ظاهرة التنمر عند الأطفال .. أزمة نفسية اجتماعية تجتاح البيوت المصرية .. خبراء يفسرون الأسباب و يطرحون الحلول
الأحد 09/سبتمبر/2018 - 08:09 م
شيماء اليوسف
طباعة
كان يقف ذلك الطفل ابن السبع سنوات على أول الطريق الزراعي المتجه نحو مدرسة أبو خلقة الابتدائية بإحدى قرى مركز دير مواس بالمنيا، يرافقه كلبه المخيف، يغلق الطريق على المارة، يخلي سبيل كلبه على كل من هب و دب نحو الطريق، إلا إذا دفع له بعض الجنيهات مقابل السماح له بالمرور أو ترك عليه فزعة أنياب الكلب تمزق ثيابه أو تفترسه عضا.
في الواقع لم يخطر ببالي أن طفل في عمر الزهرة يفعل ذلك، أو يفكر بمثل هذه الطريقة البشعة، قلت في نفسي إن لم ينقذه والديه من تفكيره هذا و يقوما بعقابه و ملاحقته سيصبح مجرم محترف في البلطجة، القصة بدأت عندما ذهبت لهذه المدرسة ذات يوم و دخلت إحدى أولياء الأمور تشتكي الطفل حيث كانت تعتقد أنني مدرسته.
تلك التصرفات التسلطية التي كان يمارسها ذلك الطفل أو غيره سواء في الشارع أو داخل المدرسة بين أقرانه و زملائه خاصة إننا على مشارف انطلاق العام الدراسي الجديد وحول هذه السلوكيات طرحت بوابة " المواطن" مجموعة من التساؤلات على المتخصصين في شئون الأسرة و الطفل وقال الدكتور أحمد علام ، استشاري العلاقات الأسرية، في تصريحات خاصة لبوابتنا، أن سلوك التنمر الذي يمارسه الطفل يستخدم خلاله أساليب عدوانية ضد الآخرين بصفة دائمة.
كان يقف ذلك الطفل ابن السبع سنوات على أول الطريق الزراعي المتجه نحو مدرسة أبو خلقة الابتدائية بإحدى قرى مركز ديرمواس بالمنيا، يرافقه كلبه المخيف، يغلق الطريق على المارة، يخلي سبيل كلبه على كل من هب و دب نحو الطريق، إلا إذا دفع له بعض الجنيهات مقابل السماح له بالمرور أو ترك عليه فزعة أنياب الكلب تمزق ثيابه أو تفترسه عضا.
في الواقع لم يخطر ببالي أن طفل في عمر الزهرة يفعل ذلك، أو يفكر بمثل هذه الطريقة البشعة، قلت في نفسي إن لم ينقذه والديه من تفكيره هذا و يقوما بعقابه و ملاحقته سيصبح مجرم محترف في البلطجة، القصة بدأت عندما ذهبت لهذه المدرسة ذات يوم و دخلت إحدى أولياء الأمور تشتكي الطفل حيث كانت تعتقد أنني مدرسته.
تلك التصرفات التسلطية التي كان يمارسها ذلك الطفل أو غيره سواء في الشارع أو داخل المدرسة بين أقرانه و زملائه خاصة إننا على مشارف انطلاق العام الدراسي الجديد وحول هذه السلوكيات طرحت بوابة " المواطن" مجموعة من التساؤلات على المتخصصين في شئون الأسرة و الطفل وقال الدكتور أحمد علام ، استشاري العلاقات الأسرية، في تصريحات خاصة لبوابتنا، أن سلوك التنمر الذي يمارسه الطفل يستخدم خلاله أساليب عدوانية ضد الآخرين بصفة دائمة.
أنواع و أسباب التنمر عند الأطفال
الدكتور أحمد علام
و أوضح علام خلال حديثه ل " بوابة المواطن " عن أنواع التنمر معددا أشكالها الجنسية و النفسية و اللفظية، مشيرا إلى التنمر الجنسي، و هو المداومة على العنف الجنسي ضد زملائه ورفاقه مستخدما يده و قدمه في تصرفاته معهم، لافتا إلى التنمر اللفظي الذي يقوم الطفل خلاله بإطلاق الألفاظ البذيئة على غيره خاصة ما يضايقهم، و قال أن التنمر النفسي ينشأ من استخدام إيماءات و إشارات لمضايقة من حوله .
من جهة أخرى شرح، استشاري العلاقات الأسرية الأسباب التي تؤدي إلى التي تجعل الأطفال يصابون بالتنمر و ذكر على سبيل المثال الإهمال الأسري من جانب أولياء الأمور مما يجعل الطفل يقوم بتصرفات شاذة حتى يجذب نظر والديه له، إلى جانب العنف الأسري، الذي يعد سببا رئيسيا في قيء الطفل بهذه السلوكيات، لكونهم يمارس عليهم التنمر داخل الأسرة، إضافة إلى الغيرة عندما تميز الأسرة في المعاملة بين الأطفال.
و الجدير بالذكر أن الألعاب الإلكترونية التي يمارسها الأطفال عبر الهواتف المحمولة و أجهزة الحواسب تجعلهم أكثر عنفا، لأنه بالكاد يمارس العنف في اللعبة بنفسه، إضافة إلى الأفلام التليفزيونية التي تحتوي على مشاهد عنف.
و أكد علام، أن علاج التنمر عند الأطفال يبدأ من داخل الأسرة نفسها و الاعتراف بإصابة الطفل و بالحالة النفسية التي ظهرت بوادرها على سلوكياتها، و عرض الطفل على طبيب نفسي متخصص، و منح الطفل قدر كبير من الوقت لعلاجه و أيضا الاهتمام به و التنفيس عنه و ملاطفته.
دور المدرسة و الأسرة في مواجهة التنمر
الدكتورة أسماء مراد الفخراني
من جانب آخر قالت الدكتورة أسماء مراد الفخراني، مدربة تطوير الذات و الوعي الأنثوي، في تصريحات خاصة ل " بوابة المواطن" أن المهمة الكبرى تقع على عاتق الأم لأنها تعتبر العمود الفقري الذي ترتكز عليه الأسرة جميعها، و قد أشارت الفخراني، أن الأم يجب عليها أن تحتوي الطفل ، مستخدمة منهج مثلث المشاعر و تضيف : " إن مثلث المشاعر عبارة عن احتضان الأم لأبنها و احتوائه و وتدلله و تبص في عينه و تشوف احتياجاته وتسمعله و تقعده على رجليها و تخليه قريب منها" .
و قد أشارت إلى الحزم في المعاملة و تضيف : " لازم يكون فيه ثواب و عقاب و شدة في بعض الأمور التي تستدعي الشدة" .
و أكدت مدربة تطوير الذات و الوعي الأنثوي، على ضرورة تفعيل دور الأخصائي الاجتماعي داخل المدرسة مشددة على تدعيم دوره التعاوني مع الأسرة حتى تتوافر كافة الجهود الرامية لخلق جيل جيد ، و قالت أن دور الأخصائي الاجتماعي بالمدرسة يتطلب منه مراقبة سلوكيات الطفل و دراستها و تفسيرها و إبلاغ أسرته بها لأنها مهمته وواجبه .