حقيقة عدد صحابة الرسول .. وكيف ينظر لهم السنة والشيعة
الجمعة 05/أكتوبر/2018 - 09:42 م
شيماء اليوسف
طباعة
لا يمكن حصر عدد صحابة رسول الله نظرا لأن النبي صلى الله عليه وسلم، كان له صحابة في كل بقعة دبت قدمه الشريفة بها، إلى جانب تفرقهم في العديد من القرى والبلدان والوادي، ويشاع أن عدد الصحابة يقدر 114 آلاف صحابيا، بحسب ما جاء به شيخ الإمام مسلم، الحافظ أبو زرعة، وفي الجانب الأخر فإن كعب بن مالك قال " أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا يجمعهم كتاب حافظ" وهذا القول يدل على كثرة عدد الصحابة ومعنى الزعم بأي رقم على أنه عدد صحابي الرسول ليس صحيحا.
إن كلمة "صحابة" هي لفظ أطلق على أصدقاء النبي محمد "صلى الله عليه وسلم" الذي جاء برسالة الإسلام، وهم من صدقوا رسالته وآمنوا بنبوته، ليس هذا بعد بل وقفوا في ظهر الدعوة الإسلامية حتى انتشرت، وبعد وفاة النبي قد تولوا نشر رسالته وخلافته، وهناك أسماء بارزة من صحابة رسول الله، كان لهم مواقف عاشتها بداية الدعوة الإسلامية وعصر صدر الإسلام، ومنهم غير معروف.
وتعد كلمة صحابي واحدة ضمن المصطلحات التاريخية التي نشأت من المسيرة النوبية لسيد الخلق محمد عليه الصلاة والسلام، أما اصطلاحا فهي تعني في اللغة الملازمة والمرافقة والمعاشرة، وقد رافق الصحابة رضوان الله عليهم النبي صلى الله عليه وسلم طيلة حياته لاسيما بعد بداية الدعوة الإسلامية، بعدما أراد الله لها أن تخرج الدعوة من السر للعلانية.
دور الصحابة في نشر الدعوة الإسلامية
أصحاب النبي المبشرين بالجنة
وقد لعب صحابة النبي صلى الله عليه وسلم، دورا كبيرا في غزوات النبي ونشر رسالة الإسلام حتى بعد وفات النبي قد قاموا بنشر الدعوة، ولم يستقروا في الحجاز وحدها، بل انتشروا في مختلف البقاع بهدف نشر الدعوة والجهاد في سبيل الله إلى جانب فتح المدن والبلاد الغير مسلمة ونشر الدعوة الإسلامية بها، وهم من فتحوا الشام ومصر والهند وبلاد فارس وبلاد ما وراء النهر.
هناك العديد من الدراسات البحثية أن صحابة النبي صلى الله عليه وسلم، قد وصل عددهم قرابة لمائة ألف صحابي وصحابية، في الوقت نفسه، غير أن عدد الصحابة الذين تم دفنهم في المدينة المنورة لم يصل إلى عشرة آلاف صحابيا، إلى جانب الصحابة الذين دفنوا في مقابر بني حسن بمحافظة المنيا بمصر، وقد عايش الصحابة رضوان الله عليهم، حياة النبي عليه السلام، وشاهدوا ما تعرض له من الأذى من أجل نشر الدعوة الإسلامية، وكانوا يدافعون عن النبي، وقد حرصوا طيلة حياة النبي على الاعتكاف بجانبه وملازمته، حتى لما خرج من مكة للمدينة خرجوا معه.
أصحاب النبي عليه السلام
قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم، عن صحابته، : " لا تسبوا أصحابي لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه " كان صحابة الرسول عليه السلام، الأوائل لهم مكانة خاصة بين صحابة الرسول فهم بالطبع درجات، فإن صحابته الذين مكثوا معه ما يقرب من ثلاثة عشرا عاما في مكة ثم أكملوا بعد الهجرة لا يكونون كصحابته الذين عرفهم في أواخر حياته.
إن مسالة عدم حصر صحابة النبي صلى الله عليه وسلم، يعتبر من الثواب عند أهل السنة، وتحت مبدأ الثواب فلا يجوز حصر الصحابة إضافة إلى أن أهل السنة لا يسمحون بتجريح أيا من الصحابة وكذلك عدم تفضيل أحدهم على الأخر، ومن ضمن الثوابت الأخرى عند أهل السنة من المسلمين، أن القرآن الكريم أورد ذكر الصحابة رضوان الله عليهم بالثناء والأجر، وعدم التفريق بين أحدهم وقد قال الله تعالى عنهم : " وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ " سورة التوبة الآية 100.
نظرة السنة والشيعة لأصحاب الرسول
أصحاب النبي عليه السلام
أن النظر لصحبة الرسول صلى الله عليه وسلم حسب رؤية الشيعة تختلف تماما، عن وجهة نظر أهل السنة الذين يعتبرون أن سب أحد الصحابة فسق ومعصية، إلى جانب أنهم يرون أن الصحابة هم أول من أمن بالدعوة وأخير الناس لأنهم صدقوا الرسول، وعلى الجانب الأخر يرى معتنقي مذهب الشيعة، أن الأصحاب كما يطلق الشيعة على صحبة النبي، أن صحبتهم بالرسول لا تعتمد على طول الملازمة للنبي، كما أنهم يرفضون مصطلح أصحاب بديلا عن صحبة معتمدين على عدم وجود أصل للكلمة في اللغة.
وينقسم الشيعة في تقدير مكانة أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، بين فريقين، الأول يرى أنهم أصحاب دور في نشر الإسلام وانتشار الدعوة الإسلامية، والبعض الأخر يرون أنهم كمثل كافة المسلمون في بقاع الأرض، ولا يختلفون عن غيرهم في شيء.