"أبو غزالة" الرجل الذي نجح في صنع كاريزما ظلت معه وهو في قبره
الجمعة 07/سبتمبر/2018 - 07:02 ص
وسيم عفيفي
طباعة
في السادس من سبتمبر وقبل أن يرحل مبارك عن السلطة بـ 3 سنوات، فقدت مصر أحد أشهر رموز عهد مبارك إثارة للجدل وغموضاً حتى في تاريخ المؤسسة العسكرية وهو المشير محمد عبدالحليم أبو غزالة، بعد قصة من النجاح وصلت يوماً إلى أعلى قمة وانتهت في لحظة لدرجة فاجئت الكثيرين حتى لم يتوقع أحد على الإطلاق أن يرحل أبو غزالة لهذا السبب الذي إلى الآن لا زال غريباً عن كثيرين ومجهول عن الجميع.
المشير أبو غزالة
في العام 1930 م وداخل قرية زهور الأمراء في مركز الدلنجات محافظة البحيرة ولد محمد عبدالحليم أبو غزالة لعائلة عربية تعود جذورها إلى قبائل أولاد علي؛ ليلتحق بالكلية الحربية ويتخرج منها سنة 1949 م، ثم يسافر إلى الاتحاد السوفيتي وينجح في أخذ إجازة القادة للتشكيلات المدفعية من أكاديمية ستالين مطلع الستينيات.
ترقى أبو غزالة في المناصب السياسية العسكرية داخل الجيش المصري حتى تم تعيينه قائداً عاماً للجيش المصري سنة 1981 م وتمت ترقيته إلى رتبة مشير سنة 1982 م ليصبح نائباً لرئيس الحكومة ووزيراً للدفاع والإنتاج الحربي من سنة 1982 م حتى عزله.
حتى الآن يعد عزل محمد عبدالحليم أبو غزالة غامضاً عن الكثيرين، والجميع كان ولا زال يتكهن بالأسباب بل إن الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك بعد خلعه تكلم أن سبب إقالة محمد عبدالحليم أبو غزالة هو تفاهمه مع الولايات المتحدة الأمية حول بناء قواعد عسكرية أمريكية على أراضي مصرية، أما أعداء مبارك ففسروا سبب الإقالة كره محمد حسني مبارك لـ أبي غزالة بسبب شعبيته داخل القوات المسلحة.
يبقى موضوع "الكربون الأسود" هو أكثر شيء غامض في مسيرة أبو غزالة، ففي يونيو عام 1988، ألقت السلطات الأمريكية بكاليفورنيا القبض على عالم الصواريخ الأمريكي المصري عبد القادر حلمي بتهمة تجنيده من قِبل المشير عبد الحليم أبو غزالة للحصول على مواد هندسية محظورة لبرنامج الصواريخ المصري بدر 2000.
بدأ حلمي يعمل على تصدير تلك المواد لكنها فشلت الخطة وتم احباطها في يونيو 1988 م عندما ألقي القبض على ضابط عسكري مصري في بلتيمور وحوكم بتهمة تحميل غير قانوني لشحنة "كربون-كربون" على متن طائرة نقل عسكرية متجهة للقاهرة، وبعد ذلك بعام, اعترف حلمي بإذنابه في تهمة واحدة في التصدير غير القانوني لنحو 420 رطل من الكربون-كربون.
الحكومة المصرية أصرت على الحصانة الدبلوماسية للضباط المصريين المتورطين إلا أن حلمي حـُكم عليه في يونيو 1989 بالسجن لمدة 46 شهراً وبغرامة قدرها 350,000 دولار.
وبعد هذه الحادثة بثلاث سنوات تمت إقالة أبو غزالة على خلفية ما أثير عن علاقته بـ “لوسي آرتين” ، وترددت شائعات كثيرة بسبب هذه الإقالة إلا أن كافة الأطراف نفوا هذه العلاقة، وظل أبو غزالة بعيداً عن الظل إلى أن مات