دير الزور.. مخطط إيران الخفي لإعادة إعمار سوريا وتطبيق أستراتيجية محو الفكر الدمشقي لترسيخ النفوذ الشيعي
الإثنين 27/أغسطس/2018 - 09:00 م
عواطف الوصيف
طباعة
لوحظ خلال الفترة الأخيرة في مختلف وكالات الأنباء السورية، ما تقوم به الميليشيات الإيرانية من عمليات تصوير لشوارع هامة داخل مدينة دير الزور، والتي لابد من التذكير بأنها تخضع لسيطرة قوات الرئيس بشار الأسد، وهو ما يلفت الانتباه إلى ضرورة التفكير في المخططات التي قد تكون تفكر فيها إيران، حيال سوريا، خلال المرحلة المقبلة.
إعادة إعمار
وفقا لما تم تناوله من رؤى إيرانية وسورية، فإن النظام الإيراني يريد تنفيذ ملف إعادة الإعمار في سوريا من قبل المجتمع الدولي، وذلك عبر وضع طهران يدها على أهم معالم المدينة، بهدف التعويض المالي لما أنفقته على ميليشياتها خلال سنوات تدخلها إلى جانب نظام الأسد، وذلك ضمن سلسلة استثمارت واتفاقيات بدأت بالحصول عليها من النظام في الفترة الأخيرة في مجالات التعليم والبناء والطب وتصدير الأغذية والمعدات التقنية.
إعادة إعمار
وفقا لما تم تناوله من رؤى إيرانية وسورية، فإن النظام الإيراني يريد تنفيذ ملف إعادة الإعمار في سوريا من قبل المجتمع الدولي، وذلك عبر وضع طهران يدها على أهم معالم المدينة، بهدف التعويض المالي لما أنفقته على ميليشياتها خلال سنوات تدخلها إلى جانب نظام الأسد، وذلك ضمن سلسلة استثمارت واتفاقيات بدأت بالحصول عليها من النظام في الفترة الأخيرة في مجالات التعليم والبناء والطب وتصدير الأغذية والمعدات التقنية.
الميليشيا الإيرانية في سوريا
زيارات وعمليات تصوير
قامت الميليشيات الإيرانية، وبحسب ما تم تداوله، بزيارة منطقة شارع الكورنيش بمدينة ديرالزور، وقامت بتصويرها، وهو ما أثار تخوفات شديدة لدى أهالي مدينة ديرالزور من محاولة تلك المليشيات الاستيلاء على منازلهم في المنطقة المذكورة، ولا تظن عزيزي القاريء أن زيارة منطقة شارع الكورنيش، هي مجرد أمر عابر أو زيارة سياحية لا مغزى لها، فهناك من الغايات ما تخفيه هذه الزيارة الإيرانية لمنطقة شارع الكورنيش السورية.
معالم منطقة دير الزور
غرض في نفس يعقوب
أعرب الصحفي السوري مصعب الحنت، عن رؤيته حيال الأسباب التي دفعت إيران للقايم بهذه الزيارة لهذه المنطقة بالتحديد،حيث نوه أن هناك عدة أسباب تدفع "إيران لاقتناص هذا المكان وإقامة عدة استثمارات عليه، وخاصة أنه يحاذي نهر الفرات وعليه الجسر المعلّق المهدم، وما يستلزم الإنتباه له أن الناس تستهوي الكورنيش وخاصة الزائرين من خارج المحافظة، نستشف إذا إيران ترسم استراتيجية استثمارية عبر وضع يدها على أهم معالم المدينة، وهذا ما يعني أن نظام الأسد بدأ بإدخال طهران بملف إعادة الإعمار قبل أن يبدأ بقرارات دولية، وبالتالي تكون إيران أخذت ما تريده من حصتها وترسيخ مشاريعها التي لا تعدو عن كونها مشاريع ذات أبعاد دينية بنشر مذهب التشيّع.
التعويض المالي
يعتبر حسن الشريف وهو واحدا من أهم الصحفيين في سوريا، إن الشركات الإيرانية بدأت منذ أشهر بمعاينة كثير من المواقع شرقي ديرالزور بهدف الاستثمار، وخاصة أن إيران حالياً ضعيفة اقتصادياً بسوريا، وتسعى جاهدة لأخذ مقعد متقدم في إعادة إعمار سوريا، وتعويض ما أنفقته هناك على ميليشياتها، عبر تكثيف جهودها كي لا تبقى على الهامش في حصتها من الملف السوري.
الرئيس حسن روحاني
جهود إيرانية لتوجهات شيعية
النقطة التي ألتفت لها الصحفي السوري حسن الشريف، تلفت الأنتباه إلى قضية خطيرة، هي ما تحاول إيران القيام به حاليا في سوريا، وهو إعادة إحياء المجمعات التجارية والفنادق في ديرالزور، ولا تظن عزيزي القاريء أن هذه مجرد خطوات إقتصادية واستثمارية عادية لا غاية لها، فهي عبارة عن ستار لما هو أعمق وبكثير، ويكمن في ترسيخ الفكر الشيعي في سوريا وتمكين ذوي المذهب الشيعي، لأن ما تسع إليه إيران وببساطة، هو طرح أماكن جديدة أمام الشركات السياحية لتوجيه الشيعة لزيارة المقدسات الجديدة التي أنشأتها إيران مؤخراً في ديرالزور ومنها "عين علي" و"قبة علي"، وبالتالي تستطيع بذلك إقناع الزوار بأن يقصدوا تلك المناطق، وخاصة أن النظام يعمل منذ فترة على إتمام خطوات إصاحية جديدة.
نفوذ الشيعة في سوريا
طرق استغلالية مختلفة
من الممكن أن يراود الذهن سؤال محوري، وهو هل من الممكن أن يكون النفط والعقارات وسيلة وطريقة استغلالية مختلفة، لتحقيق أغراض سياسية؟، وإيران قدمت الإجابة بشكل فعلي.
تسعى إيران للاستثمار في النفط وإنشاء محطة تكرير للنفط في حمص، وهناك حديث عن إنشاء شركة اتصالات ثالثة في سوريا ومدة العقد 25 عاماً ثم بعدها تعود للدولة السورية، علاوة على شراء العقارات، لكن الهدف الذي تسعى إيران له أهم وأكبر بكثير، فهي تحاول إتمام عملية تغير ديمجرافي، وجلب شيعة للعيش في قلب حمص فيها، كما أنها تركز بشكل كبير على مدينة البوكمال كونها منطقة حدودية وهي ممر للهلال الشيعي الذي تسعى له إيران لإقامته، ولعل هذا يفسر سر تخوفها من إتمام أي إتفاقات دولية تنهي نظام الأسد، لذلك تسعى لضمان حقها من الملف السوري.