اسحاق رابين .. وسيلة صهيون لترويج الشائعات ضد ناصر ووحدة شاكيد تكشف أكاذيبهم
اسرائيل تعي الحقيقة
يعي ممثلي الكيان الصهيوني أن العرب يعرفون حقيقتهم جيدا، ولن يسمحوا بأيا من الجرائم التي يرتكبوها، وسيعملون على حماية أوطانهم وأرضهم، وفي كل مرة يرتكل فيها ممثلي الكيان الصهيوني انتهاكاتهم ضد العرب، تزيد الرغبة في المقاومة والمواجهة لاسترداد الحقوق المسلوبة، لذلك تأكدوا من أن أسلحتهم التي تتمثل في الصواريخ والدبابات والرصاص والنار لن تساعدهم على تحقيق أحلامهم الشيطانية، كما وردت في بروتوكولات حكماء صهيون، وهي "إسرائيل من النيل إلى الفرات"، لذلك قررت أن تلجأ إلى سلاح أخر، مواكبا لطبيعة تكنولوجيا العصر الذي نعيشه، وهو في حقيقة الأمر، سلاح خطير بالفعل.
شائعات صهيون عن عبد الناصر
نشرت صفحة "إسرائيل تتكلم العربية" وغيرها من الصفحات الإسرائيلية الأخرى، أكذوبة أن الرئيس جمال عبد الناصر، كان على علاقة وطيدة وطيبة مع رئيس الوزراء الأسبق، "إسحاق رابين"، والكارثة هو التأكيد على أن ناصر قبل أن يجلس معه على طاولة طعام واحدة، ويتناول معه الغداء خلال فترة حرب 1948، "حرب فلسطين" التي حرص الجيش المصري على المشاركة فيها، حرب فلسطين التي واجه فيها أبناء القوات المسلحة الغدر بسبب الأسلحة الفاسدة، حرب فلسطين التي حوصر فيها الضباط المصريون في الفالوجة من قبل الإسرائيليين والملفت أنه كان على رأسهم ومن أبرزهم وأهمهم هو من يتم ترويج الشائعة ضده للإساءة لسمعته، وهو جمال عبد الناصر، فهل هذا يعقل؟.
منهم فيهم
عادة من يروج أو يكشف سر بعينه، فعليه أن يقدم دليل على صحته، لكن وفيما سبق ذكره، وما يؤكد أنه أكذوبة وشائعة هدفها التضليل والإساءة هو أن الدليل فيه من خلال نشر مقولة لـ"إسحاق رابين" نفسه وهي ووفقا لما ورد: "قدمنا لهم طعام الغذاء وتناولناه سويا في مستوطنة جات” ويستطرد قائلا: "عبد الناصر كان يجلس بجواري.
وقال انه يتطلع في شعار الوحدة العسكرية البالماح وسألني ما الذي يعنيه هذا الشعار وشرحت له تفاصيله، والسؤال هنا، وإذا جردنا أنفسنا من أي أفكار أو معتقدات نؤمن بها والتزمنا مبدأ الحياد، هل من الممكن أن يقوم ضابط ايا كانت جنسيته بتناول الطعام مع من يحاصره، وقتل زملاؤه أمام أعينه، وهناك ما هو أخطر.
دليل كذب الشائعة
قامت القوات الإسرائيلية، بعد حرب 1967، بسلسلة من الانتهاكات ضد قوات الجيش المصري، تؤكد كم أنهم يتمتعون بالحقارة والوضاعة، فقد عملوا على دفن الأسرى من الجنود المصريين أحياء، كما أنهم تعمدوا ممارسة أبشع أنواع طرق التعذيب ضدهم، والأبشع من ذلك أنهم، أخذوا الضحايا ممن سفكوا دماءهم وكانوا يتاجرون بأعضاءهم، والإسرائيليون، هم من فضحوا أنفسهم، والشرح في السطور المقبلة.
وحدة شاكيد
تبدأ القصة بالفيلم الذي يصف أحداث نهاية حرب 1967 التي اضطرت فيها وحدة شاكيد لمطاردة وتصفية عناصر كوماندوز مصريين كانوا في قطاع غزة وحاولوا الوصول إلى سيناء، في أثناء المطاردة لعدة أيام بواسطة طائرات الهليكوبتر، وفي النهاية، وتم إحصاء قتل 250 جندي مصري.
وشهد جندي مصري، عن هذه الحرب، حيث أفاد أنه تم أُسر 50 جندي مصري في منطقة في جوار قلعة العريش، وقال الجندي عن أهم التفاصيل: "أثناء تجميعنا في مطار العريش يوم 8 حزيران 1967 أمرونا بالنوم داخل حظائر الطائرات بعضنا فوق بعض، وفي الصباح توفي 70 أسيراً من الاختناق وتم دفنهم في حفر داخل المطار".
وروى جندي آخر في سلاح المشاة المذبحة التي قامت خلالها الدبابات الإسرائيلية بمطاردة نحو 150 من الأسرى المصريين ودهسهم بلا رحمة، قائلا" "بمجرد استسلامهم قامت الدبابات الإسرائيلية بمطاردتهم ودهسهم مثل العصافير"، والجندي، الذي يحمل الرقم العسكري 46295، قال: "أثناء وجودنا في معسكر عتليت، روى لي أحد الجنود المصريين أن أرييل شارون داس بالدبابات على بعض الجنود فقتلوا جميعاً".
وقال أسير آخر: "أثناء وجودنا في معسكر بئر السبع، شاهدتهم يقومون بدفن مصابين من الجنود الأسرى وهم أحياء، بعدما يأمرونهم بحفر قبورهم ثم يردمون التراب عليهم".
ولعل أخطر الاعترافات تلك التي تتعلق بتجارة الأعضاء، حيث شكّل الأسرى المصريون مستودعاً هائلاً لقطع الغيار البشرية، وكان السماسرة يجنون أرباحاً خيالية من بيع الأعضاء في أوروبا وإسرائيل، كما كان طلبة الطب هناك يتدربون على العمليات الجراحية على هؤلاء الأسرى، وقد اعترف أحد التجار، وهو إسرائيلي يعيش في باريس: "لقد رأيت بعيني عشرات من الأسرى وقد شقّت بطونهم أمامي بأيدي طلبة الطب الصغار، واقشعرّ بدني لهذه الطريقة البشعة"، وأكبر دليل علي ذلك اعترافات بنيامين بن إليعازر وزير البنية التحتية الإسرائيلي الخطيرة، والذ كان وقتها قائدا في وحدة شاكيد.
سر السرد
ليس المقصود هو التذكير بتفاصيل مؤلمة تعرض لها أبناء القوات المسلحة على يد القتلة من الصهاينة، لكن المقصود هنا، هو تقديم الدليل على أنه من المستحيل أن يقوم أي جندي من جنود القوات الإسرائيلية بالمعاملة الحسنة لأيا من جنود العرب، فإذا كان تم التعامل بهذه الطريقى البشعة وبشهادات موثقة مع الأسرى، فكيف يمكن أن يحدث مع المحاصرين، ومنهم قيادات، سيعمل قوات الإحتلال بقتلهم من أجل التفاخر بذلك، لا عزمهم على مائدة طعام.
خطورة ناصر على ممثلي صهيون
يعد أكثر ما يلفت النظر في هذه الشائعة ليس أنها روجت، فمثل هؤلاء متوقع منهم أي شيء، لكن الأهم هو سر ترويج مثل هذه الأكاذيب الآن، فمن روجت عنهم هذه الشائعات، ليسا معنا على قيد الحياة، فقد توفى الرئيس جمال عبد الناصر منذ 48 عاما، أما إسحاق رابين، تم إغتياله، منذ 23 عاما، لذلك المبرر الحقيقي، هو كراهيتهم التي لا تزال محفورة في قلوبهم ضد جمال عبد الناصر، ولأنهم على يقين من أن حب العرب له على مدار أجيال حتى لم تعاصره، وإيمانهم بمدأه: "ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة"، يشكل خطورة حقيقية عليهم، لذلك لم يعد أمامهم سوى ترويج الشائعات وتلفيق الإتهامات الباطلة، والتي لن تحقق أهدافها فببساطة معروف من هو " جمال عبد الناصر".