ناشد وزير الخارجية الفرنسي جون مارك ايرولت واشنطن و موسكو بإثبات جدية التزامهما بالحل السياسي في سوريا و "بحشد كافة الامكانات لتجنب الفشل".
و قال ايرولت-في خطاب وجهه إلى نظيريه الامريكي و الروسي- إن الأسابيع القادمة تمنح المجتمع الدولي فرصة أخيرة لإثبات مصداقية و فاعلية العملية السياسية التي بدأت منذ قرابة عام بفيينا.
وأشار ايرولت إلى عدم تحقيق المجموعة الدولية لدعم سوريا لأهدافها والى مواصلة حصار حلب و تزايد الهجمات ضد المدنيين و البنية التحتية فضلا عن استمرار الانتهاكات الواسعة لحقوق الإنسان في ظل إفلات تام من العقاب.
حيث اعتبر وزير الخارجية انه، على الصعيد السياسي، اصطدمت مفاوضات جنيف بالتعنت المستمر للنظام بالرغم من تقديم المعارضة مقترحات بناءة.
و اكد أن الأولوية اليوم لا بد أن تكون العودة بشكل طارىء إلى الهدنة و إنهاء المأساة الإنسانية الراهنة و ضمان وصول المساعدات لكل المحتاجين لا سيما في المناطق المحاصرة، محذرا من انه بدون ذلك سيكون استئناف المفاوضات سيكون من الوهم.
و تابع قائلا - في خطابه لنظيريه الأمريكي و الروسي - :" نتشارك معكم في هدف مكافحة الجماعات الإرهابية في سوريا سواء كان داعش أو جبهة النصرة إلا أن ذلك لا يجب أن يستخدم كحجة لقصف المدنيين و القضاء على أي معارضة لبشار الأسد".
يشار الى واشنطن و موسكو تتشاركان رئاسة المجموعة الدولية لدعم سوريا التي تصم عشرين بلدا. و قد أصدرت في نوفمبر 2015 خارطة طريق حول السلام في سوريا و قامت الأمم المتحدة بإقرارها في ديسمبر.
و تقضي خاطة الطريق بتشكيل هيئة انتقالية في الأول من أغسطس و صياغة دستور جديد و إقامة انتخابات قبل منتصف 2017. كما انتزعت المجموعة الدولية لدعم سوريا في فبراير الماضي بميونخ إتفاقًا لوقف الأعمال القتالية في سوريا إلا انه انهار سريعا.
كما عقدت-بين يناير و أبريل الماضيين- ثلاث جولات لمحادثات غير مباشرة بين النظام و المعارضة السورية تحت رعاية الأمم المتحدة و لكن دون ان تسفر عن تقدم ملحوظ في ظل استمرار المعارك.
يذكر أن النزاع السوري- منذ اندلاعه في مارس 2011- اسفر عن مقتل اكثر من 280 ألف شخص و تشريد و نزوح الملايين.