الفريق والمشير .. لماذا اختلف الشاذلي وأحمد إسماعيل ؟
الثلاثاء 07/أغسطس/2018 - 12:45 م
وسيم عفيفي
طباعة
الشاذلي و أحمد إسماعيل ، رجلين مهمين في حرب أكتوبر ويعتبران من أهم أعمدة العسكرية المصرية بحق فأما أحدهما هو القائد العام للقوات المسلحة ووزير الحربية خلال حرب أكتوبر 1973 كما كان رئيس المخابرات العامة المصرية ورئيس أركان القوات المسلحة وصُنّف عالمياً كواحد من ضمن 50 شخصية عسكرية عالمية أضافت للحرب تكتيكا جديدا، والآخر هو رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية في الفترة ما بين 16 مايو 1971 وحتى 13 ديسمبر 1973 ومؤسس وقائد أول فرقة قوات مظلية في مصر وأحد المدبرين المخططين لخطط حرب أكتوبر عام 1973 إنهما المشير أحمد إسماعيل علي ، والفريق سعد الدين الشاذلي .
بدأ الخلاف بين المشير أحمد إسماعيل علي مع الفريق سعد الدين الشاذلي عندما كان الأول عميدا والثاني عقيدا، ولم يكن الخلاف سهلا ولا هينا ، بل كان شديدا للغاية ولا توحي الصور التي تم التقاطها للاثنين معا أنهما على وفاق .
تعود قصة الخلاف بين الفريق والمشير إلى عام 1960، وقد رواها الفريق الشاذلي في مذكراته الخاصة فكان “الشاذلي” عقيدا وقائدا للكتيبة العربية التي كانت من ضمن قوات الأمم المتحدة في كونغو عام 1960، وتم إرسال “أحمد إسماعيل” قائدا للبعثة العسكرية المُرسلة للكونغو، وذلك لتقديم دراسة كاملة عن ما يمكن لمصر أن تقدمه للكونغو عسكريا.
و قبيل وصول البعثة بعدة أيام سقطت حكومة باتريس لومومبا أول رئيس وزراء منتخب في تاريخ الكونغو أثناء الاحتلال البلجيكي لبلاده، وكانت مصر تؤيده ولكن كانت نهايته مؤلمة، كونه تم اعتقاله عام 1961 في مطار إليزابثفيل لدى هبوطه من الطائرة على يد درك كتانغا بقيادة خصمه تشومبي المتحالف مع موبوتو، وكان ستة جنود سويديين تابعين لقوات الأمم المتحدة حاضرين لحظة الاعتقال.
و نقل لومومبا ورفاقه إلى سجن بلجيكي في سيارة جيب يقودها ضابط بلجيكي، وأعدموا رميا بالرصاص بعد بضع ساعات على يد كتيبة إعدام يقودها ضابط بلجيكي، وتم التخلص نهائيا من الجثث بعد أربعة أيام بتقطيعها إلى قطع صغيرة وإذابتها في حمض الكبريتيك.
نفذ هذه المهمة ضابط شرطة بلجيكي اسمه جيرارد سويت، وكان الحمض في شاحنة مملوكة لشركة تعدين بلجيكية، وقد اعترف سويت بذلك في لقاء تلفزيوني أجري معه عام 1999، قائلا إنه احتفظ باثنين من أسنان لومومبا كـ”تذكار” لسنوات عدة، ثم تخلص منهما بإلقائهما في بحر الشمال.
كانت ميول الحكومة الكنغولية الجديدة تتعارض تماما مع ما تريده مصر، وبالتالي كانت البعثة في الكونغو دون أي عمل لها ، وقرر المشير أحمد إسماعيل البقاء في الكونغو بحجة إعداد تقرير عن الموقف
وفي تلك الفترة وكما يروي الشاذلي، حاول “إسماعيل” أن يفرض سلطته على الشاذلي باعتبار أنه ضابط برتبة عقيد وأن إسماعيل برتبة عميد من حقه أن يصدر التعليمات والتوجيهات، فيما رفض سعد الشاذلي هذا الأمر رفضا قاطعا وحدثت خلافات عنيفة بينهما ثم رجعت البعثة إلى القاهرة وعلمت السلطات بالخلاف وحاولت أن تسويه دون جدوى.
كان القرار المُفاجئ لسعد الشاذلي عندما تم تعيين أحمد إسماعيل رئيسا للأركان فقرر الشاذلي ترك موقعه في أنشاط والتوجه لمكتب وزير الحربية لتقديم استقالته ثم توجه إلى المنزل ومكث فيه 3 أيام، فحضر إليه أشرف مروان زوج ابنة عبد الناصر وأخبره أن جمال عبد الناصر اعتبر استقالة الشاذلي أمر موجه لشخصه حيث أنه هو من عين أحمد إسماعيل في هذا المنصب، والغريب أن المشير أحمد إسماعيل لم يهنأ بمنصبه الذي تولاه في مارس 1969.
حيث وقعت حادثة الزعفرانة يوم 9 سبتمبر 1969 يومها كان جمال عبد الناصر مصحوبا بالفريق أول محمد فوزي وزير الحربية واللواء أحمد إسماعيل علي رئيس أركان الحرب يحضرون مناورة حية لفرقة مدرعة حين وصلت أخبار نزول إسرائيلي برمائي على شاطئ خليج السويس في منطقة الزعفرانة، أعلنت إسرائيل بفرقعة إعلامية مدوية أن قواتها الآن على أرض إفريقيا، وأنها لم تواجه البتّة أية مقاومة مصرية.
أمر عبد الناصر علي الفور أحمد إسماعيل بالتوجه لموقع الحدث وإدارة المواجهة من هناك على الطبيعة، لكن أحمد إسماعيل فضّل العودة للقاهرة مخالفا أوامر قائده ومقنعا نفسه بأن أداء أفضل ينتظره من غرفة العمليات عنه من الزعفرانة، فاستشاط عبد الناصر غضبا منه فأمر بعزله في التو واللحظة ومعه قائد البحرية اللواء فؤاد ذكري، والذي فشل في تحريك قطعة بحرية واحدة تعترض الإنزال .
ليعيده السادات في 15 مايو 1971 رئيسا للمخابرات العامة وبقى في هذا المنصب قرابة العام ونصف العام حتى 26 أكتوبر 1972 عندما أصدر الرئيس السادات قرارا بتعيينه وزيرا للحربية وقائدا عاما للقوات المسلحة خلفا للفريق أول محمد صادق .
كما يكشف الفريق الشاذلي أن السادات اختار الفريق احمد إسماعيل وزيرا للحربية لعدة أسباب كان من بينها علمه انه مريض بالسرطان وهو ما يجعله يأمن جانبه كونه مريض و لن يطمح فى الانقلاب على الرئيس كذلك فإن “السادات” كان على دراية بالخلافات السابقة بين “الشاذلي” و”إسماعيل” وكان يريد استثمارها للسيطرة على الاثنين بمبدأ “فرق تسد”.
وكذلك حدثت الخلافات بينهما عند حدوث الثغرة حيث عرض “الشاذلي” وقتها سحب الفرقة 21 مدرعة والفرقة 4 مدرعة لتوجيه ضربة للقوات الإسرائيلية التي عبرت منطقة الدفرسوار ، فرفض السادات هذا الرأي رفضا عنيفا لدرجة أنه هدد الشاذلي بالمحاكمة العسكرية إن تكلم في الأمر الانسحاب وذلك من أجل نفسية الجنود ، وأيّد إسماعيل رأي السادات.
وقبيل وفاة المشير أحمد إسماعيل في 25 ديسمبر سنة 1974 نتيجة مرض السرطان، قرر الشاذلي أن يزوره في لندن وهناك طلب المشير إسماعيل أن يصفح الشاذلي عنه وكشف له أن السادات هو من أمر بحذف اسم الشاذلي من فيلم عن حرب أكتوبر.
بدأ الخلاف بين المشير أحمد إسماعيل علي مع الفريق سعد الدين الشاذلي عندما كان الأول عميدا والثاني عقيدا، ولم يكن الخلاف سهلا ولا هينا ، بل كان شديدا للغاية ولا توحي الصور التي تم التقاطها للاثنين معا أنهما على وفاق .
تعود قصة الخلاف بين الفريق والمشير إلى عام 1960، وقد رواها الفريق الشاذلي في مذكراته الخاصة فكان “الشاذلي” عقيدا وقائدا للكتيبة العربية التي كانت من ضمن قوات الأمم المتحدة في كونغو عام 1960، وتم إرسال “أحمد إسماعيل” قائدا للبعثة العسكرية المُرسلة للكونغو، وذلك لتقديم دراسة كاملة عن ما يمكن لمصر أن تقدمه للكونغو عسكريا.
و قبيل وصول البعثة بعدة أيام سقطت حكومة باتريس لومومبا أول رئيس وزراء منتخب في تاريخ الكونغو أثناء الاحتلال البلجيكي لبلاده، وكانت مصر تؤيده ولكن كانت نهايته مؤلمة، كونه تم اعتقاله عام 1961 في مطار إليزابثفيل لدى هبوطه من الطائرة على يد درك كتانغا بقيادة خصمه تشومبي المتحالف مع موبوتو، وكان ستة جنود سويديين تابعين لقوات الأمم المتحدة حاضرين لحظة الاعتقال.
و نقل لومومبا ورفاقه إلى سجن بلجيكي في سيارة جيب يقودها ضابط بلجيكي، وأعدموا رميا بالرصاص بعد بضع ساعات على يد كتيبة إعدام يقودها ضابط بلجيكي، وتم التخلص نهائيا من الجثث بعد أربعة أيام بتقطيعها إلى قطع صغيرة وإذابتها في حمض الكبريتيك.
نفذ هذه المهمة ضابط شرطة بلجيكي اسمه جيرارد سويت، وكان الحمض في شاحنة مملوكة لشركة تعدين بلجيكية، وقد اعترف سويت بذلك في لقاء تلفزيوني أجري معه عام 1999، قائلا إنه احتفظ باثنين من أسنان لومومبا كـ”تذكار” لسنوات عدة، ثم تخلص منهما بإلقائهما في بحر الشمال.
كانت ميول الحكومة الكنغولية الجديدة تتعارض تماما مع ما تريده مصر، وبالتالي كانت البعثة في الكونغو دون أي عمل لها ، وقرر المشير أحمد إسماعيل البقاء في الكونغو بحجة إعداد تقرير عن الموقف
وفي تلك الفترة وكما يروي الشاذلي، حاول “إسماعيل” أن يفرض سلطته على الشاذلي باعتبار أنه ضابط برتبة عقيد وأن إسماعيل برتبة عميد من حقه أن يصدر التعليمات والتوجيهات، فيما رفض سعد الشاذلي هذا الأمر رفضا قاطعا وحدثت خلافات عنيفة بينهما ثم رجعت البعثة إلى القاهرة وعلمت السلطات بالخلاف وحاولت أن تسويه دون جدوى.
كان القرار المُفاجئ لسعد الشاذلي عندما تم تعيين أحمد إسماعيل رئيسا للأركان فقرر الشاذلي ترك موقعه في أنشاط والتوجه لمكتب وزير الحربية لتقديم استقالته ثم توجه إلى المنزل ومكث فيه 3 أيام، فحضر إليه أشرف مروان زوج ابنة عبد الناصر وأخبره أن جمال عبد الناصر اعتبر استقالة الشاذلي أمر موجه لشخصه حيث أنه هو من عين أحمد إسماعيل في هذا المنصب، والغريب أن المشير أحمد إسماعيل لم يهنأ بمنصبه الذي تولاه في مارس 1969.
حيث وقعت حادثة الزعفرانة يوم 9 سبتمبر 1969 يومها كان جمال عبد الناصر مصحوبا بالفريق أول محمد فوزي وزير الحربية واللواء أحمد إسماعيل علي رئيس أركان الحرب يحضرون مناورة حية لفرقة مدرعة حين وصلت أخبار نزول إسرائيلي برمائي على شاطئ خليج السويس في منطقة الزعفرانة، أعلنت إسرائيل بفرقعة إعلامية مدوية أن قواتها الآن على أرض إفريقيا، وأنها لم تواجه البتّة أية مقاومة مصرية.
أمر عبد الناصر علي الفور أحمد إسماعيل بالتوجه لموقع الحدث وإدارة المواجهة من هناك على الطبيعة، لكن أحمد إسماعيل فضّل العودة للقاهرة مخالفا أوامر قائده ومقنعا نفسه بأن أداء أفضل ينتظره من غرفة العمليات عنه من الزعفرانة، فاستشاط عبد الناصر غضبا منه فأمر بعزله في التو واللحظة ومعه قائد البحرية اللواء فؤاد ذكري، والذي فشل في تحريك قطعة بحرية واحدة تعترض الإنزال .
ليعيده السادات في 15 مايو 1971 رئيسا للمخابرات العامة وبقى في هذا المنصب قرابة العام ونصف العام حتى 26 أكتوبر 1972 عندما أصدر الرئيس السادات قرارا بتعيينه وزيرا للحربية وقائدا عاما للقوات المسلحة خلفا للفريق أول محمد صادق .
كما يكشف الفريق الشاذلي أن السادات اختار الفريق احمد إسماعيل وزيرا للحربية لعدة أسباب كان من بينها علمه انه مريض بالسرطان وهو ما يجعله يأمن جانبه كونه مريض و لن يطمح فى الانقلاب على الرئيس كذلك فإن “السادات” كان على دراية بالخلافات السابقة بين “الشاذلي” و”إسماعيل” وكان يريد استثمارها للسيطرة على الاثنين بمبدأ “فرق تسد”.
وكذلك حدثت الخلافات بينهما عند حدوث الثغرة حيث عرض “الشاذلي” وقتها سحب الفرقة 21 مدرعة والفرقة 4 مدرعة لتوجيه ضربة للقوات الإسرائيلية التي عبرت منطقة الدفرسوار ، فرفض السادات هذا الرأي رفضا عنيفا لدرجة أنه هدد الشاذلي بالمحاكمة العسكرية إن تكلم في الأمر الانسحاب وذلك من أجل نفسية الجنود ، وأيّد إسماعيل رأي السادات.
وقبيل وفاة المشير أحمد إسماعيل في 25 ديسمبر سنة 1974 نتيجة مرض السرطان، قرر الشاذلي أن يزوره في لندن وهناك طلب المشير إسماعيل أن يصفح الشاذلي عنه وكشف له أن السادات هو من أمر بحذف اسم الشاذلي من فيلم عن حرب أكتوبر.