في البداية علينا أن نعي جيدا أنه لا يوجد سر وراء القيادة الناجحة ، وهذا الأمر يخالف اعتقاد الكثير من رواد الأعمال حاليا، فربما يقوم بعض القادة بالذهاب إلي مراكز التدريب للعمل علي تنمية وتطوير مهاراتهم القيادية قليلاً ، هذا في الوقت الذي اتخذ فيه البعض العمل الفعلي كطريقة مثلى لتنمية تلك المهارات بالواقع العملي، وذلك تم من خلال اكتساب الخبرات والكد في العمل وتوقع الأحداث أيضاً، والتطلع في أن يحالفهم ولو القليل من الحظ
وأفضل القادة هم من تعلموا أن صنع التحولات الجذرية في حياتهم قد يجعل منهم قادة مؤثرين، وناجحين عن كثير ممن ييتبعون الطرق التقليدية، فبعض القادة يحددون خطوات مستقبلهم العلمي، في الوقت الذي يتأخر فيه اخرون في تحديد مسار حياتهم بشكل متأني حتى في تتبع خطوات الناجحين منهم.
فالقادة الناجحون هم من يكتشفون نقاط محورية وهامه في حياتهم ، والتي تساهم في خلق انسيابية وتوزان فعلي.
ولكي يستطيع أي فرد أن يحدد القائد الناجح بمجرد رؤيته، ولكننا في نفس الوقت نفشل في معرفة سبب هذا النجاح الكبير.
فإذا كنتم ترغبون في معرفة بعض من اسرار القيادة الناجحة إليكم السر :
أولاً بجب أن تعثر على هدف ..
فالهدف هو الشيء الوحيد الذي يجمع بين القادة الناجحون في العالم ، ولكن أول نقطة تحول تفصلك بين القائد الناجح والقائد ذو المستوي المتوسط، ولأن الهدف هو البذرة الأساسية التي يجب غرسها في التربة ، لذا فواجب عليك ان تروي تلك البذزة بطريقة سليمة، لذا عليك بالتحفيز والحماس والاخلاق الطيبة.
فهذا يجعل منك قائداً متميزاً وناجحا عمن يجهلون أهمية تلك السمات الإضافية بجانب الهدف، والتي تساعد على نجاحهم بشكل كبير.
لكي تكون قائداً ناجحاً أحرص أيضاً على تنفيذ هذه النقاط الثلاث :
١- حدد هدفك
٢- تذكر قيمك ومبادئك
٣- صمم على رؤيتك المستقبلية ولا تحيد عنها.
فالقائد العظيم هو من يستطيع استقطاب الجميع لشركته، والتي بنيت واسست على مباديء واضحة ومستقيمة وجعل من رؤيته لها منهجاً تسير عليه في خطى ثابتة نحو النجاح.
وهناك دائما مقولة ينساق ورائها القادة وهي : أن الربح هو الذي يقود الهدف، ولكن هذا غير صحيح بالمرة ، فهدفك هو الذي يقودك للربح ، فالكثير من القادة يتسرعون في البحث عن الأرباح، ولا يركزون في أهدافهم المستقبلية البعيدة، ولهذا يواجهون خطراً كبيراً فيما بعد حينما يتفاجئون بأن اجندتهم المستقبلية خاوية من أي اهداف جديدة وأن ارباحهم اصبحت اقل ..
هنا تكمن أهم نقطة تحول في حياة القائد الناجح، وهي معرفة كيف يطوي أهدافه المستقبلية بحيث يستمر في جني ثمار الربح بشكل متزايد ومتقدم.
ثانياً الناس أولاً ..
القادة لن يكونوا شيئاً بدون اشخاص آخرون حولهم ، ولكن هؤلاء الأشخاص يمكن أن يكونوا سبباً أساسيا في تقدمهم أو تأخرهم أو في هدم عزيمتهم، اذا كانوا يتمتعون بغباء تام أو تشكيك في كل ما يدور من أمور حولهم بل يصل الأمر إلى هدم الثقه في أنفسهم والشعور بالنجاح الزائف ، لذا تقع على القائد الناجح مسئولية وجهد كبير في معالجتهم أولا و في معاملتهم بشكل لائق، وكسب ثقتهم وولائهم وهذا بالطبع يتوقف على نظرتك إليهم من الأساس ؟؟؟
وأيضاً يمكنك أن تفكر كثيراً في كيف ترى نفسك
هل أنت موظف اعلى من موظفيك ،
أم أنك مجرد شخص يتطلع أن يتعلم ويفيد
ويستفيد من وظيفته التي يعمل بها ويساهم أيضاً في تطوير البيئة من حوله ...؟؟
القائد الناجح والمتميز هو من يفتح الأبواب والصناديق المغلقة أمام من حوله، ولا يخلق مجرد اتباع له، بل يحاول أن يستقطبهم لخلق جو مبدع وخلاق، كما يجب عليه التركيز على كلمة “قائد” بكل ما تحمله الكلمة من معان حرفية ومعنوية.
ثالثاً تنمية الوعي ..
القائد الناجح هو من يعمل على تنمية الوعي لديه بكل التفاصيل المختلفة والمتعلقة بشخصه وما يحيط به. مثل المؤسسة الخاصة به، ثقافته وحتى الناحية العاطفية لديه والشئون الاجتماعية.
فعلي القائد الناجح أن يقدر حاسة الاستماع، والتواصل، والملاحظة، والتعلم أكثر من مجرد إعطاء للمواعظ والنصائح للغير.
تجنب الأفخاخ والفجوات، والتي يتعرض لها العديد من القادة، ويهوى فيها بعضهم ممن ليس لديهم خبرات بها.
فهناك من يختارون العيش داخل فقاعة من صنعهم ، تحتوي على ارائهم، وأفكارهم فقط بدلاً من فهم وإدراك البحث عن معطيات جديدة ومختلفة
.
فكونك تحلم بأن تتحدي كل ما يحيط بك بمواقفك وآرائك هذا في حد ذاته إشارة على قوتك وليس ضعفك.
وتذكر دائماً أن أكثر العوامل قوة في تحقيق النجاح هو التعلم بدون تعلم، فالقائد الذي يرغب في تغيير أي شيء ولو بسيط دون مغامرة او تحدي فقد يعاني من نقص حاد في النمو والتطور المطلوبين للنجاح.
رابعاً تجنب التعقيد ..
التعقيد عدو من ألد اعداء القائد ، فالقادة الناجحين هم من يستطيعون التعايش بطريقة تبسط تلك التعقيدات المحيطة بهم ، التعقيد يخنق روح الإبداع لديه ، ويؤدي إلى ابطاء التقدم والتطور ، وهي بالتأكيد باهظة الثمن وغير فعالة بالمرة.
فأنا لا أقلل من حجم الواقع الذي نعيش فيه وما يحتويه من أمور كثيرة معقدة، ولا أنكر أن كثيرا من هذه التعقيدات اثمرت، لكني اتحدث هنا عن مجال معين يحتاج الى مهارات اساسية وإدراك حسي عالي بكل التفاصيل من شأنه قد يتأثر سلبا بوجود كثير من التعقيدات حوله، ولا يثمر قراراً صائبا واحدا في مجال عمله.
فالبساطة هي التطور النهائي كما قال ليوناردو دافينشي
خامساً اجعلها شخصية مميزه ..
أحياناً كثيرة اود أن احصي كم من مرة سمعت فيها مقولة ” أنه ليس امرا شخصيا ، فقط هو مجرد عمل ؟؟
القائد الناجح هو من يدرك تماماً انه لا يوجد أي شيء أكثر شخصية من العمل ، وهذا هو الحال بالفعل، وأفضل فئة من القادة هم من يدركون أن الفشل في العمل هو من الاساس فشل في القيادة.
لذا علي القائد الناجح أن لا يعيش في معزل عن الحدث، فعليه أن يقترب من الأشخاص المحيطين به، ويتعرف أكثر على معادنهم ومباطن شخصياتهم ، فهذا ليس ضعفاً أبداً أن يأخذ الأمور بمحمل شخصي، أو أن يتأثر عاطفيا، أو يكون لطيفاً أو رقيقا ، أو يشعر بالشفقة تجاه الآخرين.
بالعكس فهي قوة مطلقة
فالوصول للقمة لا يكون بالنهوض على ظهور الآخرين ، وانما بمساعدتهم لينجحوا ، تعامل مع الناس المحيطين بك وكأن حياتك تتوقف على ذلك....