سوريا.. حرب التحدي بين القوى الدولية وإيران رهان بوتين للإنتصار على وشنطن دبلوماسيا
الخميس 13/سبتمبر/2018 - 06:06 م
عواطف الوصيف
طباعة
يصعب تحديد طبيعة الصراع الذي تشهده الأراضي السورية، انه مجرد اشتباكات عسكرية بين العديد من القوات المختلفة فحسب، فمن الممكن أن ننتبه إلى أن سوريا تواجه أيضا صراع الإرادة والتحدي وربما التعنت أيضا، وهو ما بات واضحا بين ثلاثة أطراف، وهم: "واشنطن وروسيا وإيران"، اللاتي قرروا أن تكون سوريا هي الأرض التي يتنافسوا عليها، فكل واحدة منها تمارس حرب التحدي والمواجهة السياسية لا العسكرية، أمام الأخرى لكن ليس على أرض أي واحدة منهم وإنما على أرض محايدة وهي سوريا.
الصراع الروسي الإيراني الأمريكي
بوتين وخضوعه أمام واشنطن
تمكنت واشنطن من الإنتصار في إحدى جولاتها في التحدي أمام روسيا، حيث سبق أن خضع بوتين للإرادة الأمريكية، وقدم تنازلات ونفذ رغبتها وأبعد القوات المدعومة من إيران عن الحدود مع مرتفعات الجولان المحتل، لكن يبدو أن هناك ما سيتغير حيال موقف بوتين أمام إدارة ترامب
القوات الإيرانية
لم يعد مضطرا
بعد تنفيذ بوتين للإدارة الأمريكية وإبعاد القوات المدعومة من إيران عن الحدود مع مرتفعات الجولان السوري، فلم يعد مجبرا على الخضوع مرة أخرى، بل سيتخذ إيران كوسيلة للوقوف أمام ترامب وتحدي مطالبه، والتي تتمثل في إخراج إيران تماماً من سوريا بعد انتهاء الحرب فيها، وهو ما سيضع واشنطن في موقف صعب حيث المساس بمصداقيتها، ويعطي فرصة لترسيخ التواجد الإيراني والروسي على حساب الولايات المتحدة والتي تسعى بتلهف لإنهاء مشاركتها في سوريا
الرئيس فلاديمير بوتين
دليل أهمية إيران لروسيا
يعد أكبر دليل على أهمية قضية فكرة التواجد الإيراني في سوريا، هو أنها كانت محور مناقشات الرئيس بوتين في القمة التي جمعت بينه وبين أردوغان وروحاني والتي عقدت في طهران، تلك المناقشات التي أجريت من أجل تعزيز الأدوار في سوريا في مرحلة ما بعد الحرب، وللنظر في حل الخلافات حول إدلب التي تنتظر هجوماً وشيكاً، يهدد بإرسال موجة جديدة من اللاجئين عبر الحدود التركية.
القمة الثلاثية في طهران
يقدر ولكن
وعلى الرغم من أن كل المؤشرات توحي أن الرئيس الأمريكي يمتلك من القدرة ما يؤهله لفرض الضغوط على روسيا، إلا إنه وفي الوقت نفسه لا يستطيع التأثير عليها بواسطة التهديدات، فقد ألمح ترامب إلى احتمال تراجع الولايات المتحدة عن الخطوات العقابية التي تفرضها على روسيا، في حال تمكنت من الوفي بعودها في سوريا؛ إلا أن المسؤولين الروس قالوا إن بوتين لا يثق بذلك، وحتى لو أقدم على تنفيذ وعوده المبرمة مع الولايات المتحدة، هذا لا يعني إن إيران مستعدة للتراجع، على الرغم من العقوبات الاقتصادية التي تهدد بشلل الاقتصاد الإيراني والتي جاءت بناء على انسحاب ترامب من الاتفاق النووي الإيران.
الرئيس الأمريكي ترامب
ربط الوجود الأمريكي بإيران
اعتبر أندري كورتونوف، رئيس "مجلس الشؤون الدولية الروسي"، المجموعة التي تتبع للكرملين، أن روسيا وإيران في وضع متطابق فيما يخص وجودهما في سوريا، وأضاف قائلاً: "كلاهما توجه إليهم المطالب، إلا أنهم لا يحصلون على شيء في المقابل".
ترامب هدف إستراتيجي
يمكن أن نقول بأن المواجهة بين ترامب وإيران تعد هدف إستراتيجي في حد ذاتها، ولهذا تعد عملية إخراج إيران من سوريا بمثابة ذخيرة هامة بالنسبة له، خصوصاً في ظل الإنتقادات التي يواجهها من الكثيرون من قلب واشنطن، فهو يريد أن يحسن من صورته، وإنتصاره على إيران وسيلة مثلى لتحقيق هذا الهدف.
الرئيس دونالد ترامب والرئيس حسن روحاني
الدبلوماسية الأمريكية في زمن الحرب السورية
تعد الإجراءات التي أتخذها وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس، حيث وضعه شرطا إضافيا، لسحب القوات الأمريكية، يتمثل في ربط انسحاب القوات بالمحادثات التي تقودها الولايات المتحدة في جنيف حول الانتقال السياسي في سوريا، لتخفيف قبضة الرئيس الأسد عن السلطة.
جيمس ماتيس
الخلاصة..
ما يستلزم أن ننتبه له، أنه وفي الحرب لن تكون اللغة الدبلوماسية كافية، خاصة عندما يكون الطرف الآخر مصمماً على استخدام القوة العسكرية، فالخطاب الأمريكي لن يبطئ الروس والسوريين والإيرانيين لفترة طويلة.