حقيقة تنظيم فرسان المعبد.. كيف استغلوا المسيحية من أجل الهيكل
الأحد 21/أكتوبر/2018 - 09:02 م
شيماء اليوسف
طباعة
مثل تنظيم فرسان المعبد واحد من أكبر وأقوى التنظيمات العسكرية المسيحية، وقد بلغ ثرائهم ونفوذهم عنان السماء، حيث وصلت قوتهم إلى السيطرة على الاقتصاد المسيحي العالمي، وقد استمر نشاطهم خلال العصور الوسطى قرابة قرنين من الزمان، ازداد نفوذ التنظيم بعد أن قامت الكنيسة الكاثوليكية بالتصديق على التنظيم خلال عام 1129م.
نجح تنظيم فرسان المعبد في تثبيت أقدامه بالمشاركة العسكرية مع الحملات الصليبية معتمدين على بنيتهم الاقتصادية التي شملت جميع أنحاء العالم المسيحي حبث استطاعوا أن يضعوا اللبنات الأولية لنظام المصارف والبنوك، ومثلت هذه اللبنات ابتكارا في الطرق المالية التي مكنتهم من إقامة حصون في مختلف البلاد الأوروبية، وبسقوط الحملات الصليبية في فلسطين تعرض التنظيم لخسارة كبيرة هدت عقر داره.
كيف نجح تنظيم فرسان المعبد في خداع المسيحيون
تنظيم فرسان المعبد
كانت هزيمة الحملات الصليبية بمثابة نهاية لتنظيم فرسان المعبد، حيث دارت حولهم الأقاويل وكشفت علاقاتهم السرية بالماسونية والمحافل الصهيونية الأمر الذي أشاع الريبة حولهم، وفي 1307م، اعتقل العديد من أعضاء التنظيم في فرنسا حبث كان الملك فيليب الرابع ينتقم منهم أثر الخسائر المالية التي تعرض لها بسببهم إلى جانب الديون التي تراكمت عليه.
تعرض أعضاء تنظيم فرسان المعبد للتعذيب وأكرهوا على تقديم إعترافات معينة حتى يتم انتهاء مصيرهم بالإعدام، تمهيدا لحل التنظيم الذي حدث في 1312م، بواسطة البابا كلمينت الخامس، الذي قام بالضغط عليه الملك فيليب ليكمل سلسلة انتقاماته، أسفرت هذه الانتقامات إلى اختفاء شريحة لها ثقلها في المجتمع الأوروبي.
شعار فرسان المعبد
استغل تنظيم فرسان المعبد المعروف باسم فرسان الهيكل تهافت الحجاج المسيحيون على زيارة الأراضي المقدسة على الرغم من وضع القدس تحت قيادة الاحتلال الصليبي واحكام قبضتهم على الأمور في القدس، وقد ضجت الطرق في تلك الأراضي بقطاع الطرق الذين كانوا يقتلون الحجاج وفودا تلو الأخرى، منها جاءت الفكرة، ودخل فرسان المعبد فلسطين بحجة حماية الحجاج المسيحين، أثناء عبورهم الساحل عبر مدينة يافا إلى القدس.
دخول فرسان المعبد فلسطين
تنظيم فرسان المعبد
وبحسب دراسات تاريخية أكد البعض أن فرسان المعبد دخلوا فلسطين بغرض الاستيلاء على الكتب التي تركها النبي سليمان عليه السلام والتي تتناول السحر وطرق تحضير الجن، وما يبرر ذلك أن جيل فرسان المعبد كانوا يقدسون أنقاض معبد سليمان الذي كان يشير الصليبيين إليه بأنه المسجد الأقصى بني على أنقاض المعبد، ومن هنا وقد اطلق على فرسان المعبد اسم "فرسان الهيكل" نسبة إلى هيكل سليمان المزعوم، و منه وسم التنظيم نفسه بالجنود الفقراء للمسيح ومعبد سليمان.
وتشير العديد من دراسات علم الاسكتولوجي " علم يبحث في ظواهر أخر الزمان" ، أن الحرب العالمية الثالثة تنتهي بهدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل المزعزم وأن الأشخاص المسمون بفرسان المعبد قاوا بسرقة كتب سليمان وقاموا بنشر أعمال السحر حول العالم غير وأسسوا فيما بعد جماعة " عبدة أبليس" الذين يعبدون الشيطان.
هزيمة الحملات الصليبية و انهيار تنظيم فرسان المعبد
رسم تعبيري للشيطان
تعرض تنظيم فرسان المعبد للفقر المدقق الذي بدأ بتسعة أشخاص، لاسيما بعد سقوط الحملات الصليبية على يد صلاح الدين الأيوبي الذي قام بتحرير الأقصى، ونظرا للمكانة التي يتميزون بها في العالم المسيحي والصوت المسموع في الكنيسة، سارع برنارد أحد أبرز الرموز القيادية في الكنيسة، بدعم التنظيم وأوضح كتاب "في مدح تنظيم الفروسية الجديد" تغير مسار التنظيم بعد الامدادات المادية التي حصل عليها واتجه إلى الوجه الإنساني الديني وهو رعاية الأعمال الخيرية في العالم المسيحي.
تنظيم فرسان المعبد
انقلبت الأحداث على رأس فرسان المعبد عندما توحد العالم الإسلامي يقودهم صلاح الديني الأيوبي، خلال القرن الثاني عشر، وبرزت في تلك الآونة العداوة والعنصرية والتفرقة بين التنظيمات العسكرية المسيحية من جهة وبين الطوائف المسيحية حول الأراضي المقدسة من جهة أخرى ممما عمل على اندلاع الخلاف لسنوات عديدة بين فرسان المعبد والطوائف المسيحية وكذلك التنظيمات العسكرية، اسفرت كل هذه الخلافات إلى تفتت المسيحيين سياسيا وعسكريا.
تنظيم فرسان المعبد
زادت أوضاع تنظيم فرسان المعبد سوءا بعد الكعارض التي خسر فيها قبال صلاح الدين وجيشه، مما أثر على قوتهم العسكرية والتي أسفرت عن تراجع وانحسار التمويل المادي للتنظيم بعد انحسار جهوده ونشاطه في العالم المسيحي، وتقلص دوره المحلي والعالمي حتى انتهى تماما.