من الطبيعي، أن نجد كل تقدير وإحترام، من كل عربي، تجاه فلسطين وقطاع غزة ونجد تعاطف غير عادي، لكن حينما نجد الإشادة تأتي من صحيفة عبرية، وكتاب إسرائيل، يكون الوضع مختلف تماما، وهو ما حدث بالفعل، حيث المطالبة بتقديم خالص التحية والتقدير.

"أن نقدم التحية لغزة"، عنوان لمقال كتبه "جدعون ليفي" في صحيفة "هآرتس"، تحدث فيه عما يتعرض له الفلسطينيون، وماذا تبقى لهم من خيارات حيال مايجري من أوضاع إنسانية صعبة.

وقال ليفي وفقا لما عرضته الصحيفة ذات التوجه العبري:" لولا غزة ، لكان الاحتلال الإسرائيلي قد نُسي منذ زمن بعيد، لولا غزة لمحت "إسرائيل" القضية الفلسطينية من جدول الأعمال تماماً، لا تزال ناضجة تروي قصتها،ظلمها و ما ارتكب من جرائم بحقها ، تروي حياتها اليومية، مثل أربعة ملايين من الناس لا يعيشون تحت الأحذية".

واستطرد الكانب الإسرائيلي، معربا عن تقديره وإحترامه قائلا: "لولا غزة، لكان العالم قد نسي أيضاً، معظمه فعل ذلك بالفعل، حتى الآن يجب أن نحيي غزة وروح غزة ،التي ماتزال تبث روح الحياة في النضال اليائس للشعب الفلسطيني في الحرية.

وعلى الرغم من أن "هآرتس" عبرية في المقام الأول، إلا أنه ترى أنه يجب أن يعجب بنضال غزة، مع توجيه خالص الشكر لما وصفته بالروح القوية التي لم تتراجع، سقطت روح الضفة الغربية بعد فشل الانتفاضة الثانية، وبالمثل أيضاً روح معسكر السلام في "إسرائيل" الذي تحطم و لم يبق منه شيء، وفقط روح قوية واحدة مصرة على نضالها، غزة لا تزال تحاول التنفس.

أثنت الصحيفة الإسرائيلية على المحاولات التي يقوم بها شباب غزة، من إلقاء للطائرات الورقية، لمواجهة العدوان الإسرائيلي، والغريب أنها تعطي لهم الحق في الدفاع عن أنفسهم، وعن بلادهم.

أختتم الكاتب الإسرائيلي، جدعون ليفي، مقاله في "هآرتس" قائلا: كل ما تبقى هو النضال، ولكي يا غزة تحية وكل تقدير.