هل تحولت التكنولوجيا من وسيلة تواصل إلى طراز حديث لنشر التعصب؟ أزهريون يوضحون حكم التهنئة بالعام الهجري
الإثنين 10/سبتمبر/2018 - 09:06 م
شيماء اليوسف
طباعة
ارتبطت كلمة الهجرة عند كثير من المسلمين بالوجدان الإسلامي منذ نشأته، حتى أصبح الإسلام يؤرخ بها، و ذلك من منظور الأهمية البالغة تلك الأهمية التي أوفدت على ألسنة البعض في حديثهم جملتين دائمتين الذكر وهما " قبل الهجرة" أو " بعد الهجرة" إشارة إلى فارق عريض أحدثته الهجرة في تقوية الإسلام و نجاحه كدين سماوي بعيدا عن وطنه الأصلي في مكة، و سيعيش هذا الارتباط وثيقا إلى أن ينتهي العباد .
بالرغم من عدم انتباه الكثير من المسلمين أن الهجرة بعيدة تماما عن التاريخ الهجري و التأريخ له فهجرة الرسول من مكة للمدينة كانت في ربيع الأول و لم تكن في شهر محرم، كما أن بداية التاريخ الهجري كانت في عهد الخليفة عمر بن الخطاب " رضي الله عنه " .
التكنولوجيا و نشر الشائعات
من واقع الحداثة الذي أطلت علينا التكنولوجيا من نوافذه و ساهمت بنصيب عريض في نشر الشائعات، حتى أصبحت أحد أهم الأسلحة الفتاكة للحرب النفسية لاسيما عدم اهتمام البعض بصحة المعلومات المتداولة، و من أهم تلك الشائعات، الفتاوى التي تصدر لنا عبر مواقع التواصل الاجتماعي و يزعم أنها خارجة من أبواب الأزهر أو رجال الدين الإسلامي في بقاع البلاد الإسلامية .
و نحن على مشارف استقبال العام الهجري الجديد، تداول العديد نصا عن فضيلة الشيخ صالح بن فوزرن بن عبد الله أحد علماء الدين بالمملكة العربية السعودية وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء، الفوزان يفيد بعدم جواز التهنئة عند استقبال العام الهجري الجديد، و أنه شرعا غير منصوص بالاحتفال أ, العبادة أو الذكر في أول السنة الهجرية، باعتبار أن كل هذا أمر محدث ليس من دين الله في شيء، إضافة أن نبي الإسلام محمد، صلى الله عليه وسلم، لم يحتفل ببداية العام الهجري و لا أصحابه .
و عبر الموقع الرسمي للدكتور صالح الفوزان قال مجيبا على سؤال يخص نشر رسائل الاستغفار و التوبة في نهاية العام الهجري، أن الاحتفال ببداية العام الهجري الجديد" بدعة " معتبر ذلك اصطلاح بعيد كل البعد عن ماهية العام الجديد، و يضيف : " كل يوم يمكن تكمل عام من عمر كل يوم، كل شهر، كل أسبوع حسب مولدك " .
و استشهد، عضو اللجنة الدائمة للإفتاء بموقف الصحابي عمر – رضي الله عنه – عندما استشار الصحابة لما كان يأتيه مكاتيب من عماله ما و أرخت ولا يدري متى كتبت فاستشار أصحابه و أجمعوا رأيهم على أن يؤرخوا بهجرة الرسول – صلى الله عليه وسلم – لأنها تعتبر أعظم حدث في الإسلام فجعلوها بداية للتاريخ الهجري ، و قد جرى التأريخ لمصلحة و لقضاء حاجه ولا يخص العام الهجري تهنئة ولا دعاء.
عبدالله رشدي
من جهة أخرى قال فضيلة الشيخ عبدالله رشيدي، الناطق باسم وزارة الأوقاف المصرية، وإمام وخطيب مسجد السيدة نفيسة الأسبق في تصريحات خاصة لـ " بوابة المواطن " أن بداية العام الهجري الجديد1440ه، تعد مناسبة هامة بالنسبة للمسلمين و يعتبر الاحتفال بها جائزا وليست فيه مشكلة .
مؤكدا أن العام الهجري الجديد يذكر المسلمين بأن الله أنقذ الرسول من أيدي الظالمين و الكافرين و ألهمه الهجرة من مكة للمدينة، حيث كان للهجرة فضائلها على الإسلام و الدعوة الإسلامية .
