"السيرة النبوية عند المستشرقين" من قرون العداء إلى مدارس الإنصاف
الجمعة 03/أغسطس/2018 - 12:31 م
وسيم عفيفي
طباعة
بشكل عام فإن المستشرق عبارة عن رحالة وعالم متمكن من المعارف الخاصة بالشرق ولغاته وآدابه. يذكر المستشرق رودنسون أن كلمة مستشرق ظهرت في اللغة الإنجليزية نحو عام 1779 كما دخلت كلمة الإستشراق معجم الأكاديمية الفرنسية في عام 1838 وفيها تجسدت فكرة نظام خاص مكرس لدراسة الشرق.
ويعتمد المستشرق الإنجليزي آربري علي قاموس أكسفورد الجديد بتعريف المستشرق بأنه "من تبحر في لغات الشرق وآدابه"، وقد ورد في موسوعة لاروس تعريف المستشرق في مادة بأنه العالم المتضلع في معرفة الشرق وثقافته وآدابه.
أما ألبرت ديتريش فيعرف المستشرق بأنه "ذلك الباحث الذي يحاول دراسة الشرق وتفهمه، ولن يتأتّى له الوصول إلى نتائج سليمة في هذا المضمار ما لم يتقن لغات الشرق.
ويعتمد المستشرق الإنجليزي آربري علي قاموس أكسفورد الجديد بتعريف المستشرق بأنه "من تبحر في لغات الشرق وآدابه"، وقد ورد في موسوعة لاروس تعريف المستشرق في مادة بأنه العالم المتضلع في معرفة الشرق وثقافته وآدابه.
أما ألبرت ديتريش فيعرف المستشرق بأنه "ذلك الباحث الذي يحاول دراسة الشرق وتفهمه، ولن يتأتّى له الوصول إلى نتائج سليمة في هذا المضمار ما لم يتقن لغات الشرق.
لامارتين - مستشرق
فيما يذكر مالك بن نبي في مقال له تحت عنوان إنتاج المستشرقين يحدد مصطلح الاستشراق فيقول: "إننا نعني بالمستشرقين الكتاب الغربيين الذين يكتبون عن الفكر الإسلامي وعن الحضارة الإسلامية ".
أعطى المستشرقون الأجانب اهتماماً بالغاً بالسيرة النبوية، منذ نشأة الاستشراق إلى اليوم، وكان اهتمامهم يتسم بالتعمق الشديدة في معرفة حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، ولم يكن هناك غرض في بداية اهتمام المستشرقين بتفاصيل السيرة النبوية، سوى الاتجاه العدائي نحو الإسلام نفسهم.
بدأ الإتجاه العدائي لدى المستشرقين مع الحملات الصليبية، كما تذكر المستشرقة الألمانية آنا ماري شيمل في كتابها "سيرة النبي محمد"، حيث قالت "رأى المستشرقين في العصور الوسطى مع الحملات الصليبية أن الشرق، والإسلام على وجه الخصوص هما العدو الأول للمسيحية والحضارة الإنسانية، وأن المسلمين إرهابيون منحطون حضارياً من الواجب إبادتهم ، إن لم يتم تنصيرهم ".
اتسمت دراسة السيرة النبوية في العصور الوسطى بمحاولات تجريد النبي صلى الله عليه وسلم من صفات النبوة، لكن بشكل يأخذ الموضوعية ـ حسبما يزعمون ـ، ويدلل محمد جميل في كتابه "فلسفة تاريخ الرسول"، أن توماس كارليل ، قد أنصف الرسول في كتابه الأبطال، ولكن أتضح أن كانت له غايات سياسية من وراء ذلك، فقد كان يقدم في كتابه الأبطال نظرية البطل لكن لم تخلو كتابته من نقض الوحي نفسه.
رغم المدرسة العدائية الاستشراقية التي تأسست في العصور الوسطى، كانت هناك مدرسة تتسم بالإنصاف ويمكن إدراك ملامح تلك المدرسة من خلال كتاب الباحثة الليبية غالية الذرعاني عن مدارس الاستشراق، حيث قالت "تميزت كتب المنصفين بروح علمية نتيجة للمنهج العلمي، وهؤلاء الكُتَّاب ردوا في كثير من الأحيان على شبهات غيرهم من المستشرقين".
يمثل هذه المدرسة المنصفة الشاعر والصحفي والسياسي ألفونس دي لامارتين بكل ما تحمله مدرسته من اجتهادات فلسفية في التاريخ حيث قال "" كان محمد فيلسوفاً ومشرعاً وداعياً إلى الهدى ووضع عقائد معقولة وعبادة خالية من الصور"، الأمر نفسه يذكره مايكل هارت في كتابه "الخالدون المائة"، حيث قال "إن اختياري لمحمد ليأتي في المرتبة الأولى من قائمة أكثر أشخاص العالم تأثيراً في البشرية، قد يدهش بعض القراء، وقد يعترض عليه البعض ولكنه كان الرجل الوحيد في التاريخ الذي حقق نجاحاً بارزاً على كل من المستوى الديني والدنيوي".
أعطى المستشرقون الأجانب اهتماماً بالغاً بالسيرة النبوية، منذ نشأة الاستشراق إلى اليوم، وكان اهتمامهم يتسم بالتعمق الشديدة في معرفة حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، ولم يكن هناك غرض في بداية اهتمام المستشرقين بتفاصيل السيرة النبوية، سوى الاتجاه العدائي نحو الإسلام نفسهم.
بدأ الإتجاه العدائي لدى المستشرقين مع الحملات الصليبية، كما تذكر المستشرقة الألمانية آنا ماري شيمل في كتابها "سيرة النبي محمد"، حيث قالت "رأى المستشرقين في العصور الوسطى مع الحملات الصليبية أن الشرق، والإسلام على وجه الخصوص هما العدو الأول للمسيحية والحضارة الإنسانية، وأن المسلمين إرهابيون منحطون حضارياً من الواجب إبادتهم ، إن لم يتم تنصيرهم ".
اتسمت دراسة السيرة النبوية في العصور الوسطى بمحاولات تجريد النبي صلى الله عليه وسلم من صفات النبوة، لكن بشكل يأخذ الموضوعية ـ حسبما يزعمون ـ، ويدلل محمد جميل في كتابه "فلسفة تاريخ الرسول"، أن توماس كارليل ، قد أنصف الرسول في كتابه الأبطال، ولكن أتضح أن كانت له غايات سياسية من وراء ذلك، فقد كان يقدم في كتابه الأبطال نظرية البطل لكن لم تخلو كتابته من نقض الوحي نفسه.
رغم المدرسة العدائية الاستشراقية التي تأسست في العصور الوسطى، كانت هناك مدرسة تتسم بالإنصاف ويمكن إدراك ملامح تلك المدرسة من خلال كتاب الباحثة الليبية غالية الذرعاني عن مدارس الاستشراق، حيث قالت "تميزت كتب المنصفين بروح علمية نتيجة للمنهج العلمي، وهؤلاء الكُتَّاب ردوا في كثير من الأحيان على شبهات غيرهم من المستشرقين".
يمثل هذه المدرسة المنصفة الشاعر والصحفي والسياسي ألفونس دي لامارتين بكل ما تحمله مدرسته من اجتهادات فلسفية في التاريخ حيث قال "" كان محمد فيلسوفاً ومشرعاً وداعياً إلى الهدى ووضع عقائد معقولة وعبادة خالية من الصور"، الأمر نفسه يذكره مايكل هارت في كتابه "الخالدون المائة"، حيث قال "إن اختياري لمحمد ليأتي في المرتبة الأولى من قائمة أكثر أشخاص العالم تأثيراً في البشرية، قد يدهش بعض القراء، وقد يعترض عليه البعض ولكنه كان الرجل الوحيد في التاريخ الذي حقق نجاحاً بارزاً على كل من المستوى الديني والدنيوي".