خط بارليف الأسطورة التي ركلها الجيش المصري بقدمه
الثلاثاء 09/أكتوبر/2018 - 12:01 ص
شيماء اليوسف
طباعة
إن اجتياح المصريين خط بارليف، جعل الأمة العربية بكاملها تنفض عن نفسها آثار المهانة التي تحملت آلامها منذ 1967، هكذا كتبت مجلة دير شيبجيل الألمانية الغربية، في الحادي عشر من أكتوبر1973م، بعد أن قام الجيش المصري بتدمير خط بارليف المنيع، أعتبر المحللين العسكريين أن خط بارليف، يعد أقوى خط دفاعي في التاريخ، ورغم التجهيزات الحصينة التي نفذت فيه إلا أن الجيش المصري دمره بخرطوم مياه.
ومن الهول الإعلامي الذي بثه الإعلام الصهيوني عن خط بارليف والاستعدادات الإسرائيلية التي حصنت إسرائيل نفسها بها والتي لا يمكن للجيش المصري أن يواجهها، دفعت بوزير الخارجية الأمريكي "هنري كسيجنير، أن يخاطب الرئيس السادات قائلا:" نـصـيحـتـي للـــســـــادات أن يـكـــــون واقـعيــا.. فنـحن نـعيـش يف عـــــالــم الـــــواقع وال نـستـطيع أن نبـني شيـئا علي الأماني والتخيلات والـواقـع أنكم مهـزومـون فلا تـطـلبــوا مــا يـطلـبه أملا للانتصار ولابد أن تكون، هنـاك بـعض الـتنـازلات مــن جـــــانــبـكــم حتى تــسـتــطـيع أمــــريكـــا أن تسـاعدكـم".
كيف كان يرى الغرب خط بارليف
تحطيم خط بارليف
بل اعتبر أن المصريون قبل أن يخوضوا الحرب مهزومون، مستنكرا من الشروط التي يمليها الرئيس السادات على الجانب الإسرائيلي، وقد دارت أراء عديدة حول الأسطورة الخارقة، التي وضعها القائد العسكري الإسرائيلي حاييم بارليف، والذي سم الخط باسمه، لكونه صاحب فكرة إنشائه وقد امتدد بطول قناة السويس نحو عمق وصل ل12 كم داخل شبه جزيرة سيناء.
خط بارليف
وقد تكون خط بارليف من ثلاثة أقسام، الأول امتدد على طول الضفة الشرقية، للقناة على بعد مسافة تقدر بنحو ثلاثة إلى خمسة كم، بينما القسم أو الخط الثاني لبارليف اعتمد تكوينه على التجهيزات الهندسية ومرابض الدبابات والمدفعية، إلى جانب القسم الثالث الذي توازى تماما مع الخطين الأول والثاني وقد ضم التجهيزات والاحتياطات الهندسية من الوحدات المدفعية والمدرعات وبلغ طول الخط نحو مائة وسبعين كم على طول قناة السويس.
كان يتراوح عرض المانع المائي بين 180و200 متر تكسو أجنابها الحجارة والدبش التي تمنع انهيار الأتربة والرمال إلى القاع، وهذا بدوره يجعل من الصعب على إي دبابة برمائية من السير على هذا المانع المائي إلا بعد أن يتم نسف أكتاف الشاطئ، وتجهيز ما يمكن للمركبة المائية من عملية النزول.
الساتر الترابي لخط بارليف
معركة العاشر من رمضان
إلى جانب المانع المائي الذي أنشأ على قناة السويس، أنشأ العدو الإسرائيلي السد الترابي الذي بلغ امتداده على طول عشرين مترا وعمل الإسرائيليون على تعليته وزحزحته إلى القناة، بالإضافة إلى خط الدفاع، الذي كان يتكون من 35 حصنا، تتراوح المسافة بين كلا منها ما بين كيلو متر في الاتجاهات المهمة وخمسة كيلو متر في الاتجاهات غير المهمة على طول القناة.
وقد ضم خط بارليف أربعة وعشرين ملجأ وحصنت بناياته بالأسمنت المسلح والكتل الخراسانية، كما ضم قرابة اثنين وعشرين موقعا دفاعيا، وفوق ما يزيد عن ست وعشرين دشمة خاصة فقط بالرشاشات، وخمسة عشرا نطاقا من الأسلحة الشائكة إضافة إلى مناطق خاصة بالألغام ومرابض للدبابات والهاونات وطوابق للغوص في باطن الأرض،و قد تغطى سطح الخط بساتر ناري أي أنه إذا فكر أحد بالعبور على خط بارليف اشتعل ومات محروقا.
تدمير خط بارليف
حرب أكتوبر 1973
وفي حلقات نارية تتصل الدشم ببعضها بواسطة خنادق عميقة ولها فتحات خاصة بالأسلحة سواء المدفعية أو الدبابات إلى جانب أن خط بارليف جميع المواقع والنقاط به زودت بحلقات اتصالية تسمح لكل نقطة أن تتصل بالأشخاص في النقطة المجاورة لها، إضافة إلى الاتصال بالقادة في إسرائيل، كما مكنت هذه النقاط من تواصل الجنود الإسرائيليين بأصدقائهم خارج الخط.
حرب أكتوبر 1973
لكن.. كل هذه المواقع والموانع لم تكف لتبعث الطمأنينة في نفوس الإسرائيليين والرهبة في نفوس أعدائهم ولما استقروا على فكرة النيران المشتعلة فوق سطح الماء لكي تحرق كل من يحاول عبور القناة، ورغم كل تلك التجهيزات استطاع الجيش المصري تدميره بواسطة استخدام المياه في فتح الساتر الترابي تمهيدا للعبور وكان صاحب هذه الفكرة، اللواء المهندس باقي يوسف زكي.