حين نجح المصريون في هزيمة الصليبيين بقشر البطيخ
الأحد 05/أغسطس/2018 - 09:01 ص
وسيم عفيفي
طباعة
في تاريخ حروب الصليبيين لا يمكن إغفال دور مصر بمعارك التحرير منذ توحدها مع بلاد الشام، بالإضافة لنجاحها في هزيمة الحملة الصليبية الخامسة بقيادة حنا برين في عصر السلطان العادل، لكن لم تُشْتَهر أي حملة صليبية في مصر مثل شهرة الحملة الصليبية السابعة.
وصل لويس التاسع بجيش جرار يقدر بمائة ألف مقاتل إلى مدينة دمياط وذلك بحرًا وهجم على المدينة بسرعة ففر كل من فيها من الجند والحراس ومعهم بعض العامة، واستولى الصليبيون بسهولة على المدينة وقاموا بارتكاب مذابح مروعة بحق أهل البلد المسلمين وحولوا الجوامع والمساجد إلى كنائس وذلك في شهر ربيع الأول 647هـ.
أعلن الصالح أيوب النفير العام في الديار المصرية، وأتته الجنود من كل مكان، وأسرع لمنازلة الصليبيين، وقام ببناء مدينة مقابلة لدمياط حيث معسكر الصليبيين وسماها "المنصورة", وقام بالقبض على الجنود الفارين من وجه الصليبيين بدمياط وشنق بعضهم تعزيرًا لهم على التولي يوم الزحف، ولام الباقي على ترك المصابرة قليلاً ليرهبوا عدو الله وعدوهم، وكان الصالح أيوب في تلك الفترة مريضًا، ولكنه لشدة شجاعته وجلده لم يظهر التوجع أو الألم أمام أحد.
وصل لويس التاسع بجيش جرار يقدر بمائة ألف مقاتل إلى مدينة دمياط وذلك بحرًا وهجم على المدينة بسرعة ففر كل من فيها من الجند والحراس ومعهم بعض العامة، واستولى الصليبيون بسهولة على المدينة وقاموا بارتكاب مذابح مروعة بحق أهل البلد المسلمين وحولوا الجوامع والمساجد إلى كنائس وذلك في شهر ربيع الأول 647هـ.
أعلن الصالح أيوب النفير العام في الديار المصرية، وأتته الجنود من كل مكان، وأسرع لمنازلة الصليبيين، وقام ببناء مدينة مقابلة لدمياط حيث معسكر الصليبيين وسماها "المنصورة", وقام بالقبض على الجنود الفارين من وجه الصليبيين بدمياط وشنق بعضهم تعزيرًا لهم على التولي يوم الزحف، ولام الباقي على ترك المصابرة قليلاً ليرهبوا عدو الله وعدوهم، وكان الصالح أيوب في تلك الفترة مريضًا، ولكنه لشدة شجاعته وجلده لم يظهر التوجع أو الألم أمام أحد.
أسر لويس التاسع
تقدم الملك الصليبي نحو المنصورة حيث معسكر المسلمين محاذرًا الاقتراب من ضفة فرع دمياط حتى لا يقع في نفس خطأ الحملة الصليبية الخامسة عندما دخل قائدها "جان دي بريين" في اتجاه خاطئ أفشل الحملة بأسرها، ولكن جماهير المصريين المتطوعين للجهاد ضد الصليبيين أقبلوا بأعداد كبيرة، وذلك لشن حرب عصابات ضد الجيش الصليبي، وقام المصريون ببطولات رائعة وأعمال فدائية في غاية الشجاعة والمكر والطرافة أيضًا ضد الصليبيين.
المعروف في الحروب الصليبية أن الهزائم تجيء بالخيانة أو السيف، لكن أن يكون البطيخ سبباً وعاملاً في هزيمة الصليبيين فتلك من أعجوبة أعاجيب التاريخ المصري.
تحركت الحملة الصليبية السابعة نحو مصر بقيادة لويس التاسع نفسه، وكانت أكثر تنظيما، وأوفر عدة وعتادا من سابقتها، ووصلت الحملة إلى شواطئ مصر في ظروف حرجة والسلطان الصالح نجم الدين أيوب يعاني من مرض السل الذي اشتد به، حتى أصبح ملازما لفراشه.
رغم خطورة المرض لم يستسلم الصالح نجم الدين أيوب للمرض بل رجع مسرعا من دمشق إلى مصر، فأقام بعض التحصينات في الصالحية ودمياط وشحنهما بالجند، وعسكر هو عند أشموم طناح القريبة من دمياط.
نجح لويس التاسع في الاستيلاء على دمياط ونواحيها ثم قرر التوجه جنوباً إلى المنصورة وكان يظن أن اقتحامها سهلاً، ولم يكن يدري أن المصريين اخترعوا طريقة جديدة لهزيمة الصليبيين.
يحكي بن تغري بردي، أن جموع المصريين في المنصورة ألقوا كميات كبيرة من البطيخ في الماء وجرفها التيار جتى شاطئ المعسكر الفرنسي، وبدورهم تذوقوها وأحبوا طعهما.
عقب يومين من تلك الحادثة، اعتاد الفرنسيين على تيار المجرى المائي الذي يحمل كميات البطيخ، فظهرت كبيرة متناثرة عبر المياه بالقرب من شاطئ القوات الفرنسية، فبدأوا بالاستعداد من أجل أخذها.
المفاجأة كانت تنتظر الفرنسيين، فالبطيخ هذه المرة ليس فاكهةً وإنما أغطية لرؤوس بعض الفدائيين الذين اختبئوا تحت المياه بعد أن أفرغوا البطيخ من محتواه واستخدموا قشرته الدائرية كغطاء لرؤوس الفدائيين المصريين، الذي قرروا قتل جنود الحملة الصليبية.
بدأ الفدائيون يخطفون كل جندي فرنسي ينزل إلى المياه لالتقاط حبات البطيخ، وحملوهم أسرى لمعسكرات المصريين، ولم ينتبه الفرنسيون لتلك الفكرة الغريبة إلا بعد اختطاف عدد كبير من الجنود ما أثر على معنوياتهم بالسلب، وانتهت المعركة بهزيمة الجيش الفرنسي، وأسر الملك لويس التاسع نفسه وحبسه في دار ابن لقمان بمدينة المنصورة.
المعروف في الحروب الصليبية أن الهزائم تجيء بالخيانة أو السيف، لكن أن يكون البطيخ سبباً وعاملاً في هزيمة الصليبيين فتلك من أعجوبة أعاجيب التاريخ المصري.
تحركت الحملة الصليبية السابعة نحو مصر بقيادة لويس التاسع نفسه، وكانت أكثر تنظيما، وأوفر عدة وعتادا من سابقتها، ووصلت الحملة إلى شواطئ مصر في ظروف حرجة والسلطان الصالح نجم الدين أيوب يعاني من مرض السل الذي اشتد به، حتى أصبح ملازما لفراشه.
رغم خطورة المرض لم يستسلم الصالح نجم الدين أيوب للمرض بل رجع مسرعا من دمشق إلى مصر، فأقام بعض التحصينات في الصالحية ودمياط وشحنهما بالجند، وعسكر هو عند أشموم طناح القريبة من دمياط.
نجح لويس التاسع في الاستيلاء على دمياط ونواحيها ثم قرر التوجه جنوباً إلى المنصورة وكان يظن أن اقتحامها سهلاً، ولم يكن يدري أن المصريين اخترعوا طريقة جديدة لهزيمة الصليبيين.
يحكي بن تغري بردي، أن جموع المصريين في المنصورة ألقوا كميات كبيرة من البطيخ في الماء وجرفها التيار جتى شاطئ المعسكر الفرنسي، وبدورهم تذوقوها وأحبوا طعهما.
عقب يومين من تلك الحادثة، اعتاد الفرنسيين على تيار المجرى المائي الذي يحمل كميات البطيخ، فظهرت كبيرة متناثرة عبر المياه بالقرب من شاطئ القوات الفرنسية، فبدأوا بالاستعداد من أجل أخذها.
المفاجأة كانت تنتظر الفرنسيين، فالبطيخ هذه المرة ليس فاكهةً وإنما أغطية لرؤوس بعض الفدائيين الذين اختبئوا تحت المياه بعد أن أفرغوا البطيخ من محتواه واستخدموا قشرته الدائرية كغطاء لرؤوس الفدائيين المصريين، الذي قرروا قتل جنود الحملة الصليبية.
بدأ الفدائيون يخطفون كل جندي فرنسي ينزل إلى المياه لالتقاط حبات البطيخ، وحملوهم أسرى لمعسكرات المصريين، ولم ينتبه الفرنسيون لتلك الفكرة الغريبة إلا بعد اختطاف عدد كبير من الجنود ما أثر على معنوياتهم بالسلب، وانتهت المعركة بهزيمة الجيش الفرنسي، وأسر الملك لويس التاسع نفسه وحبسه في دار ابن لقمان بمدينة المنصورة.