الخديوي توفيق.. أفشل مخططات الدولة العثمانية ضد مصر في الماضي وجاء داعش ليكون سلاحها في المستقبل
الخميس 20/سبتمبر/2018 - 01:30 م
عواطف الوصيف
طباعة
تحرص كل دولة على أني يكون لدبها المقومات التي تساعدها على الرقي والتطور على مستوى المجالات سواء كانت سياسية أو إقتصادية أو عسكريا أو غير ذلك، ومصر واحدة من ضمن هذه الدول ، التي واجهت في كل خطوة تخطوها عدو اراد أن يعيد بها إلى الوراء، والتاريخ أثبت أن الدولة العثمانية، وممثليها أشهر أعداء مصر الذين أعادوا بها إلى الوراء، وهو ما سنحاول لفت الانتباه له والكشف عنه.
مصر وبداية الحكم العلوى
تمكن محمد على من استغلال الحرب الأهلية التي نشبت بين كل من العثمانيين والمماليك في مصر، ليقحم نفسه ويتمكن وبذكاء أن يطيح بالأثنان وتصبح مصر تحت سيطرته وسطوته وتتحول لإرث يتوارثه أبناءه واحد بعد الثاني.
إنجازات محمد علي
تمكن محمد علي من تحقيق العديد من الإنجازات، التي ساعدت مصر على الرفي والتقدم في مختلف المجالات، سواء السياسية أو الأقتصادية، علاوة على محاولاته لتقدمها من الناحية العسكرية، لكن هل كان ابناءه بنفس قدراته وذكاءه، وهل عملوا جميعا على النهوض بمصر من مختلف الزوايا كيفما فعل هو؟
الإجابة وببساطة هي لا، وهذا ما أثبته بالتحديد الخديوي توفيق فقد أوصل بمصر لمرحلة مذرية سيئة وكانت تواجه فشل بعد الأخر.
مصر وبداية الحكم العلوى
تمكن محمد على من استغلال الحرب الأهلية التي نشبت بين كل من العثمانيين والمماليك في مصر، ليقحم نفسه ويتمكن وبذكاء أن يطيح بالأثنان وتصبح مصر تحت سيطرته وسطوته وتتحول لإرث يتوارثه أبناءه واحد بعد الثاني.
إنجازات محمد علي
تمكن محمد علي من تحقيق العديد من الإنجازات، التي ساعدت مصر على الرفي والتقدم في مختلف المجالات، سواء السياسية أو الأقتصادية، علاوة على محاولاته لتقدمها من الناحية العسكرية، لكن هل كان ابناءه بنفس قدراته وذكاءه، وهل عملوا جميعا على النهوض بمصر من مختلف الزوايا كيفما فعل هو؟
الإجابة وببساطة هي لا، وهذا ما أثبته بالتحديد الخديوي توفيق فقد أوصل بمصر لمرحلة مذرية سيئة وكانت تواجه فشل بعد الأخر.
محمد علي باشا
فشل الخديوي توفيق في مصر
يعد الخديوي توفيق واحدا من أهم وأبرز الفاشلين الذين تولوا حكمها، ليس على مستوى الأسرة العلوية فقط، وإنما ربما يكون على مستوى تاريخها بالكامل، فقد عمل على مساعدة قوات الإحتلال البريطاني لكي تتمكن من تحقيق مصالحها واستنفاذ خيرات مصر، فقد كان الحاكم الذي ترك بلاده أسيرة في قيود الإحتلال، كما أنه لم يحاول إبداء أي خطوة إيجابية تساعد على النمو الإقتصادي بأي صورة من الصور، بل ترك الركود يتمكن من الإنتشار وسوء أوضاع الشعب بشكل كبير.
الخديوي توفيق
بيع قناة السويس
عد عهد الخديوي توفيق أسوأ عصور الأسرة العلوية في تاريخ مصر الحديث، ففي أيامه تم بيع حصة مصر من قناة السويس والتي كانت تقدر بـ 15 % للإنجليز خلال فترة وزارة "رياض باشا"، وبذلك تكون البلاد قد فقدت ما تبقى لها من ملكية في القناة حيث كانت هذه الحصة مرهونة للألمان والفرنسيين منذ عهد والده الخديوي إسماعيل.
قناة السويس زمان
إلغاء الجيش المصري
معروف أن أي بلد ومهما كانت طبيعتها الاستراتيجية والديموجرافية، فهي تعتمد على قوتها العسكرية، والتي تعد من الركائز الأساسية، التي يقوم عليها أي مجتمع، على الأقل من أجل الوقوف في مواجهة أي محتل وهو ما سار عكسه تماما الخديوي توفيق، حيث أصدر قرارات رسمية بإلغاء الجيش المصري، إلغاء قوة وأمنها إلغاء ضمان سلامتها واستقرارها واستقلالها وحريتها، تلك الخطوة التي كانت بمثابة سبب رئيسي في نشوب الثورة العرابية، وقيادة الزعيم أحمد عرابي لقوات الجيش للوقوف ضده والتصدي لتصرفاته.
الجيش المصري زمان
السر في التبعية
ربما تكون كافة النقاط السابق ذكرها عن تاريخ مصر في عهد الخديوي توفيق معروفة من الناحية التاريخية، لكن ألا ينبغي معرفة هذا الفشل الذريع الذي حققه الخديوي توفيق، وسر وصول مصر إلى هذه الحالة السيئة، ترى هل كان يقوم بذلك عن قصد، أم أن هناك يد أقوى منه، هي التي أرادت ذلك ولم يكن توفيق سوى سلاح ينفذ التعليمات.
القوة العثمانية
كانت القوة العثمانية المتمركزة في تركيا، هي صاحبة السيطرة النفوذ التي تفرض قوتها وإرادتها على مصر وشعبها، وكان هناك ما يسمى بـ "السلطان العثماني " الذي تقع تحت سيطرته العديد من الولايات على مستوى مصر وبلاد الشام، لنجد العديد من الحكام والملوك ممن لا يجرأون على الوقوف ضده، أو معارضته ولعل ما حدث للخديوي إسماعيل والد الخديوي توفيق خير دليل على ذلك، فحينما رفض الإنصياع لرغبة السلطان العثماني، وأعلن مواجهته لكل أشكال التدخل الأوروبي في الشأن المصري الداخلي، كانت النتيجة أنه تم عزله واطيح به من منصبه كحاكم للبلاد.
السلطان العثماني
الدولة العثمانية وعداءها لمصر
تصرفات وسياسة الخديوي توفيق، والتي كانت عبارة عن إلحاق كل صور الضرر بمصالح مصر وشعبها، وكانت في نفس الوقت ترضي الحاكم العثماني، تعد دليلا صارخا على سلاطين الدولة العثمانية كانوا يكنون لمصر كراهية وعداء غير عادي، وأنهم أرادوا إسقاطها ونهايتها، والدلائل على ذلك كثيرة، فيكفي فكرة إلغاء الجيش المصري، ذلك المقترح الذي كان الهدف منه ضياع قدرات مصر العسكرية وقوتها، مما سيؤدي إلى وقوفها عاجزة أمام محاولة الدفاع عن نفسها، مما سيسهل من ضياعها، هذا بخلاف فكرة بيع قناة السويس، التي لاقت ترحيبا من قبل السلطان العثماني، مما يدل على أن هذا التفكير الشيطاني كان يرجح فكرة بيع خيرات مصر بم يضمن ليس فقط ضياعها عسكريا بل وإقتصاديا أيضا.
الخلاصة..
ليس المقصود العيب في ماهية الحكم العثماني، فتركيا وماهية الفكر العثماني، قد يكون يحوي العديد من الأفكار الإسلامية السليمة، علاوة على المعتقدات التي تعمل على المحافظة على العادات والتقاليد، لكن التاريخ أثبت أن من تولوا الحكم لم يكن الفكر والمعتقد والعادات والتقاليد هم من يشغل تفكيرهم، وإنما فقط فرض السطوة والسلطة والقوة، وبذل الجهود التي تعمل على ضياع المنطقة العربية، وأن مصر هي الأساس بالنسبة لهم لتحقيق هذا الهدف، مما يعني أنه من الضروري إسقاط مصر، ذلك الحلم الذي لم يتحقق في الماضي، لكن " داعش " في سيناء سبيل تحقيقه الآن .