العالم السري لـ مافيا تجارة السلاح بالعشوائيات .. والشباب: نحن ضحايا الظروف

السبت 08/سبتمبر/2018 - 12:07 م

أنهار بكر

السلاح في مصر قوة لا يُستهان بها، ليست في مصر وحدها بل وفي العالم أجمع، انعكست هذه الأهمية على الواقع الذي نعيشه فأصبحت من أهم وأخطر أنواع التجارة، وكما أصبحت هي مركز قوى فإن تُجارها أيضاً لا يقلوا عنها في الأهمية والقوة.

ومن المتعارف عليه أن تجارة السلاح تتمركز بصفة أساسية في صعيد مصر، حيث لا يكاد يخلو بيت من السلاح فأصبح بذلك مثل أي غرض أساسي من أغراض المنازل، ومن ناحية أخرى وبعيداً عن صعيد مصر ننتقل إلي الوكر الثاني لتجارة السلاح وهي العشوائيات، التي أصبحت حاضنة أساسية وبيئة خصبة لأخطر أنواع التجارة ومنها السلاح.

العشوائيات.. قنبلة موقوتة

منطقة عشوائية

بلغت نسبة العشوائيات في مصر وفقاً للجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء لعام 2017/2018 نحو 39% من إجمالي المساحات العمرانية بمحافظات مصر، والتي تمثل تهديداً للأمن القومي المصري بصورة مستمرة، كما أنها ملاذاً آمناً لعالم الإجرام، ومسجلين الخطر والفارين من العدالة، وغيرهم ممن ليس لهم دخل بمثل هذه الأنشطة المشبوهة ولكن قد تقودهم الحاجة إلى الانتماء للجماعات الإرهابية.

وبعد ثورة 25 يناير ارتفعت معدلات تجارة السلاح بصورة غير مسبوقة، والتي نجم عنها العديد من جرائم القتل والخطف وترويع الآمنين، بالإضافة على الحروب بين التجار بعضهم البعض، كما أكدت الإحصائيات ارتفاع نسب الإنفاق علي تجارة السلاح بمليارات الجنيهات.

ونظراً لصعوبة أو استحالة السيطرة على مافيا تجارة السلاح فإن نشاط الجماعات الإرهابية لا يمكن إيقافه، خاصة مع هروب تجار السلاح من صعيد مصر إلى عشوائيات القاهرة وباقي المحافظات، باعتبار أن الصعيد أصبح مكشوف لدى رجال الأمن.

السلام..اسم مش على مُسمى

من أحياء القاهرة التي تعد أهم أوكار تجار السلاح " مدينة السلام " لا تعتبر وكراً للتجارة فحسب بل تحولت إلى ما يشبه مدينه صناعية متخفية لصناعة السلاح والذخيرة، وبالإضافة للسلاح فهي أيضاً من رواد عالم المخدرات، بين الحين والأخر تداهم قوات الأمن المنطقة وتحدث اشتباكات وتبادلات لإطلاق النار بين الأمن وهؤلاء التُجار، وهو الأمر الذي يؤكد عليه سكان عدد من أحياء المدينة.

وتتباين الجرائم التي تشهدها هذه الأحياء بين القتل والاعتداءات على المواطنين، والنصب وتجارة وحيازة وتعاطي المخدرات، والتي أصبحت كلاً منهم مهنة طبيعية بالنسبة إليهم.

الدرب الأحمر.. أشهر مناطق تجارة السلاح

أسلحة مضبوطة

كانت ولازالت منطقة الدرب الأحمر من أشهر مناطق تصنيع وبيع السلاح على مر العصور، وفي جولة كانت قد قامت بها " بوابة المواطن " تبين لنا أثناء الحديث مع عدد من أهالي المنطقة المفارقات التي مرت بها.

"أحمد زهرة" شاب عشريني وهو أحد سكان الحي، عبر بحالة من الأسى عن الحالة التي يمر بها الشباب والتي تدفعهم إلى أرخص الطرق للربح، مشيراً إلى أنه عمل بعض الوقت بتجارة السلاح ثم تجارة المواد المخدرة، مؤكداً على أن كبار التُجار يقومون باستغلالهم نظراً للظروف الصعبة التي يمروا بها، وهو ما يدفعهم للاستسلام أمامهم والقبول بالعمل الذي يطرحوه عليهم حتى وإن كان غير مشروع، وأضاف أنه اقلع عن هذه المهنة بعد زواجه نظراً للخطر الذي كان يتعرض له ويهدد به حياة أسرته التي لا ذنب لها.

لم يختلف الأمر كثيراً عن ما قاله محمد عبد الله "سائق توكتوك" فقد كان يعمل مع صاحبه "زهرة" في نفس التجارة، وعند مواجهة كلا منهما بعدم مشروعية هذه التجارة وأنه لا مبرر لهم للعمل بها، أكدوا أنهم يعلمون ذلك وقالوا " انه لا يحق لأحد الحكم عليهم طالما لم يخوضوا بنفس الظروف التي دفعتهم لذلك".

ومن أشهر عشوائيات القاهرة " عزبة وهبة وحكر قشقوش، وعزبة أبو حشيش بحدائق القبة، وحكر السكاكيني بالشرابية، والدوقية والمواردي والسيدة زينب، وأما عن عشوائيات الجيزة فهناك ما يقرب من 36 منطقة عشوائية أشهرها بولاق الدكرور والوراق وبين السرايات القديمة.

اللواء فؤاد علام: تجارة السلاح كارثة الإبلاغ عنه واجب وطني

اللواء فؤاد علام

أوضح اللواء فؤاد علام الخبير الأمني في تصريح خاص لـ"بوابة المواطن" أن تجارة السلاح ما هي إلا كارثة تُحتم على كل مواطن يحمل أي معلومات عنها بالإبلاغ للمباحث أو قسم الشرطة التابع له، فهو أمننا القومي وواجبنا الوطني الذي يفرضه علينا الإنتماء لوطننا الحبيب "مصر".

وأضاف "علام" أن عدد من المناطق العشوائية هي التي ينتشر بها السلاح، وأنه من الخطأ أن يعتقد البعض أن جميع مناطق العشوائيات التي تبلغ نحو 4000 موقع عشوائي حول المدن، هي بيئة لتجارة السلاح وغيرها من الأنشطة المشبوهه، لأن هذا الكلام يكون أجوف ولا يستند إلى الصحة، وإلا أصبحت مصر غارقة في برك من الدم، فالواجب الأمني للجميع هو طمأنة المواطنين وليس ترويعهم.

وأردف حديثه قائلاً أن الدولة بالفعل لها خططها الأمنية للقضاء على تجارة السلاح أو أي عمل إجرامي أخر، يأتي ذلك في إطار حرص الأجهزة الامنية على تطهير الدولة من البؤر الإجرامية، وهو المسار الذي تسلكه الدولة بالفعل والذي سيجني الجميع ثماره قريباً.