رئيس تيار المستقبل الكردي في حوار لـ "بوابة المواطن": داعش في سوريا رعاية للمصالح الروسية

الجمعة 21/سبتمبر/2018 - 05:01 ص

أحمد عبد الرحمن

تستكمل بوابة المواطن الإخبارية حوارها مع فادي مرعي رئيس تيار المستقبل الكردي في سوريا، بعد أن شهدت الأراضي السورية تطورات سريعة هذه الأيام خاصة بعد فشل القمة الثلاثية التي عقدت في العاصمة الإيرانية طهران بين الرئيس الروسي ونظيره التركي والإيراني، وأعقب تلك القمة لقاء بين موسكو واسطنبول تقرر فيه التوصل لاتفاق يقضي بإقامة منطقة منزوعة السلاح بمحافظة إدلب.

سيطرت التنظيمات الإرهابية على الأراضي السوريا، لماذا لا تلجأ القوى الدولية إلى الحل العسكري للقضاء عليهم ؟

الحل السياسي هو الحل الأنسب للوضع السوري حسب رأي وفق مقررات جنيف 1 والقرار، 2254 والتي تقضي بتشكيل هئية حكم انتقالي، وتشكيل انتخابات تشارك فيها كافة مكونات الشعب السوري دون استثناء دون الأسد ومنظومته الأمنية، وأن تكون سوريا دولة مدنية مؤسساتية تشاركية تعددية حقوق الجميع فيها محفوظة كما أن الحل العسكري لاياتي لسوريا إلا بالمزيد من الدمار والخراب والتهجير والقتل.

ما السبب وراء إعاقة التسوية السورية ؟

أصبحت سوريا ملعب لتصفية حسابات الدول العظمى، وخاصة أمريكا وروسيا وتركيا وإيران وغيرها وجميع هذه الدول تصدر مشاكلها العالقة فيما بينها إلى داخل سوريا، لتكون حلبة لتصفية الحسابات وأصبح القرار خارج إرادة كل من النظام والمعارضة، بل أصبح بيد هذه الدول، لذلك تعتبر هذه الدول مسؤولة عن إعاقة التسوية، لإن إضالة عمر الوضع لاياتي إلا بمزيد من التضحيات حين تتفق هذه الدول فيما بينها ستنتهي سوريا من هذا الوضع المأساوي وهذه الدول تعتبر هي من تعيق التسوية السورية.

ماذا فعلت الدول والجامعة العربية لوقف حمامات الدم في سوريا ؟

جامعة الدول العربية

حتى هذه اللحظة جميع الدول العربية دورها غائب بالنسبة للوضع السوري العام وذلك لأن الوضع السوري العام مرتبط تماما بالشرق الأوسط أجمع، لذلك حتى هذه اللحظة لم تلعب الجامعة العربية، والدول العربية أي دور تجاه الوضع السوري سواء تجاه النظامولا المعارضة لأن أغلب هذه الدول مرتبطه، ولها علاقات بالدول العظمى التي من شأنها تتدخل بشكل أو أخر بالوضع السوري.

والحقيقة القضية السورية أصبحت قضية دولية وليست إقليمية أو قضية عربية من شأنها لم تستطيع الدول العربية والجامعة العربية لعب أي دور فعال تجاه القضية السورية والشعب السوري.

يمارس الجيش التركي انتهاكات في عفرين أين دور الدول العظمي من كل هذا ؟

ما إن احتلت القوات التركية مدينة عفرين في ١٨ مارس ٢٠١٨ وبسطت سيطرتها ونفوذها على كامل منطقتها، حتى سارعت الفصائل والمجموعات المسلحة والتي رافقتها في الدخول إلى لمنطقة وارتكاب جرائم بحق الأهالي في أرواحهم وممتلكاتهم، وعلى الرغم من الأدانات الواسعة لتلك الجرائم من المجلس الوطني الكردي ومنظمات الدفاع عن حقوق الإنسان المحلية والعالمية وتقرير منظمة العفو الدولية التي وثقت فيها تلك الجرائم، ورغم النداءات والمطالبات للحكومة التركية بوضع حد لانتهاكات هذه الفصائل وإخراجها من المنطقة.

ما هي الانتهاكات الصارخة التي تمارسها قوة الإرهاب التركي في عفرين ؟

لم تعطي لذلك الاهتمام اللازم، ولاتزال عصابات تلك الفصائل والمجموعات بمسمياتها وتلاوينها المختلفة تمارس أبشع الجرائم وتقوم بانتهاكات خطيرة بحق مواطني عفرين تتنافى مع كل الأعراف والقيم الانسانية من قتل وخطف وتهجير قسري وفرض اتاوات وحرق لحقول الزيتون وسطو مسلح على المنازل والممتلكات وتوطين عائلاتهم وعائلات من هجروا من مناطق أخرى في بلدات عفرين.

ووصل بهم الأمر لدعوة أحد قادتهم بشكل صريح وعلني عناصر هذه الفصائل إلى تهجير الكرد وإبادتهم وتعميم الدمار والخراب في مناطقهم، وإزاء كل ذلك لم تلتزم القوات التركية بما يترتب عليها كقوة احتلال في حماية المواطنين وممتلكاتهم ومنع التوطين وردع المجرمين ومحاسبتهم وتعويض المتضررين.

ما موقف الشعب الكردي من تلك الانتهاكات ؟

مع تفاقم معاناة أبناء عفرين تزداد مخاوفهم ومعهم مخاوف أبناء الشعب الكردي من ما يتردد من بعض المصادر عن ترتيبات تتم لإيواء مئات الآلاف من نازحي معركة إدلب المرتقبة في منطقة عفرين، الأمر الذي يجعل من ما يتناقل ويلوح من تغيير ديمغرافي ممنهج هناك أمرا واقعا.

ما السبب وراء صمت المجتمع الدولي ؟

إن صمت المجتمع الدولي والدول ذات الشأن ينبه إلى خطورة ما يتم من استهداف للشعب الكردي وهويته القومية ومناطقه التاريخية، لذلك يجب على الأمم المتحدة ومنظماتها الانسانية إلى التدخل لإيقاف هذه الانتهاكات والاستهدافات والضغط على جميع أطراف النزاع هناك لتيسير عودة نازحي عفرين إلى ديارهم سالمين، وتأمين مستلزمات هذه العودة، الأمنية والمعيشية والخدمية لذلك صمت هذه الدول تجاه جميع الانتهاكات يتوقف على مدى العلاقات بين هذه الدول وتركيا، وهذا يزيد من إستياء الشعب الكردي لما يحصل بحق أبناء الشعب الكوردي وقضيته في عفرين كان يتوجب على الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الأنسان أن تضع حدا لهذا الانتهاكات.

ماذا عن التقارب بين سوريا الديقراطية والجيش السوري

هناك بعض وسائل الإعلام تتدعي ذلك ولكن حتى هذه اللحظة كل طرف منفصل عن الأخر، ولكن لاندري ماذا يحدث في الأيام القادمة.

_كيف تطور الوضع في المناطق الكردية منذ بداية الثورة؟ كيف تعامل نظام الأسد مع الحراك الشعبي في هذه المناطق؟

الشعب الكردي كان جزء من الثورة السورية السلمية، وكان الأول في المطالبة بإسقاط نظام الأسد، وخاصة أن أنتفاضة 2004 كانت جنبا لجنب مع بقية المعارضة، ولكن سرعان ما تم الوقوف في وجه الحراك الشعبي والشبابي حيث تم إبعاد الشباب من الشارع بالتنسيق مع بعض القيادات والأحزاب الكردية.

ونحن تيار سياسي سلمي ليس لدينا أي علاقة بالمجموعات المسلحة، فقط نضالنا نضال سلمي سياسي نسعى إلى تحقيق أهداف شعبنا في الحرية والديمقراطية ضمن سوريا لكل السورين ونحن جزء، من الحالة الوطنية ولكن ليس على حساب هويتنا الكردية وقضيتنا ونحن جزء من المعارضة المعتدلة.

ما تعليقك على المعارضة الكردية في تركيا

المعارضة الكردية في تركيا هم ممثلين عن المجلس الوطني الكردي في اللائتلاف السوري، وأيضا ضمن الهئية العليا للتفاوض ومشاركين في المؤتمرات والمحافل الخارجية، ولكن ليست بالمستوى المطلوب لأن أنتخابهم جاء نتيجة المحاصصة الحزبية، وليس عن طريق اختيار أشخاص أكاديميين وأشخاص لهم دور أكثر فاعلية، وغياب الحالة المؤسساتية في نشاطاتنا وسياستنا، لذلك لم يكونوا على المستوى المطلوب.

تعقتد أن النظام يسمح للأنكس بممارسة العمل كأحزاب سياسية

إن معركة عفرين واحتلال تركيا لعفرين كان بتوافق روسي تركي أمريكي، وهي مخرجات مؤتمر أستانة لذلك لايوجد أي دور للأحزاب أو المعارضة أو النظام في معركة عفرين، ودخول تركيا لعفرين كان مخطط ومتفق له مسبقا، الأخير اعتمد عليه.

ما دور الإدارة الذاتية ومعاركها في عفرين
عندما كان النظام يملك قراره السياسي والعسكري لم يقدم أي حقوق للشعب الكردي والآن أصبح القرار خارج إرادته، لذلك لا نأمل من نظام ساهم منذ عقود بتمرير سياساته العنصرية بحق الأحزاب الكوردية القريبة من الشعب الكوردي، وحتى الآن من تجريد للهويات وبناء المستوطنات للعرب الغمر في المناطق الكردية في الخط العاشر ومنع اللغة الكوردية وتغير أسماء المدن والقرى والشاخصات وغيرها لذلك لايسمح النظام للأحزاب السياسية للعمل إلا إذا كانت هذه الأحزاب قريبة من النظام السوري أو تلبي طموحاته.

دور المعارك ضد دعش في شرق الفرات

أصبح لدولة موجودة في سوريا لها داعشها وفصائلها، وذلك لتمرير مصالحها بإمكان أمريكا أن تنتهي من داعش خلال يومين، ولكن حتى الآن الدول العظمى لم تنهي مشاكلها، لذلك سنرى دواعش أخرى في سوريا وذلك لإطالة عمر الوضع السوري.