" صناعة الخزف " حوّلت قرية تونس إلى بازار سياحي للزائرين من أنحاء العالم
الأحد 02/سبتمبر/2018 - 02:00 م
الفيوم - محمود المنشاوي
طباعة
بعد توجيه عجلات سيارتك إلى جنوب غرب القاهرة، باتجاهك إلى مصر الصغرى محافظة الفيوم، وبعد بوابات مدخل المدينة بعدد قليل من الكيلوات وتحديدَا 90 كيلو مترًا تقريبا، ستتجه إلى الناحية اليمنى، متجهًا إلى مركز يوسف الصديق، وبعد قطع مسافة 50 كيلو مترًا تقريبًا، سترى ما هيئته الطبيعة لك، ترى تلة مرتفعة تطل على شاطئ بحيرة قارون، و يتساوى قبلها وبعدها الأرض، بنفس مستوى بحيرة قارون.
ترى ما هيأته الطبيعة من المنظر الخلاب لقرية وسط إقليم، لها رؤية واسعة للعالم المحيط بها، حيث ينظر من مكان عال إلى المشهد المحيط، كما يشكل مزيج المياه والخضرة في القرية مشهدا طبيعيا خلابا، إنها قرية تونس بمحافظة الفيوم.
وعلى الطريق الرئيسي الذي يفصل القرية عن ضفاف البحيرة، تزامنًا مع إضاءة لافتات الترحيب وتسير المركبات على طريق ترابي ضيق صعودا إلى قلب القرية ملقى نظراتك يمينًا فيجذبك المنظر الريفي الطبيعي، التي تشتهر به القرية، وبمجرد سيرك نحوها، تسمع أصواتًا لآلات عدة، هي في الحقيقة آلات وضعت للقرية اسمًا كبيرًا، ليس في الفيوم ومصر فقط، بل في العالم، إنها آلات صناعة الفخار والخزف، والأعمال اليدوية، والتي ذاعت للقرية صيتها.
في بداية الأمر لم يكن يخطر ببال أي من أبناء القرية أنها ستصبح وجهة سياحية شهيرة، ورأوا أنها قرية طبيعية يحيطها الماء، مثلها مثل قرى كثير، إلى أن استوطنت فيها السويسرية إيفلين بوريه منذ العشرات من السنين وأنشأت فيها مدرسة لتعليم الحرفة.
فكرت إيفلين ووجدت في الطبيعة المحيطة بالقرية مساعدا ملهما للإبداع، فجمعت أطفال القرية وعلمتهم الأساسيات في صناعة الخزف ووجهتهم إلى كيفية الرسم من وحي فطرتهم ثم تتركهم يخرجون ما لديهم، إلى أن أصبحوا اليوم شبابا موهوبين.
لتكون قرية تونس بخلاف طبيعتها الريفية الجذابة، مقصدًا سنويًا لهواة المصنوعات اليدوية الذين يأتون من دول مختلفة لمشاهدة عملية تشكيل مثل هذه الأعمال وصنعها والمشاركة أيضا في صنع بعضها بأيديهم، والتي صنعها في الأساس الشباب الذين تعلموا في مدرسة إيفلين في أول الأمر.
كما قامت إيفلين بمشاركة بأعمالهم في معارض دولية، وعرض منتجاتها ومنتجات أبناء المدرسة، لتتحول القرية إلى مقصد سياحي شهير يتردد عليه الأجانب من الزائرين والمقيمين والمصريين من مختلف محافظات البلاد ويصبح لها مهرجان سنوي للخزف والفخار والحرف اليدوية.
تطورت صناعة الخزف في القرية بشكل كبير، بفضل مجهودات إيفلين، وبجانب المشغولات الفخارية والخزف، عرض أهالي القرية ملابس ريفية ذات ألوان زاهية وقطع من السجاد اليدوي ومشغولات مصنوعة من خوص النخيل، كما انتشرت عربات تجرها الخيول، وأعد الأهالي جلسات على الطراز العربي داخل خيام لاستقبال الزائرين، وتم تنظيم مهرجان سنوي لبيع منتجات القرية، إلى أن حظيت القرية بشهرة كبيرة بين السائحين الذين يقصدون مصر والأجانب المقيمين في البلاد خاصة الأوروبيين.
وبمرور الوقت أقيمت بالقرية فنادق ودور ضيافة على الطراز الريفي من الحجارة والطوب اللبن واشتهرت بتقديم أطعمة ريفية، لتصبح مزارًا سياحيًا جراء أعمال أهلها.