المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

قبيلة" العوازم" بإسنا عادات وتقاليد "بدوية" راسخة من الأزل.. والكرم والشهامة أصولهم.. و"الجيولوجيين" يستعينون بهم كدليل للصحراء

الجمعة 29/يوليو/2016 - 03:55 م
مرفت البلال
طباعة
تعد قبيلة "العوازم" من أكبر القبائل العربية، والتي تقطن حاجر المساوية، بمركز إسنا جنوبي محافظة الأقصر، والذين نزحوا من السعودية،والتي تشتهر بالحفاظ على العادات والتقاليد البدوية منذ قديم الأزل، وحتى الآن لازالت القبيلة تحتفظ بعادات وتقاليد البدو، في مظاهر حياتهم اليومية، والتي تختلف عن حياه المدينة.

ويروى الشيخ علي الخواري الحسيني، والذي هو من ذرية جعفري الخواري بن موسى الكاظم، بن جعفر الصادق، أصول قبيلة العوازم، حيث أنها نزحت من الديار الشرقية أو السعودية، أيام إشراف مكة ونزلوا إلى الشمال حيث أراضى البلقة "الأردن" حاليًا، ثم نزلوا بعدها عن طريق السويس وأقاموا بالعريش فترة، لكنهم اختلفوا مع بعض القبائل، ونزلوا جنوبا بوادي الجمال بجوار أبو غصون في البحر الأحمر، وأقاموا لهم خلافات مع البشارية وقبيلة العبابدة والذين ناصروا قبيلة العوازم.

وتابع الحسيني، إلى أنهم نزحوا بعد ذلك إلى ديار حواجر إسنا، وانقسموا إلى ثلاثة أقسام "بنو جابر، بنو جبري، بنو سياف"، بنو سياف رحلوا إلى المنيا وأسيوط، بنو جابر أقاموا بحواجر إسنا وادفو، وبنو جبري بأرمنت.

وكذلك انقسم بنو جابر إلى ثلاثة أقسام وهى "الجوابرة" في إدفو، وذرية "عيد بحاجر المساوية" ويطلق عليهم "الشتقان"، و"بنو محمد بن جابر" بحاجر إسنا، ويطلق عليهم "النوافعة".

وقال الحسيني، أن ما يميز قبيلة العوازم والتي يصل عددها بإسنا إلى الآلاف، هو حماية الجار والأخذ بالثأر، ويعرفون بالكرم، وحسن استقبال الضيف، حيث أنه عند قدوم الضيف يذبحون له الذبائح، ويرفعون السكين فى وجه قائلين " حياك الله ".

"قرص الملا" هو أشهر ما يميز قبيلة العوازم، وهو عبارة عن العجين يتم وضعه على أحجار تكون تحتها جمر أو "البص" ليسوى عليه، وهو من الخبز الذي يأكلون به، كذلك يصنع السيدات العيش "الرغفان"، لكنهم يعتمدون على الصيد، حيث يصطادون الغزال والأرانب الجبلية، ويقومون بشييها على الفحم.

وأشار الحسيني، إلى أن الأجيال الجديدة بالقبيلة، لا يرضيها قرص الملا أو الصيد، بل التطور وبرامج الطبخ على التليفزيون والانترنت، جعلتهم يصنعون مأكولات مختلفة تشبه المدينة.

وهنا يقول الشيخ حسن عايد العازمي من شيوخ القبيلة، أنه قديما كانت جمال القبيلة دليل للدولة على جميع مناطق الصحراء، سواء البترولية أو غير ذلك، حيث أن القبائل العربية تسكن المنطقة الجنوبية بأكملها من أسيوط حتى حدود ليبيا، لنجد أن الصحراء مليئة بالأغنام والجمال التي يملكونها، لذا تستعين الدولة بتلك القبائل للتعرف على مناطق الصحراء والحدود، وذلك لخبرتهم الطويلة على مر التاريخ نتيجة إقامتهم فى الجبال والصحراء، كذلك يعرفون رجال القبائل أثار الأقدام، والتفرقة بين المارة من السيدات والرجال، بل السيدة المتزوجة والغير متزوجة، وذلك عن طريق خطوط الأقدام إلى تظهر على الرمال، بل وبمقدرتهم معرفة مواعيد المرور سواء فجرا أو ظهرا أم غير ذلك.

وتابع، إنهم يورثون ذلك لأبنائهم، حيث يستطيع الشاب معرفة اتجاهات الصحراء والجبال، وهى خبرة تنقلها الأجيال، لتظل قبيلة العوازم ورجالها ملوك الصحراء والجبال، لكن تطور الأمر الآن من استخدام الجمل إلى السيارات للسرعة، لكن الخبرة مازالت كما هى.

،ضاف الشيخ حسن أن القبائل تفضل الإقامة بالجبل والحواجر، حيث أن حياتهم تعتمد على رعاية الأغنام وتربيتها، فهم يتركونها طوال اليوم، لتعود بمفردها قبيل أذان المغرب، وذلك حيث أن النساء بعد العصر يشعلون النيران "بالجلة" والتي يخرج منها دخان يصل تلك الأغنام والقبائل، كعلامة للعودة، أي أن الرجل البدوي يفضل البراح والطبيعة، فهم يستصلحون الصحراء ويزرعونها.

يوضح العايدي، أن القبيلة تعتمد على التجارة فى الجمال والأغنام، حيث أنهم يشتهرون بتربية الجمال وبيعها، إضافة إلى أنهم يدربونها على السباق، حيث أن القبيلة تنظم مهرجان الهجن سنويا، باستضافة جميع القبائل العربية، إضافة على الاعتماد على الزراعة.

ويقول العايد،عن أهم عادات القبيلة فى الزواج، القبيلة لا تزوج أبناءها من الخارج سواء الفتاه أو الشاب، بل لابد أن ينتمون إلى القبائل العربية، ولا يشترط أن يكون من العوازم، والشاب أو الفتاه يتزوجون صغار،حيث أن الفتاه لا تكمل تعليمها، حيث يتم خطبتها بعد إنهاء الصف السادس الابتدائي، وكذلك الشاب فى سن السابع عشر من عمره، لكن شباب القبيلة يعرفون كيفية تحمل المسؤولية، إضافة إلى أن أجسادهم ليس لها علاقة بسنهم، لنجد أن أجسادهم أكبر.

وتابع، يتم ذلك عن طريق الاتفاق بين كبار العائلات، حيث منذ أن يكون الأبناء صغار، يقولون أن "فلان لفلانة" وعلى جميع الالتزام بالاتفاق، والشباب يرغبون ف ذلك حيث أنهم لا يجدون حولهم سوء أبناء أعمامهم أو أقربائهم، وكذلك الفتاه، لكن القبيلة تتسم بكثرة الإنجاب، حيث نجد أن الرجل لديه 15 ولدا، ومن الممكن أكثر.

وعن تكاليف الزواج يقول، القبيلة لا تغالي في أسعار الزواج، بل على العريس دفع فيما لا يزيد عن 5 آلاف جنيه مهر، ومن الممكن أقل، والشاب الغير قادر يساعده شيوخ القبيلة حتى إتمام زواجه، لكن الأهم بالنسبة لهم، أن يكون الشاب صالح، وعلى والد العروس تجهيزها بشراء الأجهزة الكهربائية، وجميع ما يلزمها، بل ويساعد العريس.

لكن مظاهر الاحتفال تختلف فى القبيلة حيث تستمر 15 عشر يوما، مابين سباق الخيول والمزمار والطبل، وذبح الذبائح وطهي الطعام، وتقديمها للضيوف، والبعض يأتى بفنانين الكف.

ويقول سيد على، من أهالي القبيلة، أن الاحتفال بكون بالمزمار البلدي ولعب العصا، ودعوة القبائل من جميع المحافظات وأبناء العمومة، وذلك لمدة 15 يوما، يتم خلالها تنظيم سباق الخيول والجمال ومديح باللهجة البدوية، وذبح الإبل والعجول لإكرام الضيوف، وعصر كل يوم تبدأ السباقات حتى آخر يوم وهو ليلة الزفاف.

تقول أم محمد، ربة منزل، يتم تزيين العروس، ويتم تجهيز منصة لها، ويلتف حولها الفتيات، بالرقص والمغنى مرتدين فساتين السهرة، لكن ممنوع دخول الرجال، حيث تقام احتفالات خاصة بهم، لكن السيدات داخل المنزل، وبعد انتهاء الاحتفال، يتم وضع الحناء على جسد الفتاه، وكذلك الأمر بالنسبة للعريس يضع الحناء على يده وقدميه.

أما ليلة الزفاف، العروس لا تذهب الكوافير، بل يتم تزينها بالمنزل، وتجهيزها، وفى المساء تبدأ مظاهر الاحتفال، حيث يأتي أهل العروس بمنزل العريس، لكن ممنوع رؤيتها من قبل اى شخص حتى من عائلتها، حتى تصل منزل زوجها، مضيفه مازال أهالي القبيلة يحتفظون بالعادات القديمة الخاصة بليلة الزفاف، والتأكد من شرف الفتاة أمام الجميع،"الدخلة البلدي".

وتتابع أم محمد، سيدات القبيلة لا زالوا يرتدون الملايات السوداء والعبايات أثناء خروجهن من المنزل، والتوب فى الداخل، وممنوع حتى على الفتيات ارتداء البنطال، والرجال يرتدون الجلباب، والبعض يرتدى الزى البدوي.

أما عن العادات والتقاليد الخاصة بالقبيلة،يقول الشيخ حسن العايد، أن عادات وتقاليد الحزن والجنائز لا تختلف عن أى مكان، بل يستمر صوان العزاء واستقبال المعزين لمدة 5 أيام وليس 3 فقط.
هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads