"بوابة المواطن" تفتح ملف الطب البيطري .. الأطباء يتساءلون عن التعيين والنقابة: نطالب بهذا دائماً
الأحد 02/سبتمبر/2018 - 04:01 ص
أنهار بكر
طباعة
لطالما واجه الطب البيطري في مصر عقبات كثيرة، وذلك للعديد من الأسباب أهمها عدم تعيين أو تكليف الأطباء البيطريين من عام 1994 لأسباب غير معلومة، وهو ما جعل مصر في مقدمة الدول الحاضنة للأمراض والأوبئة التي تهدد الثروة الحيوانية وتهدد صحة المواطنين أيضاً.
علي الرغم من أن هناك العديد من الدول تعتمد في بنيتها الاقتصادية اعتماداً أساسياً علي الثروة الحيوانية مثل البرازيل التي تعد ثاني أكبر دولة مصدرة للغذاء والثروة الحيوانية بعد الولايات المتحدة، ولابد أن ذلك كان نتيجة الاهتمام بالطبيب البيطري في المقام الأول باعتباره رائدا للعملية الوقائية.
"بوابة المواطن الإخبارية" تفتح ملف الأطباء البيطريين، من خلال الأطباء المتخصصين، والمسئولين ، وعدد من الفلاحين المتضررين نتيجة زيادة حدة الأمراض والأوبئة.
عضو نقابة الأطباء البيطريين: شوكة في عين الوزارة
د. شيرين زكي
كانت البداية مع دكتورة شيرين زكي عضو مجلس النقابة العامة للأطباء البيطريين، عبرت بحالة من الغضب عن إهدار كرامة الطبيب البيطري، وهاجمت عدم تعين البيطريين في مصر منذ عام 1994، نتيجة لذلك تتزايد الأمراض والأوبئة مثل مرض الجلد العقدي المنتشر مؤخرًا ، وهو ما دفع الوزارة لإطلاق الحملة القومية للتحصين، هذا الاسم البراق الذي فرضته الوزارة على الأطباء البيطريين.
تساءلت زكي كيف ستؤدي هذه الحملات دورها بدون تقديم الدعم للأطباء، وأضافت أنها قامت برفع صورة على صفحتها الخاصة بـٍ" فيس بوك" للأطباء البيطريين وهم يرتادون عربات كاروه، مؤكدة على أن هذه الصورة وغيرها من أهم أسباب فشل حملة التحصين في مصر، وأنها تمثل شوكة في عين الوزارة.
وأشارت إلى تصريحات وزارة المالية بأن ميزانية الدولة لا تسمح بوضع ميزانية خاصة للطب البيطري ولا بتعيين الأطباء البيطريين، وتابعت حديثها بأن المطالبة بتعين الأطباء البيطريين لا يكون من باب المطالبات الفئوية وإنما لاعتباره يمثل أمن قومي للبلاد.
وأردفت أنه منذ ثلاث سنوات كان هناك 400 وحدة بيطرية مغلقة، نتيجة إحالة الأطباء على المعاش دون تعيين أطباء جدد لاستكمال عمل هذه الوحدات، وقالت أنه إذا ظل الوضع على ما هو عليه ستكون مديريات الطب البيطري في خلال أعوام بسيطة خاوية على عروشها، فإلى صالح من تنفي الجهات المسؤولة عدم وجود قصور في إعداد البيطريين.
وقالت زكي أن " الطب البيطري طب وقائي وليس طب علاجي إحنا خط الدفاع الأول، الأمراض كلها دليل على الفشل الذريع لدور القائمين على الطب البيطري، ولابد أن ذلك لصالح مافيا استيراد اللحوم والدواء التي تهدد صحة المواطن، وأكدت أن الطب البيطري تابع لوزارة الزراعة ولكنها لا تلقي بالاً ولم تطالب قط بتعيين الأطباء البيطريين.
"الباراميديكال" دخلاء على المهنة ولابد من عقوبتهم
بيطريين أثناء حملة التحصين
محمد طلعت أحد الأطباء البيطريين بمركز الشهداء محافظة المنوفية، أوضح أن العجز في الوحدات البيطرية لم يعد بالأطباء بل أصبح العجز في العمال والمعاونين، بالإضافة إلي عدم وجود إنشاءات مجهزة بالمعدات الحديثة التي تمكن من التشخيص الصحيح.
وقال في تصريح خاص لـ "بوابة المواطن" أن الدعم المادي الذي تقدمه وزارة الزراعة للوحدات البيطرية تقوم بتحصيله مرة أخري من سعر الأمصال التي يستهلكها الفلاح ويتم توريد العائد منها مرة أخري، مؤكدًا علي أن المشكلة الأساسية للطب البيطري تتمثل في "الباراميديكال" وهم الممارسين للمهنة دون دراسة، لذلك فلابد أن يصبح المطلب الأساسي للطبيب البيطري سن قوانين تمنع وتجرم ممارسة المهنة لغير المتخصصين.
وأشار إلى أن الإدارة بكاملها لا يوجد بها سوي عربة نقل واحدة، وهو مالا يعين الطبيب على أداء مهامه، مشيرًا إلى أن هناك سوء توزيع في الأطباء المعينين من قبل، ولكن الأمر الذي بحاجة للبحث من قِبل الهيئة العامة للأمصال، هو معاينة ودراسة تطور الأمراض والفيروسات للتأكد من فعالية الأمصال.
وتابع قوله أنه لابد من إنشاء وزارة للطب البيطري لتصبح ذات ميزانية خاصة، وأن لا تكون ميزانيته مجرد ميزانية مستقطعة من وزارة الزراعة، وختم حديثه قائلاً " السرنجة نفسها عهده "
العامري: مصر ستكون بلا أطباء بيطريين في غضون أعوام قليلة
نقيب الأطباء البيطريين
وفي هذا الشأن أوضح الدكتور خالد العامري "نقيب الأطباء البيطريين" أنه قد ناقش الدولة في كل اتجاهاتها وبكل أجهزتها، بشأن تعين الأطباء البيطريين والأمر مطروح أمام الجميع، مؤكدًا علي وجود كافة الأوراق الخاصة بهذا الشأن أمام كلًا من وزارة التخطيط وجهاز التنظيم والإدارة ووزارة الزراعة والهيئة العامة للخدمات البيطرية.
وأشار العامري في تصريح خاص لـ "بوابة المواطن" إلى أن النقابة جهة مطالبات فقط، بالإضافة إلي التنبيه للقصور الذي تمر به الدولة من نقص أعداد الأطباء البيطريين، والذي ستزداد حدته خلال الأعوام القليلة القادمة، قائلًا " هيصحوا الصبح ميلاقوش أطباء بيطريين "
وأردف حديثه قائلًا أن الدولة تدرك تمامًا أهمية تعين البيطريين، ولكن متى يصدر القرار؟ فهذا قرار الدولة لأن الموضوع لازال تحت الدراسة.
المتحدث باسم وزارة الزراعة: الدولة تدرك القصور في عدد الأطباء البيطريين
حامد عبدالدايم
وفي الإطار ذاته أكد حامد عبد الدايم " المتحدث الرسمي باسم وزارة الزراعة" أنه رغم العجز في عدد الأطباء البيطريين إلا أن الخدمات تُؤدى بقدر الإمكان في حدود الإمكانيات المتاحة، وان الدولة تُقدر المجهود الذي يقدمه الأطباء البيطريين المعينين، والضغط الذي يتعرضون له.
وأكد عبد الدايم في تصريح خاص لـ "بوابة المواطن" أن الوزارة تطالب الجهات المسئولة عن التعين، وهما جهاز التنظيم والإدارة ووزارة المالية وجهات أخرى، وأن وزارة الزراعة لا تملك سوي المطالبة بجانب النقابة، لكنها لا تملك أي قرار للتعين.
وأشار إلى أنه بالرغم من تراجع أعداد البيطريين، فان الدولة تسعى لعدم مواجهة الفلاح لأضرار هذا القصور، وأن الدولة خصصت الخط الساخن 19561 لسهولة تواصل الفلاح مع مديريات الطب البيطري، وختم حديثه قائلًا أن هذه خطة الدولة في التعين والتي تخضع للموازنة العامة للدولة، مؤكدًا على أنه سيتم النظر وإصدار قرارات التعين قريبا.