أمة مناضلة وأخرى راقصة .. كيف فضحت كيكي مجتمع إسرائيل ؟
كيكي تنتشر كالنار في الهشيم
نتشرت رقصة كيكي في كل أقطار الوطن العربي، فقد كان لها تأثير قوي على الشباب من مختلف الأعمار والفئات وبين الجنسين، وهو ما قوبل بالانتقاد والسلب من قبل مختلف الحكومات العربية، التي أعتبرت أن هذه الرقصة دليل على تردي الأخلاق والقيم، فقرروا التصدي لها وإلقاء القبض على كل من يحاول إتباعها، للمحافظة على قيم المجتمع وعدم هدمه، حيث أن هدم خلق الشباب، هو أول خطوة في إلإيقاع بالمجتمع.
عهد التميمي
لفتت عهد التميمي، أنظار العالم أجمع وأكثر ما كان يميز هذا الإلتفات هو أنه يعرب عن الإحترام والتقدير في المقام الأول، حيث وقفت أمام جنود الإحتلال الإسرائيلي، في قلب قريتها "النبي صالح"، وصفعت أحد جنود الإحتلال وهي أبنة الـ17 عاما، ولم تهتم بم يمكن أن تواجه من أزمات أو نتائج، قد تصل إلى حد الاعتقال أو التعذيب أو القتل، فقد كان كل ما يشغل بالها، هو الدفاع عن وطنها فلسطين، ومنع قوات الإحتلال من سلب حقها وحق أهلها من الشعب الفلسطيني، وكانت النتيجة هة إعتقالها، وأسرها في قيود الإحتلال لشهور عديدة خلف القضبان، يجهل أهلها وزيها وأحباءها وأصدقاءها ما يمكن أن تواجهه وهي وسط حفنة من الجنود يعملون على سلب الأرض، ويتمتعون بسفك الدماء، ويلذذون بهتك العرض.
حرية التميمي
تمكنت التميمي من المحافظة على نفسها وهي مقيدة بقيود قوات الإحتلال التي تفرض سيطرتها على بلادها ولم يتمكن أحد من المساس بها، بل وانتصرت عليهم بإيمانها بالله وإرادته وعزيمتها، وكسرت قيود الأسر ونالت حريتها، لتكون ضوء جميل يزيد من فرحة العرب وتشعرهم بالفخر والإعتزاز والشرف.
كلمات التميمي
خرجت تلك البطلة التي لم تكمل الـ20 وأكدت إن الشعب الفلسطيني مستمر في مقاومته للاحتلال الإسرائيلي حتى زواله.
وأضافت التميمي في تصريح مقتضب لوسائل الإعلام فور وصولها لقريتها النبي صالح، التي تقع غربي رام الله ": الاحتلال إلى زوال، والاعتقال لن يكسرنا"، واختتمت كلمتها بتوجيه خالص الشكر والتقدير لكل من ساندها ووقف معها وعائلتها خلال اعتقالها من قبل السلطات الإسرائيلية.
تساؤلات
لعلك تتساءل عزيزي القاريء مندهشا ففي البداية بدأت السطور بإضفاء لمحة عن رقصة "كيكي"، وكيف أنتقلت وانتشرت بشكل واضح في المجتمع الإسرائيلي وبين مجندات الجيش ، ثم يأتي الانتقال وبشكل مفاجيء إلى عهد التميمي، لتوضيح ما هي وكيف أنها بطلة وماذا فعلت وماذا قالت وكيف إرادتها انتصرت، لكن لا تتعجل، وتساؤلاتك إجابتها بسيطة.
أمة مناضلة وأمة راقصة
موقف عهد التميمي وما قامت به، أثبت لكل من يمثل الكيان الصهيوني، أن أمة العرب، مناضلة في المقام الأول، تقف ضد الإحتلال والظلم ترفض الخضوع أو الاستسلام تعمل على تدافع عن الأرض وتصون العرض، فقد حمت التميمي أبنة فلسطين نفسها وهي وسط وحوش قوات إسرائيل، وهم يريدون الإنقضاض عليها لنهشها، ولم يتمكن أيا منهم الإقتراب منها أو التعرض لها، رغم أنها محاطة بهم وحبيسة وسطهم ولا حيلة لها، لكن إيمانها وإصرارها كانا سلاحها، في حين مجندات هذا الكيان الدنيء، لا يمانعون من الرقص شبه عرايا في الطرقات وهن يرقصن على نغمات الـ"كيكي".
نقطة نظام
من الخطأ أن نوصف فلسطين بأنها محتلة، فتلك البلد أخرجت أبطالا، وعليها أن تفتخر ببناتها قبل شبابها اللاتي رفعن أسمها عالية كونهم ينتمون لها، ولأنهن بينوا للعالم أجمع ماهية وطبيعة وممثلي من يفرضون سيطرتهم عليها عنوة، وماهية أخلاقهم، ففي الوقت الذي يدافع أبناءها عنها ويمنعون المساس بشرفها، لا يمانع ممثلي محتليها ومرتكبي الجرائم ضدها في التفريط عن الأخلاق وكينونة العزة والشرف.