"يا قلبي لا تحزن".. احتفالات العيد أغاني وطبل وربابة في حضرة المقابر
الأربعاء 22/أغسطس/2018 - 12:30 ص
إسلام مصطفى
طباعة
"من حفرة لطوبة، يا قلبي لا تحزن"، معظمنا يعرف ذلك المثل، ولكن لا يعرف أن هناك من يطبقه بصورة مختلفة يمكن بلورتها في "من الحياة للموت، يا قلبي لا تحزن"، هذا ما رصدته كاميرا "بوابة المواطن" في مظاهر احتفال الصعايدة بالعيد.
الغريب أن ذلك الاحتفال ومظاهره من طبل وزمر، قائمة فوق أدمغة الموتى، ليكون لسان حالهم "ياما دقت على الراس طبول"، فهنا ما إن ينتهي أهالي مركز ديروط، بمحافظة أسيوط، بالتحديد قرية "ديروط الشريف" من صلاة العيد تجدهم يهرعون إلى المقابر للاحتفال بالعيد هناك فتلك هي فُسحتهم المُعتادة على مر السنوات.
بالطبل والربابة يحتفل أهل الصعيد بالعيد
بالطبل والربابة يحتفل أهل الصعيد بالعيد
احتفالات عيد الاضحى في الصعيد
أخذتنا أقدامنا إلى منطقة الاحتفالات المعتادة لدى أهالي القرية والمعروفة بـ"بصيلة"، لتجد بائعي الطبول في مدخل منطقة الاحتفال، يقرعون الطبول غير آهين بحرمة الموتى، في جوٍ يحيط به الاحتفالات من كل جانب، لتجد السيدات التي خرجن من زيارة الموتى، تعتلي أصوات ضحكاتهم، ومنهن من تذهب لتكمل طقوس الاحتفال بالعيد، والتي تتمثل في شراء الحلويات والملوحة، والطبل.
لاحظت كاميرا "بوابة المواطن" إقبال الأمهات على السؤال على أسعارها، إلا أن نية الشراء كانت تتلاشى مع معرفة الأسعار.
لاحظت كاميرا "بوابة المواطن" إقبال الأمهات على السؤال على أسعارها، إلا أن نية الشراء كانت تتلاشى مع معرفة الأسعار.
أدوات ترفيهية في الصعيد للعيد
وبمواصلة السير تجد بائعي الحلوى منهم من يفترش الأرض ومنهم من يقف على عربة كارو أو "تروسكيل"، ولكن المزيج الغريب في تلك الساحة هو اختلاط الأغاني الشعبية مع أصوات القرآن، ونداء البائعين كلًا على بضاعته، كل ذلك فوق رؤوس الموتى.
الميت هيفرح لما الطفل يفرح
الميت هيفرح لما الطفل يفرح
المقابر في الصعيد
ومع كل هذا الضجيج سمعنا صوت الربابة الذي فرض ألحانه العزبة على أذاننا، وبالحديث مع عازف الربابة وبائعها في الوقت نفسه، قال: إنه اعتاد على القدوم إلى هنا لبيع الربابة، وأنه يرى أن الأطفال ما دام الأطفال يسعدون بذلك فلا مُشكلة، مُضيفًا إن هذه هي طريقة الاحتفال بالعيد هنا.
واتفق معه في الرأي بائع الطُبل، حمادة صلاح، الذي ملأت دقات طبلته أرجاء المكان، وبنظرة ثقة أضاف، الحرام الحقيقي ليس في الاحتفال هنا بجوار الأموات، لكن في "اللطم" و"العتديد" و"الشلشة" التي تقمن بها السيدات بجوار لمقابر.
وأردف حمادة صلاح قائلًا: "الطبلة دي لعبة بتفرح الأطفال، وما دام الميت حاسس إن الأطفال فرحانين فهو كمان هيكون فرحان".
وبسؤاله عن أسعار الطُبل، أوضح أنها تتراوح ما بين 5 جنيهات للطبلة الصغيرة، و7 جنيهات للطبلة المتوسطة، يما بلغ سعر الطبلة الأكبر 10 جنيهات، وأكبر طبلة وصل سعرها 40 جنيهًا، مُضيفًا أن الاحتفال هنا بالساحة لا يقتصر فقط على موسمي عيد الأضحى والفطر، بل أنه أيضًا يأتي هنا بموسم الإسراء.
وتابع، الاحتفال يستمر لمدة ثلاثة أيام، مُشيرًا إلى أن الإقبال على الشراء يختلف عن العام الماضي، لاسيما وأن الأسعار زادت الضعف.
وخلال حديثنا معه، قاطعتنا سيدة تسأل عن سعر الطبلة الصغيرة، وما إن علمت بسعرها جرجرت أذيال صدمتها، تاركة الفرشة وفرت.
حلاوة العيد على رأس الاحتفال
واتفق معه في الرأي بائع الطُبل، حمادة صلاح، الذي ملأت دقات طبلته أرجاء المكان، وبنظرة ثقة أضاف، الحرام الحقيقي ليس في الاحتفال هنا بجوار الأموات، لكن في "اللطم" و"العتديد" و"الشلشة" التي تقمن بها السيدات بجوار لمقابر.
وأردف حمادة صلاح قائلًا: "الطبلة دي لعبة بتفرح الأطفال، وما دام الميت حاسس إن الأطفال فرحانين فهو كمان هيكون فرحان".
وبسؤاله عن أسعار الطُبل، أوضح أنها تتراوح ما بين 5 جنيهات للطبلة الصغيرة، و7 جنيهات للطبلة المتوسطة، يما بلغ سعر الطبلة الأكبر 10 جنيهات، وأكبر طبلة وصل سعرها 40 جنيهًا، مُضيفًا أن الاحتفال هنا بالساحة لا يقتصر فقط على موسمي عيد الأضحى والفطر، بل أنه أيضًا يأتي هنا بموسم الإسراء.
وتابع، الاحتفال يستمر لمدة ثلاثة أيام، مُشيرًا إلى أن الإقبال على الشراء يختلف عن العام الماضي، لاسيما وأن الأسعار زادت الضعف.
وخلال حديثنا معه، قاطعتنا سيدة تسأل عن سعر الطبلة الصغيرة، وما إن علمت بسعرها جرجرت أذيال صدمتها، تاركة الفرشة وفرت.
حلاوة العيد على رأس الاحتفال
بائعة في احتفالات الصعيد بأسيوط
وبسؤال "أم عامر" سيدة في العقد الخامس من عمرها، مظاهر احتفالها بالعيد، قالت: نحن نحتفل بالعيد من خلال صلاة العيد، سواء في المسجد أو الساحات، ونأتي لزيارة الموتى، وبعدها نتجول هنا وسط البائعين وعازفي الربابة والطُبل، ولا يمنع أن نشتري لعبة للأطفال يفرحون بها.
وخلال جولتنا تحدثنا إلى بائعة "الحلاوة الجلاب"، لتي قالت: إنها تشهد أجواء الاحتفال بالعيد هنا مُنذ 30 عام، وإن أهل البلد تتمثل فسحتهم وفرحتهم بالعيد بقدومهم إلى هنا، وشراء الحلويات.
واختلفت معها "أم مصطفى" سيدة في العقد السابع من عُمرها، مُشيرة إلى أنه لا يصح الاحتفال بالعيد "فوق رؤس الموتى" على حد تعبيرها، وتابعت، "فسحة إيه اللي هنا دي، خلاص القيامة هتقوم".
وعلى فرشة صغيرة في زاوية تبعد عن الساحة التي تعج بأجواء الاحتفال، كانت تجلس "أم عماد"، وهي سيدة مسيحية، أكدت أنها تأتي لهذا المكان مُنذ 4 سنوات، وترى أجواء الاحتفال بالعيد تملأ المكان، مُضيفة أردت أن استرزق.
وأردفت قائلة: الاحتفال بالعيد هنا، أكبر دليل على إن معظم الناس أصبحت تعيش كل يوم بيومه وكل ساعة بساعتها، بل ويفكرون في سعادتهم دون التفكير في مراعة حرمة الأموات.
وأعربت "أم ميادة" عن أسفها بإقامة احتفالات الأعياد بتلك الساحة وسط الأموات، وقالت: "المفروض الناس كل ما تقرب من المكان ده تتعظ مش تتطبل وتزمر"
وخلال جولتنا تحدثنا إلى بائعة "الحلاوة الجلاب"، لتي قالت: إنها تشهد أجواء الاحتفال بالعيد هنا مُنذ 30 عام، وإن أهل البلد تتمثل فسحتهم وفرحتهم بالعيد بقدومهم إلى هنا، وشراء الحلويات.
واختلفت معها "أم مصطفى" سيدة في العقد السابع من عُمرها، مُشيرة إلى أنه لا يصح الاحتفال بالعيد "فوق رؤس الموتى" على حد تعبيرها، وتابعت، "فسحة إيه اللي هنا دي، خلاص القيامة هتقوم".
وعلى فرشة صغيرة في زاوية تبعد عن الساحة التي تعج بأجواء الاحتفال، كانت تجلس "أم عماد"، وهي سيدة مسيحية، أكدت أنها تأتي لهذا المكان مُنذ 4 سنوات، وترى أجواء الاحتفال بالعيد تملأ المكان، مُضيفة أردت أن استرزق.
وأردفت قائلة: الاحتفال بالعيد هنا، أكبر دليل على إن معظم الناس أصبحت تعيش كل يوم بيومه وكل ساعة بساعتها، بل ويفكرون في سعادتهم دون التفكير في مراعة حرمة الأموات.
وأعربت "أم ميادة" عن أسفها بإقامة احتفالات الأعياد بتلك الساحة وسط الأموات، وقالت: "المفروض الناس كل ما تقرب من المكان ده تتعظ مش تتطبل وتزمر"