" بوابة المواطن " تخترق وكر أطفال التسول في البحيرة
الخميس 18/أكتوبر/2018 - 09:00 م
محمد وجيه
طباعة
انتشار أطفال الشوارع " المتسولين " أصبحت ظاهرة تجتاح مدن ومراكز محافظة البحيرة، منتشرين في الأسواق وإشارات المرور ومحطات القطارات، هؤلاء الأطفال حرموا من أبسط حقوقهم، تسربوا من المدارس والتعليم لعدم قدرة أسرهم على سداد مصروفاتهم الدراسية،الأمر الذي أدى بهم إلى النزول للشوارع، فتجد الأطفال ماسحي زجاج السيارات عن إشارة مرور سينما النصر الصيفي اشهر إشارات المرور بدمنهور وعلي جانب الأرصفة يستجدون عطف المارة من المواطنين، هؤلاء الأطفال تم تجنيدهم من قبل مقاولين يديرون مئات الأطفال من المتسولين والتي تتراوح عمرهم من 3 سنوات حتى 14 سنة، تم إجبارهم على التسول وفرض الإتاوات من قبل مافيا التسول الذين يحصدون ملايين الجنيهات حتى أصبحت مهنة التسول مهنة لهولاء الأطفال لا يعرفون غيرها بل أصبحت مهنة التسول لها قواعدها وأصولها ومواعيدها الثابتة.
بوابة المواطن تخترق وكر أطفال الشوارع " المتسولين "
على أرض الواقع اخترقت " بوابة المواطن " أطفال الشوارع " المتسولين " ، فـ عند إشارة مرور سينما النصر الصيفي بدمنهور ينتشر المتسولين ماسحي زجاج السيارات تراهم يرددون دائما " ربنا يخليلك عيالك، ربنا ينجح مقاصدك، ربنا يديك ".
بوابة المواطن تلتقي بـ أطفال الشوارع " المتسولين "
" غادة " طفلة صغيرة لا تعرف عمرها ولكنه يتراوح من ثلاثة إلى عشرة سنوات، تقول أبي منفصل عن أمي ومتزوج بأخرى، وأمي تعمل في التسول ولكن في أماكن آخرى لا اعرفها، وأقف في هذه الإشارة منذ سنتين واعمل بها من الصباح حتي الخامسة مساءً اقوم باستعطاف قائدي السيارات الواقفة في الإشارة فـ خلال دقيقة واحدة وهي مدة وقوف السيارات أقوم بالدوران حول سبعة سيارات.
أطفال الشوارع " المتسولين ": اليوم بـ 50 جنيه
وتضيف " غادة " انها تحصل من خلال ذلك على 50 جنيها، ويأتي الشخص المسؤول عني "لا تريد ذكر اسمه" ،ويأخذ منها ما احصل عليه ويعطيني نسبة من هذا المال، وقالت غادة " نفسي اطلع شهادة ميلاد " وأثبت اسمي لانه لا يوجد أي إثبات لي.
إشارة المرور ملاذي الوحيد
ويقول " احمد " عمري 18 عام ولي سبعة اخوات، ترتيبي الثالث بينهم ووالدي متوفي وامي لا تعمل وكنت بالمدرسة في سن صغير، و لكن أهلي لم يتمكنوا من توفير نفقات المدرسة، وكنت دائما اهرب من مدرستي بسبب عدم وجود كراسات وأدوات المدرسة حتى فصلوني من المدرسة، وأصبحت كل يوم اخرج الى الشارع واتخذت من إشارة مرور سينما النصر ملاذا ومأوى لي.
ويستطرد " أحمد " ويقول اقوم بمسح زجاج السيارات في الإشارة، ودائما قائدي السيارات يعطفون علي لاني مصاب بكسر في فخد قدمي يعوقني علي الحركة، واستطعت في وقت صغير أن أجمع مبلغ من المال واشتريت به عربة " كارو " استخدامها في جمع الكراتين من الشوارع، وأقوم ببيعها لتاجر، ولكن اخي الكبير قام بضربي واحدث الإصابة بقدمي وأخذ العربة مني بالقوة وقام ببيعها لكي يستطيع أن يشتري " المخدرات والهيروين " فهو يتعاطى هذه الأشياء، وقمت بالرجوع إلى الشارع مرة أخري وبنفس إشارة المرور امسح السيارات واخر اليوم اجد الرصيف لكي انام علية انا وزملائي ويأتي المسؤول عنا وهو الذي وضعني في هذا الإشارة يأخذ المال ويعطيني نسبة منه.
وطالب " أحمد " المسؤولين في مساعدته وتركيب شرائح ومسامير طبية في قدمه لكي يستطيع الحركة وان يجد شغل يبعد منه عن التسول.
معنديش مكان غير الشارع
و في الرصيف المقابل لاشارة المرور تقول " سماح " امرأة لا تعرف عمرها ولا تجيد القراءة والكتابة وواحدة من المتسولين الذين يتجولون في المكان، توفي زوجي منذ 3 سنوات تاركا لي 6 اولاد صغار ولا يجد من يعني علي تربيتهم، وكان زوجي دائم السلف والدين لصرف هذه المبالغ على الكيف " المخدرات " فكان يأخذ الأدوات الكهربائية من المحلات بالقسط ويوقع لاصحاب المحلات شيكات، وكنت أنا الضامن له ثم يأخذ هذه الأدوات ويقوم ببيعها مقابل مبالغ مالية بسيطة، وحينما توفي زوجي طالب أصحاب المحلات بالمبالغ المالية، وأقاموا دعوى قضائية أمام المحاكم ضد زوجي وضدي.
التسول هو مصدر رزقي الوحيد
وتضيف " سماح " حكمت المحكمة بسجني 3 شهور وقمت بتنفيذ الحكم الصادر ضدي، ولم أجد مأوى لاولادي إلا الشارع وإشارات المرور ومحطات القطارات، وبعد خروجي من السجن استأجرت شقة بمبلغ 250جنيها ولم اجد دخلا لي سوى التسول انا واولادي في إشارة المرور، أجبرت اولادي على عمل ورديات على إشارة المرور لكي اجد دخل استند عليه، فعند توقف السيارات عند الإشارة اختار السيارات الفاخرة ويتوجهون الأطفال إليها لمسح زجاجها واستعطاف ركابها واستعطاف المارة بالطريق بكلمات وعبارات تجعل المارة يمنحون أموالهم للاطفال برضا كامل.
وتتساءل " بوابة المواطن " عدة تساؤلات لابد من الإجابة عليها
1 -ما مصير هؤلاء الأطفال من المستقبل ومن يحمي هؤلاء الأطفال من الشوارع ؟
2- من يحمي هذه المرأة وأولادها من التشرد والاستغلال ؟
3- هل سيظل المجتمع يظلم في الأطفال فظلمهم مرة بطردهم الى الشارع ومرة أخرى بالتعامل معهم على أنهم قلة منحرفة.