إسرائيل توجه سمها لزعزعة استقرار المنطقة.. ومصر ترد: هيهات
النجاح وأعداءه
دائما ما نسمع جملة، "أعداء النجاح"، وهي جملة سليم مائة فى المائة، فالناجح في إتمام أمر ما دائما ما يجد أمامه من يعرقلون له خطواته فقط لكي يفشل، ربما يكون ذلك بسبب الغيرة، أو كمحاولة لأخذ مكانه، ونحن هنا امام أعداء، لكنهم أكبر من مجرد أعداء للنجاح فخطواتهم، لايقومون بها من أجل الغيرة، أو لأخذ مكانة ما، لكن الأمر أخطر بكثير، وقبل التطرق إلى هذه النقطة لتوضيحها لابد من التطرق لنقاط هامة لتوضيح هذه النقطة والإلمام بها.
رعاية مصرية
عرف عن مصر على مدار تاريخها أنها دائما تقف بجانب أشقاءها من العرب، ومن الصعب عليها أن تجد مثل الحالة التي تشهدها سوريا دون أن تتدخل، لذلك قررت أن تحل الأزمة بعد التعمق فيها، حيث التوصل للأساس، وتأكدت أن حل هذه القضية، يأتي من خلال الإتفاق، وهو ما قامت به بالفعل المخابرات المصرية.
وقف إطلاق النار
وقع عدد من فصائل المعارضة المسلحة فى الساحل السورى، على اتفاق وقف إطلاق النار فى القاهرة، وبرعاية المخابرات العامة المصرية، وبضمانة روسيا الاتحادية من جانب، ورئيس تيار الغد السورى الشيخ أحمد الجربا، حيث شمل الاتفاق المشاركة فى جهود مكافحة الإرهاب والعمل على تسوية سياسية للأزمة السورية، وعودة اللاجئين والنازحين لمناطقهم والإفراج عن المعتقلين.
ووقعت الفصائل المسلحة فى ريف حمص الشمالى، وعلى رأسها جيش التوحيد، على اتفاق بالقاهرة برعاية مصر وضمانة روسيا الاتحادية وبوساطة رئيس تيار الغد السورى الشيخ أحمد الجربا، للانضمام لجهود مكافحة الإرهاب فى سوريا وإنشاء قوى لحفظ الأمن والسلام فى المنطقة.
المصالحة الفلسطينية
لم تكن هذه هي المرة الوحيدة التي تقوم مصر بدورها حيال أشقاءها، فقد حرصت على حل القضية الفلسطينية، وتوصلت إلى أن حل هذه الأزمة يكمن في إنهاء الصراع بين حركتي "فتح وحماس"، وأن الإتفاق بين الجانبين سيساعد على الوقوف أمام قوى الإحتلال وبالتالي، ستون النتيجة إيجابية تصب في صالح الشعب الفلسطيني، وربما تكون النتيجة لما هو أبعد من ذلك ونتوصل إلى استقلال فلسطين أيضا
التأكد من صحة الرؤية المصرية
تأكد كل من فتح وحماس أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، كان ذو رؤية فاحصة وأن قرار المصالحة كان هو الأصح والأفضل، لذلك وحينما وقعت الخلافات بينهما، بسبب أجور موظفي قطاع غزة، واستغلت إسرائيل ذلك، حيث عملت على توسيع دائرة الصراع بينهما، لدرجة جعلتهما عاجزين عن التصدى لجرائم قوى الإحتلال في غزة، باتوا على يقين من أن الرئيس السيسي كان على حق، وعادوا مرة أخرى، للدخول في المفاوضات الثنائية بينهما تحت قيادة الرئيس السيسي، واستعادة ما فات، للتأكد من أن ذلك هو سبيل لحل القضية الفلسطينية، وإنهاء معاناة إخواننا في فلسطين.
تدخلات
الشيطان
قررت إسرائيل التي هي في حقيقة الأمر شيطان يدنس المنطقة بأنيابه وينتهك المحرمات
بتصرفاته، أن تقف أمام مصر ومحاولاتها، طالما أنها تثبت نجاحها، فثبات كل من حماس
وفتح على إتمام المصالحة، يدل أنهم على يقين من أن ذلك هو الذي فيه الصالح العام،
وهذا الكيان الصهيوني يعرف جيدا الاستراتيجية التي تتبناها مصر،لذلك قررت الوقوف
ضدها.
سياسة
اللاعنف
معروف عن مصر، أنها لا تنبذ العنف ولا تريده بأي حال من الأحوال، والمصالحة بين
فتح وحماس تعني أن يسير كل منهما على نهج وخط واحد، ومن المعروف عن حماس أن
الاستراتيجية التي تعتمد عليها، هي المواجهة لإجرام إسرائيل، أي أنها تتبع اسلوب
الحرب، وعلى الرغم من أن لا أحد يلومها على ذلك، إلا أن مصر قررت التدخل من أجل
إتمام هدنة بين كل من حماس وإسرائيل، لوقف إطلاق النار حتى يتم الوصول إلى حل،
وهذا كله من أجل أبناء غزة، الذين يواجهون الموت، وتسيل دماءهم كل يوم، لكن كانت
المفاجأة التي تنم عن خسة ليست بالغريبة عن من قام بها.
خرق
الهدنة والرجوع عن العهد
خرقت إسرائيل الهدنة، وقامت بتوجيه ضرباتها، وغاراتها ضد غزة وأهلها، وها هي أصبحت
تحت القصف، تدمر بيوتها ويقتل شعبها، ويشرد أطفالها وترمل نساءها، فقط لوجود طرف
لا يعرف عهد أو الحفاظ على كلمة أسمه الكيان الصهيوني، وعلى الرغم من ضرورة البحث
عن وسيلة لللوقوف بها أمام هذا الكيان، لجعله يتوقف عن هذه التصرفات، إلا أن هناك
نقطة أخرى غاية في الأهمية هي التي لابد، وأن تحتل أذهاننا.
التوقف
عن النواح
آن الأوان لكي نتوقف عن مجرد البكاء وإعلان التعاطف مع أهلنا في قطاع غزة، وعقد
المؤتمرات وإجراء المباحثات والمفاوضات، التي خلالها وفي كل مرة نؤكد أن إسرائيل
تخترق القوانين الدولية، وتعمل على انتهاك المقدسات، لكن وللأسف لا نحاول إتخاذ
خطوة إيجابية للوقوف أمام السرطان الصهيوني، وها هي مصر وقد وقف وأتخذت إجراءات
باتت بشائر النجاح واضحة فيها، فقررت إسرائيل التصدي.
أهتزاز صورة مصر
ما تقوم به إسرائيل الآن من ضرب قطاع غزة ووضعها تحت القصف وقتل أبناءها، لهو أمر
مقصود، والهدف هذه المرة ليس غزة، وإنما مصر، فكل ما يحدث الآن يأتي بعد أن تدخلت
أرض الكنانة، بعد أن وضعت لمستها، من أجل إتمام هدنة بين حماس وإسرائيل، وذلك لكي
تؤكد للعالم أن هناك تواطؤ مصري إسرائيلي ضد غزة والقضية الفلسطينية، لكن هيهات.
قيمة معروفة
مكانة مصر وقيمتها معروفة بين العرب، ومواقفها على مدار تاريخها لا يحتاج أحد
الحديث عنها خاصة وإن كان يحمل نفس الجنسية، لكن الخطورة الحقيقية، هو السم الذي
يحاول السرطان الصهيوني أن ينشره، وهو إهتزاز صورة مصر، وجعلها تظهر بشكل سيء،
وإذا نجح هذا السم الصهيوني أن يتغلغل في أحد النفوس ربما بسبب الجهل أو قلة
المعرفة سيكون ذلك أزمة حقيقية، فمصر هي قلب الوطن العربي، وإذا تأثرت ولو بقدر
بسيط، ستتأثر المنطقة العربية، لدرجة من الممكن أن تصل إلى حد التأثير في هويتها،
وهو ما يريد عدونا أن يحدث، وهو ما يستوجب الإلتفات له والتصدي له بشتى السبل.