بين القبلات والاشتياق .. هكذا كانت صيغة خطابات تحية كاظم إلى زوجها
الإثنين 01/أكتوبر/2018 - 03:00 ص
أسماء ملكه
طباعة
لم يكن لشخصية مثل جمال عبدالناصر أن تصل إلى الزعامة بدون توفير مناخ أسري ساعدت فيه زوجته تحية كاظم من قبيل جملة "وراء كل رجل عظيم إمرأة"؛ وإن كانت ظروف مصر السياسية في عهد ناصر شديدة على بيته فإن ما بين جمال عبدالناصر وزوجته قبل الحكم والسلطة كان أصعب بسبب الحرب التي يقاتل فيها، ويدلل على ذلك خطابات حرب 1948 م.
خطابات تحية كاظم إلى جمال عبدالناصر
خطابات تحية كاظم إلى جمال عبدالناصر
من خطابات تحية كاظم إلى زوجها
تزوج عبد الناصر من تحية كاظم في 29 يونيو 1944، وظلت داعمة له ثماني سنوات قبل الثورة وثمانية عشر عاما بعد قيامها، حيث لعبت دورًا هامًا في حياة عبدالناصر خاصة في حرب فلسطين 1948 التي جاءت بعد حوالى 4 سنوات من الزواج.
تحملت تحية كاظم كافة أعباء أسرته، وظلت تسير على نهج ربه المنزل ولم تدخل في القرارات السياسية التي يتخذها الرئيس جمال عبد الناصر.
تعد الخطابات الرومانسية التي كتبتها تحية من الشواهد المؤثرة والمعبرة عن مشاعر زوجة لزوجها المخلص المسافر في الغربة بعيدًا عن أسرته وأطفاله، فهي عبرت عن مشاعرها.
من خطابات تحية كاظم إلى زوجها
يدلل الخطاب الأول الذي أرسلته بعد بداية الحرب بثلاث شهور الذي كان في 1من شهر أغسطس 1948 على تلك المشاعر حيث قالت فيه أنها تشتاق إليه كثير، حيث أصبح البيت فارغا بعد السفر، وتطمأنه على صحة منى وهدى انهما بخير وهما يشتقان إليه كثيرا، ويدعو الله بأن يعود على خير.
وبعد الحرب بثلاث شهور أرسلت تحية كاظم خطابها إلى جمال عبدالناصر بتاريخ 28 سبتمبر سنة 1948، ويثبت هذا الخطاب أن تحية كاظم من أسرته محافظة حيث أن صيغة خطابها إلى زوجها الذي تحبه وترسل للاطمئنان عليه، لم يتخللها أي تجاوز ولو رومانسي بل عبرت عن قبلات اللقاء المنتظر، فهي تتحدث إليه معبرة عن شعورها بالظلام والسكون داخل المنزل بدون الزوج، وتذكره أنها تقوم باحتساب الأيام ليأتي إلى مصر في وسط الأسرة، وتطمئنه على منى وهدى.
من خطابات تحية كاظم إلى زوجها
وفي الخطاب الثالث، تكلمت تحية كاظم عن بيتها، بأن هدى ومنى في النوم والمنزل في ظلام بدون وتذكره بأنها قد ارتاح قلبها عليه بعد وصولها جواب ليطمئن على صحته، متمنية أن يرسل لها كل شهر جواب دون النسيان.
رحيل عبد الناصر وانفطار قلب زوجته
غلاف مذكرات تحية كاظم
بعد وفاة جمال عبدالناصر يوم 28 سبتمبر 1970، عبرت تحية كاظم في مذكراتها بصدق عن مشاعر زوجة وأم كتبت لها الأقدار أن تكون سيدة رئيس الجمهورية العربية أصعب وأقسى لحظات عايشتها سيدة مصر الأولى عقب موت زوجها.
لقد ظلت السيدة تحية كاظم حزينة تبكي زوجها حتى رقدت بجواره ولن نجد كلمات نختم بها أصدق تعبيرا مما قالته السيدة هدى جمال عبد الناصر عن والدتها "عاشت 20 سنة بعد زوجها تعبانة، واستريحت لما ماتت".