على هامش ذكرى عيد الفلاح .. خبراء يشرحون لـ "بوابة المواطن" حال الزراعة و التحديات التي تواجهها
الجمعة 14/سبتمبر/2018 - 06:39 م
عيد الفلاح
شيماء اليوسف
طباعة
في الذكرى ال66 ل " عيد الفلاح" المصري في سبتمبر من كل عام، لا يمكن أن نغفل مدى العلاقة الوطيدة التي تربط الفلاح بالأرض، يخاطر ذاكرتنا مشهد عبقري من فيلم " الأرض" عندما سالت دماء الفنان الراحل محمود المليجي " الفلاح الثائر" على الحبات الطوبية الصغيرة وهو مستمسكا بها بكل قدر مستطاع، يديه ترتعش في محاولة حكيمة لقطف إحدى لوزات القطن مكبلا نازفا عاجزا.
قانون الإصلاح الزراعي
لقطة من فيلم الأرض
قبل ثورة 1952م، عاش الفلاح المصري في تعسف إقطاعي يعاني الاستبداد و القهر من قبل مالكي الأراضي الزراعية، كان أجيرا رخيصا فلما قامت الثورة قضت على الإقطاع و اصدر قانون الإصلاح الزراعي في محولة لإعادة حقوق الفلاح المصري الكادح، و قام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بتوزيع عقود الملكية للأراضي الزراعية على الفلاحين الصغار بمعدل خمسة أفدنة لكل فلاح، حيث كانت هذه الأرض قد استقطعت من الإقطاع و كان صدور قرار الإصلاح الزراعي يمثل مناسبة عيد الفلاح .
الرئيس الراحل جمال عبدالناصر
الزراعة في مصر الفرعونية
جدرية فرعونية
تعد الزراعة من أقدم المهن في مصر الفرعونية، و يمثل القطاع الزراعي في مصر أحد أهم أعمدة الاقتصاد القومي المصري، و يشهد التاريخ أن مصر لم تتعرض لمجاعة يوما بفضل جهود فلاحيها الذين يمثلوا ركيزة هامة في مجال التنمية و يعتبرون المساس بالأرض بأي شكل يشعل المعارك طيلة الوقت، لأن الفلاح لا يتسامح في هذه المسألة.
جهود الدولة في الإصلاح الزراعي
الفلاح المصري
بالرغم من الجهود التي تبذلها الدولة في دعم القطاع الزراعي ضمن اهتمامها بهذا القطاع الذي يمثل أمن قومي بالنسبة للمصريين، باتجاه في الحرص على تحسين القطاع الزراعي، لما له من دور حيوي في عملية التنمية في إطار المشروعات الزراعية القومية التي تدفع بعجلة الاقتصاد المصري للأمام.
إلا أن هناك العديد من التحديات العريضة التي تواجه الفلاح من ضمنها المرتبط بارتفاع أسعار الغذاء عالميا، الذي جاء كناتج طبيعي لسياسات العولمة على الدول النامية، وعلاوة على التحديات المحلية التي تتعلق بمدى اتساع الرقعة الزراعية المتاحة و مدى توافر المياه اللازمة لريها، إلى جانب الزيادة المستمرة في عدد السكان مع تزايد مشكلات نقص الغذاء.
مشكلات و حلول
الدكتور خالد غانم
و حول المشكلات التي تواجه الزراعة و وضعها الحالي قال الأستاذ الدكتور خالد غانم، أستاذ و رئيس قسم البيئة الزراعية الحيوية بجامعة الأزهر، في تصريحات خاصة ل "بوابة المواطن" أن وضع الزراعة في مصر متردي بسبب سوء التعامل مع الأرض الزراعية .
و عدد غانم، أسباب تراجع الزراعة المتمثلة في زيادة البناء على الأرض الزراعية الخصبة التي تفجرت على بعد أحداث يناير 2011م، إضافة إلى الاستخدام العشوائي و الجائر للمبيدات الزراعية،لافتا إلى المشاكل الخاصة بالعمالة الزراعية وقلتها وزيادة تكلفتها التي تنعكس بالسلب على المزارع، و يضيف : " إن قلة العمالة و زيادة كلفتها التي يحتاج لها المزارع تمثل عبئا ثقيلا عليه خاصة المزارع الصغير، الذي يقوم بزراعة الأرض من أجل لقمة العيش و بالمقارنة بين الإنتاج و معدل تكاليف الفلاح على زراعة الأرض تكون النتيجة غير مرضية بالمرة " .
البناء على الأرض الزراعية
و في نفس السياق أكد رئيس قسم الزراعة الحيوية بجامعة الأزهر، أن مشكلة التسويق للمنتجات الزراعية تمثل خسائر بالنسبة للمزارع و المستهلك بسبب وجود الوسطاء " التجار" و الجدير بالذكر مشكلة المياه و التغيرات المناخية، إضافة إلى مشكلة الزيادة السكانية التي أثرت على الزراعة بشكل مباشر و يضيف : " مصر بتستورد قمح لسد العجز الاستهلاكي بقالها أكتر من 40 سنة " .
من ناحية أخرى اقترح غانم، حلولا للحد من المشكلات التي تواجه الزراعة، بأن يتم تقنين قوانين رادعة و عقوبات مادية للمعتدين على الأرض الزراعية بالبناء عليها، تشكيل جهاز كامل للإرشاد الزراعي قوي و فعال يساعد المزارعين في عملية التنظيم الزراعي و الإرشاد، مشيرا إلى التهديدات التي تواجه المياه و ذكر على سبيل المثال " سد النهضة " مؤكدا على ضرورة عمل مفاوضات للخروج من هذه الأزمة .
و تحت مبدأ الملوث يدفع ثمن تلويثه، أقترح رئيس قسم الزراعة الحيوية بجامعة الأزهر، أن يتم عمل مفاوضات مع الدول الصناعية الكبرى المتحكمة في عملية التغيرات المناخية، منبها إلى عمل إرشادات زراعية على شكل الجمعيات التعاونية لتكون حلا وسيطا بين المستهلك و الفلاح و قد أضاف : " المغرب قامت بهذه التجربة وحققت نجاح كبير و كذلك أمريكا اللتينية " مشددا على ضرورة سن قانون جديد للتعاونيات .
