء الآن، علاوة على أبناء القوات المسلحة في ليبيا والعراق واليمن وغيرها من بلادنا العربية، علاوة على أبطالنا العرب من أبناء فلسطين الأبرار، فمثل هؤلاء نقول لهم هنيئا لكم بالجنة، وندعو الله أن نلحق بهم... هنيئا لكم أبطالنا في سيناء بالشهادة في سبيل الله.