أسرار علاقة جمال عبدالناصر بالجماعة المحظورة .. هل كان إخوانيا ؟
الخميس 27/سبتمبر/2018 - 08:08 م
شيماء اليوسف
طباعة
عاش المصريون لاسيما الطبقة الفقيرة و الفلاحين يعشقون التراب الذي يضع جمال عبدالناصر قديمه عليه، بعد أن أطاح بنظام الإقطاع الذي كان أحد أبرز النتائج التي حققتها ثورة يوليو 1952م، خاصة دوره المعنوي في نفوس البسطاء الذين أحبوه فطره لما أحسوا بخدمته لهم ورعاية مصالحهم إلى جانب إطلاق مجانية التعليم وتأميمه لقناة السويس، ثمة مشاعر فاترة عايشها هؤلاء بعد حياة ظالمة مستبدة تعرضوا لها خلال الحكم الملكي.
جمال عبدالناصر
لقد تغيرت هذه الرؤية والمكانة التي وضعها جمال عبدالناصر لنفسه عند المصريين بعد نكسة 1967م، حتى أن عبدالناصر نفسه، وفكرة الإطاحة به خاطرت على أذهان الكثيرين على خلفية الهزيمة و احتلال الكيان الصهيوني لسيناء، وعلى الرغم من ذلك تمسك المصريون به ومنعوه من التنحي، واستمر عبدالناصر في الحكم، ربما يستعيد صورته البطولية التي هزت جذورها الهزيمة من عقول الشعب.
علاقة جمال عبدالناصر بالإخوان المسلمين
جمال عبدالناصر
شكوك متعددة خالجت خواطر الكثيرين عن حقيقة علاقة جمال عبدالناصر بجماعة الإخوان المسلمين، ومسألة انضمامه للجماعة المحظورة، البعض يتهم عبدالناصر أنه أنضم لجماعة الأخوان سرا برفقة محي الدين عضو مجلس قيادة الثورة، وفق مفاوضات جرت بينهما وعناصر منتمية للجماعة وهو مجرد كلام بدون وثائق و أدلة، إلا أن ثروت عكاشة، أحد أعضاء تنظيم الضباط الأحرار أكد عدم انضمام عبدالناصر للإخوان بصرف النظر عن تعاونه معهم، كان ذلك التعاون قبل أن يؤسس عبدالناصر التشكيل الثوري للضباط الأحرار، الذي كان أحد أعضائه الضابط الإخواني عبدالمنعم عبدالرؤف، ولما تأكد عبدالناصر من إصرار عبدالرؤف على ضم الضباط الأحرار لجماعة الإخوان قام بطرده.
شروط العضوية للجماعة
جمال عبدالناصر
رغم أن شروط العضوية و الانضمام للجماعة المنحلة، لا تتوافر في جمال عبدالناصر بالنسبة لقناعة الإخوان ومسألة دخول أي شخص جديد للجماع لا يعتبرونه عضوا، حتى لو أقسم على عينيه و قدميه وملئ فمه بالأحلاف المغلظة أنه إخوان، و حتى إن كان عبدالناصر صديقا للجماعة في إحدى فترات حكمه فهو لم يكن عضوا بينهم و الفارق عظيم بين العضوية والصداقة.
قيادات الجماعة يقرون بعضوية عبدالناصر
جمال عبدالناصر
و يحكي رفعت السعيد رئيس المجلس الاستشاري لحزب التجمع، أن جمال عبدالناصر ومحي الدين، ذهبا لأحد المقرات التابعة للإخوان في حي السيدة زينب، ثم وقفا أمام أحد قيادات الجماعة دون رؤية وجهه و رددا كلمات البيعة على المصحف و المسدس! في الوقت الذي نفى فيه رفاق عبدالناصر من الضباط الأحرار انضمامه للجماعة، و من المعروف أن أعضاء الإخوان يقدسون ويطبقون مبادئ و أفكار حسن البنا " الأب الروحي للإخوان و مؤسس الجماعة " تتنافى تماما مع الأفكار و المبادئ الناصرية الاشتراكية التي تؤمن بالعروبة و المفاهيم القومية، و التي تعتبر شرخ كبير بين الجماعة و عبدالناصر.
دلائل تبرهن عدم انضمام عبدالناصر للإخوان
اتهم شريف عارف، مؤلف كتاب " الإخوان في ملفات البوليس السياسي" الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، بالانضمام للإخوان تحت اسم حركي عرف ب " زغلول عبدالقادر" وكانت له علاقات وثيقة الصلة بالأعضاء البارزين في الجماعة أمثال حسن الهضيبي و عبدالرحمن السندي، وكان السندي قائد الجناح العسكري للإخوان.
أن مسألة وجود صلة بين شخص و آخرين منتمون لجماعة الإخوان لا تعني تماما أن هذا الشخص يتبعه، رغم أن 1942م، هو الوقت الذي أشار فيه الكثيرون أنه تاريخ انضمام عبدالناصر للإخوان هو نفس التاريخ الذي أقر فيه البنا نظام الأسر في التنظيم، وهذا يعني أن الانضمام للجماعة لن يأت إلا عبر دخول الشخص منتميا إلى هذه الأسر وبعدها يدخل التنظيم بعد أن يكون مقتنعا تماما بالأفكار الاخوانية، السؤال الذي يطرح نفسه هنا.. من هم الإخوان الذين كانوا مع عبدالناصر في أسرته آنذاك ؟