المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

"من الازدهار إلى الانهيار" ما الذي تغير في الفلاح المصري طوال عقود الزراعة داخل مصر ؟

الإثنين 10/سبتمبر/2018 - 01:35 م
أنهار بكر
طباعة
"الأرض السوداء" لطالما اشتُهرت مصر بكونها دولة زراعية من الطراز الأول، قدسها المصريون القدماء منذ قديم الأزل فانعكس ذلك على تقديسهم للنيل الذي هو أساس العملية الزراعية في مصر، فأطلق عليها المؤرخ هيرودوت أن "مصر هبة النيل".

احتضنت مصر العالم أجمع في أزمة السنوات العِجاف، فكانت بمثابة الأم التي تغذي أبنائها، لم تكن لتحظى مصر بهذه المكانة الزراعية العظيمة لولا وجود من يقدسون هذه المهنة ويعتبرونها حصنهم الحصين، فكان الفلاح المصري هو الأشد والأقوى والأمهر.

وعلى الرغم من تنوع المهن والوظائف داخل المجتمع المصري، إلا أن كل هذه المهن مهما بلغت عظمتها لن تؤدى الدور الذي يحمله الفلاح على عاتقه، فهي مهنة لا يمكن الاستغناء عنها لأنها الأساس الاقتصادي الذي نعتمد عليه جميعًا والذي يترتب عليها التجارة والصناعة، وهو الأمر الذي يعلمه الجميع والذي تعلمناه منذ المرحلة الابتدائية.

الزراعة.. أساس الاقتصاد القومي المصري
الزراعة في مصر
الزراعة في مصر
يعتبر القطاع الزراعي من أهم القطاعات الأساسية للاقتصاد المصري، فهو القطاع المسئول عن تحقيق الأمن الغذائي والكفاءة الإنتاجية، لأن المنتج الزراعي المحلي لا يحمل شكًا في جودته بعكس المنتجات الزراعية المستورة التي قد تكون في أحيان كثيرة فاسدة.

وأشار تقرير المجلس التصديري للحاصلات الزراعية أن نسبة الصادرات من الحاصلات الزراعية بلغت 13%خلال الأشهر الماضية بدءًا من سبتمبر 2017 حتى أبريل 2018 لتبلغ 3.165 مليون طن مقارنة ب 2.802 طن بالموسم الماضي20162017.

تدل هذه التقارير على تقدم الدور الذي يلعبه الفلاح خاصة مع توسع المساحات الزراعية واستصلاح الأراضي الصحراوية التي أتاحت الفرصة للشباب بدخول سوق العمل الزراعي بصورة أقوي من السنوات الماضية.

الفلاح المصري.. تاريخُ حافل بالأصالة
الفلاح المصري
الفلاح المصري
عُرف الفلاح المصري بلقب ظل مُلازمًا له عقود طويلة وهو "أصحاب الجلابيب الزرقاء" أثناء فترة الاحتلال الإنجليزي، فطن الإنجليز ذكاء الفلاحين فكرسوا جهودهم لقمع أي حركة فكرية داخل مجتمعاتهم، كما حرموهم التعليم أيضًا، ولكن لم يكن ذلك نهاية المطاف بالنسبة للفلاح الذي بدأ وعيه السياسي يتزايد يوما بعد يوم ويتأثر بالمواقف السياسية التي تمر بها البلاد، حتى حدثت واقعة دنشواي.

ومن بين سلطات الاحتلال والقمع الذي مارسوه على الدولة المصرية آنذاك خرج من بين طيات الريف المصري بالتحديد من قرية ميت أبو الكوم محافظة المنوفية، "بطل الحرب والسلام" الرئيس الراحل محمد أنور السادات.

ونتيجة لإدراك الفلاح أهمية الدور الذي يقوم به، لم يعد يقتصر في عمله على الفأس الذي يحمله على كتفه كما هو راسخ في معتقدات البعض، ولكن تزايدت قدرته علي التكيف ومواكبة التكنولوجيا الحديثة المُستخدمة في مجال الزراعة، من استخدام آلات ومعدات لم يسبق لهم التعامل معها، كان ذلك في سبيل زيادة القدرة الإنتاجية.

ونتيجة لما سبق ذكره ومما لا يدع مجالًا للشك أن تقدم الزراعة غاية تسعى مصر لتحقيقها، باعتبارها المورد الأساسي الذي تُبنى عليه برامج وخطط التنمية.

ولكن قبل النظر إلى تقدم الزراعة يجب مراعاة المُزارع نفسه في المقام الأول باعتباره رائد العملية الزراعية، فإن كانت القوانين تؤمن حياة كبار المزارعين فإنها ومن ناحية أخرى تهدد حياة المزارع البسيط الذي يشكل النسبة الأكبر.

ويأتي احتفال مصر بعيد الفلاح اعترافًا بالدور الذي يقوم به الفلاح في التنمية الاقتصادية، وفي بقاء الدولة شامخة أبد الدهر رغم كل المحن الزراعية التي تتعرض لها البلاد بين الحين والأخر.

كما شهد القطاع في الآونة الأخيرة تطورًا ملحوظا في مجال المزارع السمكية، واستصلاح الأراضي الصحراوية، تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي بالإضافة إلى المشروعات القومية التي تهدف للدفع بعجلة الاقتصاد إلى الأمام.

ولكن بالرغم من كل تلك الجهود التي تقوم بها الدولة لتنمية الأوضاع الزراعية في مصر، يبقى الفلاح البسيط يواجه التحديات واحدًا تلو الآخر وذلك نتيجة لعدم التواصل الكافي من قِبل المسئولين مع صغار المزارعين، إما بسبب الغلاء الذي يواجهونه أو من ناحية أخرى وهي الأمراض التي تهدد ماشية الفلاح التي تعتبر رأس ماله الأول.

أخبار تهمك

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads