أستاذ العلوم السياسية في حوار لـ "بوابة المواطن": الأزمة السعودية الكندية تصب في مصلحة واشنطن

السبت 11/أغسطس/2018 - 06:31 م

عواطف الوصيف

تعد التطورات الأخيرة، التي تشهدها الفترة الحالية، بين كل من المملكة السعودية وكندا من أكثر الأمور والقضايا التي تشغل الرأي العالم العالمي الآن، حيث التفكير في العواقب والتأثيرات التي من الممكن أن تحدث، سواء لكلا البلدين، أو على مستوى المنطقة ككل.

حرصت "بوابة المواطن" على فهم كل ما يتعلق بالقضية، وبشكل متعمق فقررت اللجوء لأصحاب الخبرة وكان لها هذا الحوار، مع الدكتور مدحت حماد، أستاذ العلوم السياسية وأجد أبرز الخبراء في الشأن الإيراني وقضايا الخليج.

الأولى من نوعها
أكد الدكتور مدحت، في تصريحاته الخاصة لـ"بوابة المواطن" أن الأزمة الدبلوماسية، التي تشهدها السعودية الآن ضد كندا، تعد هي الأولى من نوعها، لأن المملكة ولأول مرة تدخل في صراع دبلوماسي كهذا مع دولة أوروبية، منوها أن ما تتبعه السعودية حاليا يعد منهج جديد ومختلف.

الملك سلمان والرئيس الكندي

رسالة واضحة

أشار الدكتور حماد إلى أن ما قامت به المملكة السعودية، تجاه كندا، يعد بمثابة رسالة منها ليس لكندا فقط وإنما لكل الدول المجاورة لها على مستوى المنطقة، وهي أنها لا تمانع في إتباع سياسة جديدة، وأن تصل بالخلاف إلى أبعد مدى أمام أي دولة ستحاول الوقوف أمامها، أو انتقادها بأي شكل من الأشكال، حيث أن السر وراء الإجراء الذي أتخذته الممكلة ضد كندا جاء نتيجة للإنتقادات التي وجهتها الأخيرة، والتي تمثلت في إتهامات للسعودية بأنها تتعمد انتهاك حقوق الإنسان، وتمارس كل أشكال الظلم ضد المرأة السعودية.

الرئيس الكندي وولي العهد السعودي

مصلحة أمريكية

أكد الدكتور مدحت حماد، أن خلاف المملكة السعودية مع كندا، يصب بشكل أساسي في مصلحة الولايات المتحدة الأمريكية، مما جعل الفضول ينتابني لسؤاله: كيف؟

لفت حماد الإنتباه إلى الخلاف الذي يجمع بين كل من واشنطن وكندا، والذي يتمثل في الجدار الذي تريد واشنطن بناءه بإتجاه كندا ذلك الجدار الذي أرادت كندا التخلص منه، لوقف حركة هجرة اللاجئين من واشنطن إليها، وهو ما أغضب ممثلي الإدارة الأمريكية وخلق حالة من التوترات والأزمات بين الجانبين، لذلك ووفقا لرؤية الدكتور مدحت حماد سوف يصب الخلاف السعودي الكندي في مصلحة واشنطن، التي من الممكن أن تستغله لكي تتمكن من الضغط على كندا.

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

السعودية تتحول لقطر جديد

يتوقع استاذ العلوم السياسية الدكتور مدحت حماد، أن خلاف السعودية مع كندا سيحولها إلى قطر جديد، فكندا تعد حليف للعديد من الدول الأوروبية، لذلك من الممكن أن تتحالف كندا مع بعض الدول الأوروبية، ويتمكنوا من الضغط عليها، لتكون النتيجة مواجهة بين ممثلي السلطة الحاكمة في المملكة السعودية والمعارضة، التي ستستغل الموقف، وتقنع الجميع، بأن السياسة التي يتم إتباعها سيؤثر سلبا على مصلحة السعودية على مستوى المنطقة، وسيجعلها دولة منعزلة، عن بقية جيرانها من الدول المجاورة لها.

ولي العهد السعودي وأمير قطر

ولي العهد والضغوط الداخلية

أختتم خبير الشأن الإيراني وقضايا منطقة الخليج، أستاذ العلوم السياسية الدكتور مدحت حماد بلفت الإنتباه، أن أكثر من سيتعرض لضغوط داخلية في المملكة السعودية، هو ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، لأن هناك قناعة بأن هذه السياسة الجديدة التي تتبعها المملكة هي نتاج رؤيته ومعتقداته الفكرية، مؤكدا على أن أنسب شيء كان يستلزم على الممكلة إتباعه هو التجاهل التام، لكل الإنتقادات التي وجهتها كندا لها عبر تويتر، حيث أن التجاهل كان هو السياسة المثلى والأفضل، كما أنه يجنب المملكة الوقوع في أي أزمات مع الدول المجاورة لها، أو ضغوط داخلية.