السيسي في مشهد إنساني .. أسرار العلامة التي أشار بها الرئيس لذوي القدرات الخاصة
الثلاثاء 02/أكتوبر/2018 - 03:01 م
شيماء اليوسف
طباعة
منذ أن أعلن الرئيس السيسي تخصيص عام 2018م، "عاما لمتحدي الإعاقة" ولاقى ذوي القدرات الخاصة اهتماماً كبيراً من الرئيس السيسي كان آخرها حين افتتح الملتقى العربي الأول لذوي القدرات الخاصة ومدارس الدمج، وتخصيص 500 مليون جنيه لدعم هذا المشروع.
غير أن ما ميز لقاء الرئيس السيسي بذوي القدرات الخاصة هذا العام عن كافة اللقاءات الماضية، هو أنه لأول مرة يتكلم معهم بلغتهم حيث أشار لهم بأصابع الإبهام والسبابة والبنصر وهي الإشارة التي تعني "بحبك" بلغة الصم والبكم.
الرئيس السيسي
انتقد كثيرون من معارضي الرئيس السيسي ظهوره بهذه الإشارة حيث أنه أخطأ فيها في البداية لولا أن قامت فتاة بلفت نظره إلى الإشارة الصحيحة، بينما برر آخرون هذا الخطأ بأنه اختبار لقدرتهم؛ غير أن الحقيقة هو سمو المشهد نفسه حيث أن الرسالة كانت هي ما يهدف له السيسي وهو دمجهم في صنع القرار، فإن أحد الصم والبكم عَدَّل لرئيس الدولة وهو ما يريده السيسي أصلاً، وهذا لا يسيء له من الأساس.
رئيس بدرجة إنسان
الرئيس السيسي
كان عناق الرئيس السيسي للأطفال من الطلاب متحدثي الإعاقة، الذين لا يعرفون الكذب والغش والنفاق، لمحة طيبة حملت للعالم رسائل سلام لدعم الإنسانية، واحتضان مصر لكل أبنائها، براءة خرجت من قلوب صافية لا تعرف الخداع والخذلان، عانقت بمحبة هذا الرجل الذي أحبوه بصدق وعانقوه بصدق، فقط لأنه أحبهم وقالها لهم باللغة التي يعرفونها ويفهمونها، وبالرغم من كون هذا اللقاء ليس بالأول الذي يلتقي فيه الرئيس السيسي بمتحدي الإعاقة ولكنه أصر هذه المرة أن يقترب إلى قلوبهم، كأنه أراد أن يطبطب على قلوبهم، ويجبر خاطرهم.
الرئيس السيسي
" أشعر أنني اليوم قريب من القريبين لله سبحانه وتعالى، وأود أن أعبر عن بالغ سعادتي بالمشاركة في هذا الملتقى الذي تنظمه وزارة التربية والتعليم" جملة قالها الرئيس السيسي في الملتقى العربي الأول للطلاب متحدي الإعاقة، لمس بها قلوبنا جميعا، وكأن السماء علقن حبائل قلوب هؤلاء الملائكة بالرئيس السيسي، الذي عكف على تذليل كل عاقبة تواجههم، مشيرا بأصبعه " بحبك".
استخدام لغة الإشارة
الرئيس السيسي
تعد لغة الإشارة طريقة للتواصل من الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة وقد بدأت معرفتها منذ القرن السادس عشر، وتتكون من مجموعة من الإشارات التقليدية التي تتمثل في الإشارة باليد والأصابع والتهجئة بالأصابع، إلى جانب استخدام اليدين لتمثيل الحروف الأبجدية، وغالبا ما تكون الإشارات جملا كاملة وليس كلمات فقط، وتكون هذه اللغات شفهية وتعد لغات طبيعية تستخدم من قبل الصم بهدف التواصل.
الرئيس السيسي
وتعتبر لغة الإشارة أسلوب غير صوتي يستخدمه متحدي الإعاقة سمعيا ويخص الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة من الصم، أو بشكل صوتي للبكم، استخدمت لغات الإشارة لأول مرة في أسبانيا، كوسيلة للتعامل مع علم الأصوات ومعالجة صعوبات النطق،وقد ظهرت العديد من المدارس لتعليم لغة الصم والبكم.
مصر قلعة العرب لخدمة متحدي الإعاقة
الرئيس السيسي
من ناحية أخرى أكد الرئيس السيسي خلال كلمته في الملتقى العربي الأول لطلاب مدارس متحدي الإعاقة، جعل الملتقى نافذة عالمية ليستقبل الموهوبين من متحدي الإعاقة ليتنافسوا في البطولات والمسابقات المتنوعة في مختلف المجالات، وتبادل الخبرات المتنوعة بين مختلف الدول، وقد لفت السيسي إلى أهمية توفير الخبرات والمناخ البيئي الملائم لمتحدي الإعاقة حتى تكون مصر منبرا في المنطقة العربية والعالم من أجل النهوض بمتحدي الإعاقة.
شارك في المؤتمر الذي بدأت فعالياته أمس الاثنين، قرابة 110 طالب من الطلاب متحدي الإعاقة وطلاب الدمج، في الملتقى العربي الأول لأنشطة مدارس الدمج ومدارس التربية الخاصة بمدينة شرم الشيخ، ويسعى الملتقى إلى إبراز مواهب الأطفال والدول العربية من متحدي الإعاقة، تدعيما لخطة وزارة التربية والتعليم لدمج طلاب التربية الخاصة، تلبية احتياجاتهم.
أهداف ملتقى شرم الشيخ لمتحدي الإعاقة
الرئيس السيسي
استعرض الملتقى عدد من الأنشطة التنموية للطلاب متحدي الإعاقة في مجالات الرسم والجرافيك،والتصوير وغيرها، متضمنا العروض الفنية والترفيهية والثقافية لطلاب لذوي الاحتياجات الخاصة، إضافة إلى تنظيم مباراة لكرة القدم الخماسية، وجلسات علمية خاصة بالطلاب متحدي الإعاقة، ويفسح الملتقى مجالا لإطلاق عنان الطلاب بهدف التعبير عن أحلامهم والتحدث عن نجاحاتهم وأهدافهم التي قاموا بتحقيقها.
يعد الملتقى العربي الأول لأنشطة المدارس، الأول من نوعه على مستوى العالم العربي، سواء رياضيا أو فنيا وكذلك من الناحية الترفيهية والتنموية، وقد جهزت خطة كاملة للملتقى بهدف تنفيذ أهداف الملتقى، إلى جانب مناقشة أطر التطوير في مجال التربية الخاصة من ناحية دمج الطلاب في المجتمع .
2018 عام متحدي الإعاقة
الملتقى العربي الأول لمتحدي الإعاقة
وقد حمل هذا العام على أكتافه تطويع كل مؤسسات الدولة لخدمة متحدي الإعاقة وتلبية كافة احتياجاتهم والوقوف في وجه التحديات التي تواجههم لإعادة دمجهم في المجتمع، وقد جاء قرار الرئيس السيسي صائبا بعد المعاناة المجتمعية التي عاشها متحدي الإعاقة خلال سنوات ماضية، تهميشا وظلما مجتمعيا.
عاش متحدي الإعاقة كثيرا في تجاهل مجتمعي، جعل الكثير منهم يتراجع عن الاندماج داخل كينونة المجتمع، بالرغم من محاولة الكثير من في الخروج من قوقعة التهميش وتحقيق أهدافه، حتى أن آنت اللحظة التي لوحت الأضواء كلها إلى أهداف متحدي الإعاقة في لفتة إنسانية من شأنها تذليل العقبات والصعوبات التي تواجه متحدي الإعاقة.
