القرامطة .. فتنة سياسية أدت إلى سرقة الحجر الأسود 22 سنة
الإثنين 24/سبتمبر/2018 - 05:03 م
الحجر الأسود
وسيم عفيفي
طباعة
كان العام 908 ميلادية أحد أكثر الأعوام سواداً على المسلمين في دينهم، حيث نجح أفراد من دولة القرامطة في الإغارة على مكة وسرقة الحجر الأسود لمدة 22 سنة، ولولا مهارة عمال بيت الله لكن مقام إبراهيم في نفس المصير.
كان لافتاً دور أهل القطيف حيث وُضِع الحجر الأسود هناك وأصدر القرامطة أمراً بالحج إلى البيت الذي بُنِي من أجل الحجر الأسود ولم امتنع أهل القطيف قُتِل منهم 30 ألفاً.
كان لافتاً دور أهل القطيف حيث وُضِع الحجر الأسود هناك وأصدر القرامطة أمراً بالحج إلى البيت الذي بُنِي من أجل الحجر الأسود ولم امتنع أهل القطيف قُتِل منهم 30 ألفاً.
الحجر الأسود
كانت الدولة العباسية غائبة عن القوة فالامبراطورية الخاصة بها تفكك نتيجة لحركة استقلال ولاياتها عنها وبالتالي نجح في القرامطة في استغلال ضعف العباسيين فشنوا حملة عسكرية قوية على البلاد العربية بدأت من الشام، ثم هاجموا البصرة في مجرزة دامت سبعة عشر يوماً أسفرت عن مقتل 40 ألف شخص.
القرامطة في الأصل حركة سياسية دينية ، تفرَّعت من الفِرقة المباركية إحدى شُعَب الإسماعيلية . سُميِّتْ بهذا الاسم نسبة إلى زعيمها حمدان بن الأشعث ، الملقَّب بـ (قَرْمَط) وتولَّت زمام الأمور في بعض البلدان الإسلامية أكثر من قرن ، تمكَّنت من نشر عقائدها وأفكارها ببعثها الدعاة ، وحَمَل رجالها السيف ؛ للاستيلاء على بلدان عديدة من العالم الإسلامي.
بعد مذبحة البصرة توجه أبو طاهر القرمطي إلى مكة واستباحها يوم التروية ثم قرر أخذ الحجر الأسود، ويروي بن كثير تفاصيل الواقعة في كتابه البداية والنهاية الجزء الحادي عشر قائلاً "قرر القرمطي أن يقلع الحجر الأسود، فجاءه رجل فضربه بمثقل في يده وقال: أين الطير الأبابيل؟ أين الحجارة من سجيل؟ ثم قلع الحجر الأسود وأخذوه حين راحوا معهم إلى بلادهم، فمكث عندهم ثنتين وعشرين سنة حتى ردوه، كما سنذكره في سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة فإنا لله وإنا إليه راجعون. ولما رجع القرمطي إلى بلاده ومعه الحجر الأسود وتبعه أمير مكة هو وأهل بيته وجنده، وسأله وتشفع إليه أن يرد الحجر الأسود ليوضع في مكانه، وبذل له جميع ما عنده من الأموال فلم يلتفت إليه، فقاتله أمير مكة فقتله القرمطي وقتل أكثر أهل بيته وأهل مكة وجنده، واستمر ذاهبا إلى بلاده ومعه الحجر وأموال الحجيج".
القرامطة في الأصل حركة سياسية دينية ، تفرَّعت من الفِرقة المباركية إحدى شُعَب الإسماعيلية . سُميِّتْ بهذا الاسم نسبة إلى زعيمها حمدان بن الأشعث ، الملقَّب بـ (قَرْمَط) وتولَّت زمام الأمور في بعض البلدان الإسلامية أكثر من قرن ، تمكَّنت من نشر عقائدها وأفكارها ببعثها الدعاة ، وحَمَل رجالها السيف ؛ للاستيلاء على بلدان عديدة من العالم الإسلامي.
بعد مذبحة البصرة توجه أبو طاهر القرمطي إلى مكة واستباحها يوم التروية ثم قرر أخذ الحجر الأسود، ويروي بن كثير تفاصيل الواقعة في كتابه البداية والنهاية الجزء الحادي عشر قائلاً "قرر القرمطي أن يقلع الحجر الأسود، فجاءه رجل فضربه بمثقل في يده وقال: أين الطير الأبابيل؟ أين الحجارة من سجيل؟ ثم قلع الحجر الأسود وأخذوه حين راحوا معهم إلى بلادهم، فمكث عندهم ثنتين وعشرين سنة حتى ردوه، كما سنذكره في سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة فإنا لله وإنا إليه راجعون. ولما رجع القرمطي إلى بلاده ومعه الحجر الأسود وتبعه أمير مكة هو وأهل بيته وجنده، وسأله وتشفع إليه أن يرد الحجر الأسود ليوضع في مكانه، وبذل له جميع ما عنده من الأموال فلم يلتفت إليه، فقاتله أمير مكة فقتله القرمطي وقتل أكثر أهل بيته وأهل مكة وجنده، واستمر ذاهبا إلى بلاده ومعه الحجر وأموال الحجيج".
إطار الحجر الأسود
نجح القرامطة في الخروج من مكة بالحجر الأسود حتى تعقبهم أميرها ودارت حرب بينهم أسفرت إلى قتل بن محلب أمير مكة وبعدها غاب الحجر الأسود عن الكعبة 22 سنة في البحرين حتى عاد بتهديد من المهدي الفاطمي.
أما الذي نجح في سرقة الحجر الأسود هو أبو طاهر الجنابي هو ملك البحرين، وزعيم القرامطة، واسمه كاملاًسليمان بن الحسن بن بهرام الجنابي الهجري، أبو طاهر القرمطي، نسبته إلى جنابة من بلاد فارس.
لم يكن مشهوراً سوى بغارة شنها على مكة يوم التروية سنة ٣١٧ هـ والناس محرمون، واقتلع الحجر الأسود وأرسله إلى هجر ونهب أموال الحجاج وقتل منهم الكثير، قيل بلغ قتلاه في مكة نحو ثلاثين ألفا وكان يصيح على عتبة الكعبة:
أنا بالله، وبالله أنا * يخلق الخلق، وأفنيهم أنا
عرّى البيت الحرام وأخذ بابه وردم زمزم بالقتلى، وعاد إلى هجر ومات فيها كهلا بالجدري
أما الذي نجح في سرقة الحجر الأسود هو أبو طاهر الجنابي هو ملك البحرين، وزعيم القرامطة، واسمه كاملاًسليمان بن الحسن بن بهرام الجنابي الهجري، أبو طاهر القرمطي، نسبته إلى جنابة من بلاد فارس.
لم يكن مشهوراً سوى بغارة شنها على مكة يوم التروية سنة ٣١٧ هـ والناس محرمون، واقتلع الحجر الأسود وأرسله إلى هجر ونهب أموال الحجاج وقتل منهم الكثير، قيل بلغ قتلاه في مكة نحو ثلاثين ألفا وكان يصيح على عتبة الكعبة:
أنا بالله، وبالله أنا * يخلق الخلق، وأفنيهم أنا
عرّى البيت الحرام وأخذ بابه وردم زمزم بالقتلى، وعاد إلى هجر ومات فيها كهلا بالجدري
