سبق وقد حددت في تقرير قبل هذا وكان تحت عنوان: "مضيق هرمز| وسيلة إيران لـ"إعلاء" قيمتها أمام العالم.. وحرب مدمرة تهدد كينونة دول الخليج"، أن واشنطن باتت على يقين من أنه لا فائدة من الدخول في حرب ضد إيران، خاصة وأنها تلاحظ الهجوم الدولي ضدها، في حال أقدمت على خطوة الدخول في مواجهة عسكرية ضد إيران.

إيران بين القوة والضعف
لابد وأن نعترف بأن إيران قوية من الناحية العسكرية، وإلا ما كانت تعلن ذلك على الملأ وبثقة غير عادية، وواشنطن تعي قوة إيران العسكرية جيدا، وتحسب ألف حساب قبل الدخول معها في أي مواجهة خشية أن تخسر ما لا يحمد عقباه، لكن في حقيقة الأمر إيران تمر حاليا بفترة عصيبة بسبب ظروفها الإقتصادية، وهو ما يحاول ممثلي المعارضة استغلاله، وحث الشعب ضد نظام روحاني، وهو ما يستوجب على ممثلي هذا النظام الإلتفات له، لأن هذه الأزمة وإن لن يتم حلها، سوف يستغلها أعداء إيران لمصلحتهم للإيقاع بها، وهما واشنطن وإسرائيل.

حرب الطاقة
من الملاحظ الآن هو أن واشنطن تقود العالم إلى حرب طاقة، ولكي نوضح أكثر فإن دونالد ترامب يريد أن يعمل على حرمان عدوته اللدودة طهران من مصدر دخلها الخاص والرئيسي، من النفط، لكن هذه الحرب لا تتعلق بإيران فقط، فهي عبارة عن فقدان العالم أجمع  كمية كبيرة من المواد الهيدروكربونية، والسؤال إدا ماذا ينتظر العالم إذا حقق دونالد ترامب هدفه؟

ما يعني حظر النفط الإيراني
عند دراسة كافة الأمور سنجد أنه وفي حال حظر تصدير النفط الإيراني فهذا يعني حدوث عجزاً هائلاً في السوق، وسنجد سعر البرميل قد أرتفع، وما يستوجب الانتباه له، هو أن  وقف جميع الصادرات سيكون كارثيا بالنسبة لإيران وللنخبة الحاكمة برمتها.

ما تبقى لإيران لتخسره
لا شك أنه لابد من الإعتماد على قوله تعالى: "وأسالوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون".. لذلك أحتل عقلي رغبة الاستفادة من رؤية كبير الخبراء في صندوق أمن الطاقة القومي، إيغور يوشكوف، فهو يرى أن المبرر وراء تهديد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بحرمان إيران من مصدرها الرئيسي  من النفط، هو التهديدات التي وجهتها بأنها تنوي إغلاق مضيق هرمز، لذلك وعند النظر لرؤية يوشكوف، سنجد أنه وإذا تم حظر تصدير كل النفط الإيراني، فلن يبقى لدى إيران ما تخسره،  لأن الاقتصاد بأكمله وسياسة البلاد ستتداعى بالفعل، تحت تهديد تدمير الدولة.

نتائج غلق مضيق هرمز
من الممكن أن تحقق إيران تهديدها،وتغلق بالفعل مضيق هرمز، وذلك سيكون من مبدأ العناد مع واشنطن، لكن ذلك ستكون نتيجته، هو حدوث عجز ضخم في سوق النفط العالمية، وستحدث أزمة طاقة أسوأ من أزمة الطاقة الأولى بالعام 1973، ولن يخسر العالم النفط الإيراني فقط. فسنجد طريق النفط الكويت مسدود تماما، ولا غاز لقطر، كما لن تتمكن المملكة العربية السعودية من تصدير الوقود، وهو ما سيعقبه ضربة عسكرية ضد طهران من قبل الولايات المتحدة، وهو ما سيقابل بالدعم والتأييد من كل الدول السنية، وكذلك إسرائيل.

مدى الإمكانية
يرى العديد من الخبراء، أن هناك صعوبة من إمكانية تنفيذ ترامب، تهديده بإتمام  الحظر الكامل للنفط الإيراني، لأن ذلك من الممكن أن يقلل من صادرات إيران النفطية إلى الثلث، وحول هذا الشأن سنحاول إلقاء الضوء على ما قاله إيفان أدريفسكي، رئيس مجلس إدارة شركة الهندسة " 2 كا " من قبل حيث نوه: "أوروبا والهند، تستعدان للتخلي عن النفط الإيراني. رفض اليابان سيكون غير مهم، وكوريا الجنوبية أيضا، مشكلة الولايات المتحدة الحقيقية ستكون مع الصين، قد ترفض بكين القيام بذلك. علاوة على ذلك، يمكن للصين الحصول على الكميات التي تحتاجها بشروط مواتية لنفسها".

فائدة الصين
في حال النظر لما قال أدريفسكي، ستكون هذه القصة كلها مفيدة للصين. فعندما يغادر الأوروبيون والأمريكيون السوق الإيرانية، فإن الصين ستدخل سوق النفط الإيرانية وكافة القطاعات الأخرى في السوق بقوة أكبر.

موقف روسيا
ربما نحتاج في نهاية قضيتنا إلقاء الضوء على الموقف الروسي، التي باتت تظهر بموقف مؤيدا لإيران، ومعاديا لواشنطن، حيث نلاحظ أنها وعلى المستوى الدبلوماسي تدعم إيران وتعارض العقوبات، أما ومن الناحية الاقتصادية، سنجدها تعتبر  إيران منافسا قوبا لها في الأسواق العالمية لذلك، لم يكن حوارها الاقتصادي معها على ما يرام، في أوبك، وكانت إيران تتفق مع فنزويلا، في معارضة اتفاقية زيادة إنتاج النفط.