موقف لا يعرفه المصريون عن شاه إيران خلال حرب أكتوبر 1973.. تعرف عليه
الثلاثاء 09/أكتوبر/2018 - 08:26 ص
شيماء اليوسف
طباعة
تظل حرب أكتوبر 1973م، صورة مرتكزة في أذهان العالم التي جسدت التضامن العربي، بين البلاد العربية والخليجية لمساندة مصر في حربها ضد الكيان الصهيوني، لما قدمه العرب من مساعدات مادية وعسكرية ودعم معنوي بمختلف أشكاله، إلى جانب الحصار الاقتصادي الذي شنه العرب ضد الدول الغربية عن طريق حظر تصدير البترول للدولة الموالية لإسرائيل وحلفائهم.
حرب أكتوبر 1973
أما بالنسبة للتضامن الشرق أوسطي فقد لعبت إيران دورا بالغ الأهمية في مساندة القيادة المصرية بالدعم البترولي وتزويد احتياطي النفط الذي تملكه مصر، المتمثل في الرئيس الراحل محمد رضا بهلوي، شاه إيران، حين طلب منه الرئيس الراحل محمد أنور السادات أن يعطيه أربعة مليون طن من البترول على مدار سنة، أرسلت إيران وقتها مركبتين محملتين بالنفط، وبعد ذلك انقطعت إمدادات إيران لمصر.
تعاون إيران مع مصر ضد إسرائيل
شاه إيران محمد رضا بهلوي
كان الاحتياطي من النفط في مصر قبل حرب أكتوبر1973م، يكفي القوات المسلحة لمدة خمسة عشر يوما بينما إن جرت معركة سينتهي هذا الاحتياطي في ساعتتين، وكانت مصر في حاجه ملحة لوجود النفط، حيث أنه إذا تمت حرب وقتها لكانت القوات المسلحة استهلكت احتياطها من البترول في ساعات وتصبح مصر كاملة لا يوجد لديها نقطة بترولية واحدة، في الوقت الذي قامت مصر بالتواصل مع قادة الدول العربية لإبلاغهم بالأمر وطلبت مساعدة وإن لم يتأخروا في تلبية نداء السادات فقد تأخروا في سرعة إرسال البترول لمصر.
حرب أكتوبر 1973
كانت ظروف الحرب التي تعيشها مصر لا تحمل صبرا ولا تأخير وكانت القيادة المصرية على عجلة من أمرها، ما جعلها تحاول بشتى الطرق أن توفر كل ما تحتاج له من أدوات الحرب، لما قام الرئيس السادات بمخاطبة الرئيس الراحل محمد بهلوي شاه إيران، استجاب له استجابة سريعة، وقام بتحويل المراكب من البحر إلى الإسكندرية، رغم أن هذه المراكب كانت مرسلة إلى أوروبا، لأنه أدرك تماما حاجة مصر إلى البترول، وعدم الاستكانة إلى الصبر لأن مصر تجهز لمعركة صعبة.
هل وقفت مساندة إيران لمصر عن البترول فقط؟
حرب أكتوبر 1973
ومسألة نفاذ النفط من المخازن المصرية وقتها سيعمل على شل حركة المجتمع، حيث أن الدبابات ستقف والمخابز وكل ما يدور بالطاقة سيعطل إذن كيف تعيش الدولة، وكيف تواجه عدوها وكيف تتغلب عليه وتنتصر؟ لقد قام شاه إيران بإرسال 600 ألف طن من البترول الذي كان في طريقه إلى أوروبا على الفور من لحظة أن حدثه السادات.
ولم تقف الإمدادات الإيرانية لمصر في حرب أكتوبر عند هذا الحد بل قال شاه إيران للرئيس السادات إيران في خدمة مصر، ومستعدة أن ترسل كل ما تحتاجه مصر من البترول في حربها ضد العدو الإسرائيلي، وبعد عامين من فتح قناة السويس كانت إيران تقدم لمصر 500 مليون دولار في العام من أجل فتح مشروعات البترول، لاسيما بعد أن نجحت مصر في فض الاشتباك الأول والثاني إضافة إلى استرداد جزءا من منافذ البترول التي تمتلكها مصر، وكانت يستحوذ عليه العدو الإسرائيلي عقب احتلاله لشبه جزيرة سيناء.
نتائج الدعم الإيراني لمصر خلال حرب أكتوبر
جنود حرب أكتوبر 1973
تمكنت مصر بفضل المساعدات المتتالية التي كانت تقدمها إيران لمصر بصفة مستمرة، إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي، الذي جعلها تستهلك الكميات التي تحتاجها، بل والتصدير من البترول، وكانت مصر وقتها تستهلك 12 مليون طن من البترول، في حين أن مصر كانت تستخرج 15 مليون طن من البترول، وبهذا فهنا فائض بترولي يقدر بثلاثة ملايين طنا.
الرئيس الراحل محمد أنور السادات
وشرعت مصر إلى تنفيذ خطط البحث عن المنابع البترولية، وتنفيذ مشاريع قناة السويس في الوقت الذي كانت مصر تخطو خطوة قوية نحو الصناعات، فالغاز الذي تم اكتشافه في أبوقير تم بناء مصنع السماد عليه، الذي كلن يعد من مفاخر المصانع التي بنيت في تلك الفترة بالشراكة مع ألمانيا الغربية، وبنيت مصر أيضا في طلخا على أنقاض غاز أبوماضي، وقد وصل غاز أبوالغارديق عندها إلى القاهرة الكبرى، وغاز الإسكندرية نفذت عليه مصر مصنعا للسماد بالتعاون مع اليابان، حتى تمكنت مصر في تلك الآونة من تصدير السماد.