احكيلنا حكايتك.. من ربة منزل إلى سائقة تاكسي
الأربعاء 12/سبتمبر/2018 - 12:00 ص
أمل عسكر
طباعة
لم تتوقف الحياة يوما على رحيل أحد، مع استمرار الحياة بمشاكلها ومصاريفها وعبئها، يجعلنا نتناسى سريعا ألمنا على فراق عزيز علينا فالحياة مستمرة مع استمرار شهيقنا.
هكذا كانت حياتها بعد فراق ابنها وزوجها عن الحياة، ووجدت نفسها تتحمل مسئولية بيت وأبناء وحياة، ورغم حزنها على فراقهما ولكن كان يجب عليها أن تتناسى ألم هذا الفراق سريعًا لاستكمال تلك الحياة التي وجدت نفسها بداخلها.
قالت "ك. ح": " تزوجت منذ عشر سنوات لدي ولدان وبنت، زوجي كان يعمل سائق تاكسي وأنا ربة منزل لا أعمل أقوم فقط بواجبي كأم وزوجة في المنزل، المنزل كان عملي بطلباته وكل شيء".
تابعت: " أسرتنا كانت مثل أي أسرة تعيش حاليا عائد التاكسي أصبح لا يكفي متطلبات البيت والأولاد، فمع زيادة الأسعار بشكل سريع أصبحت العائد ضعيف، لذلك زوجي كان يبحث عن عمل آخر في الفترة الأخيرة لتزويد الدخل ".
أكملت:" وأثناء ذهابها للعمل مثل كل يوم أبني أصر على الذهاب معه ليشاهد والده وهو يعمل على التاكسي وكانت هذه أول مرة يذهب معه خلال العمل، وأصبحت المرة الأخيرة أيضا ذهبا معا ولم يعاودوا أيضا معا، قام زوجي بحادثة أدت إلي موت كل منهما".
وأوضحت: " الصدمة كانت كبيرة بالنسبة لي خسارتي لاثنين من أسرتي زوجي وأبني في يوم واحد لا أحد يستطيع تحمل شيء مثل هذا، ظللت فترة لا أتحدث ولا أخرج من غرفتي، ولكن تذكرت أنني لدي ابن وأبنه يريدان العيش ولأن زوجي ليس موظفًا كان لايوجد لدينا أي مال ولا معاش، ووجدت التاكسي هو الحل لكي أنفق على البيت، تعلمت القيادة وذهبت للعمل وأصبحت سائقة، الأمر في الأول كان يبدو صعب وخاصة أنني سيدة وأرملة ولكن لايهم ما يقال فأنا ليس بمفردي أبنائي لهم طلبات والحياة لم تنتهي برحيل أحد على الرغم من بكائي يوميا قبل النوم لفراقهما، وعدم تأقلمي مع تلك الحياة بدونهما ولكن كان يجب علي استكمالها وهذا ما افعله الآن حتى أذهب إليهما ".