ماذا تفعل عندما تشعر بألم في أسنانك أو أسفل ظهرك أو مفاصلك أو بالعمود الفقري ،أو بألم مصحوب بتنميل بالاطراف أو غيره ؟ هل يوجد لديك مسكن ثابت تتناوله مباشرة دون استشارة طبيب ؟ أم أنك تسأل أحد ممن حولك ؟ هل تذهب لصيدليتك المجاورة وهل يوجد بها صيدلي أم لا ؟ أم أنك تصحب نفسك في زيارة للمستشفى ؟ أو تفضل عمل جولة بحثية عن علاج لحالتك عبر الإنترنت ؟ هل تسطيع تشخيص حالتك ؟ هل بإمكانك التفريق بين الصداع العادي والنصفي وبين الشد العضلي والتمزق أو الانزلاق الغضروفي أو أي إصابة في العصب ؟ هل تتمكن من معرفة طبيعة مشكلتك الصحية أتشتكي من الضغط مثلًا أو القلب أو الربو أو قرحة بالمعدة أو الأمعاء أو أي أمراض أخرى ؟ هل يتناسب سنك مع المسكن الذي تتناوله ؟ هل تعتقد أن الإفراط في تناول العقاقير أمر بسيط ولا داع للقلق ؟
تعالى معي لنتناقش في مسألة المسكنات وخطورة تناولها ؛ أولًا معنى الألم وكيفية قياسه وأنواعه فيمكن تقسيم الألم حسب شدته إلى: 1. ألم حاد بيبدأ بصورة مفاجئة يحدث بسبب تعرض الأنسجة لضرر حاد مثل الحروق أو الجروح أو ما شابه. 2. ألم مزمن مستمر مثل الآم الأمراض المزمنة كالأورام السرطانية وغيرها مما يدخل المريض في حالة اكتئاب وانكسار وميل إلى العزلة. الألم حسب منشأه ل:- 1. ألم عضوي وهو الألم الذي نشعر به نتيجة حدوث ضرر على أنسجة الجسم وينتج عن تحفيز مباشر للمستقبلات الكيميائية أو الحرارية مما يؤدي إلى الشعور بالألم الحاد. 2. ألم عصبي ويحدث بسبب إصابة الأعصاب بضرر ويشعر المريض بألم كالوخز أو الخدران أو الحرق أو كصدمة الكهرباء. نصل إلى المسكنات وتنقسم لعدة أقسام بحسب مكان تأثيرها وهي كالآتي: " باراسيتامول - بنادول "وهو أقل المسكنات تأثيرا سلبيًا علي المعدة أو الأثار الجانبية بشكل عام هي مجموعة الباراسيتامول " paracetamol " ومع ذلك الجرعات الزائدة منها تؤدي إلى تلف الكبد والكلي.
ويعتبر أحد المسكنات الضعيفة لأنه غير مضاد للالتهاب وليس له تأثير في العلاج فهو ببساطة يوقف إحساس الجسم بالألم بتعطيل " prostaglandins " وأقصى جرعه تقي من شره 4 جرام يعني لو أنك تناولت قرص 500 مليجرام من المسموح لك بتناول حتى 8 أقراص في اليوم وكلما قلت الجرعه وقلت فترة العلاج سيكون أقل خطرًا أما في حالات الأطفال والرضع الجرعه من عمر (1 شهر وحتى 12 عام ) 15 ميليجرام من الباراسيتامول لكل 1 كيلوجرام من وزن الطفل كل 4 ألى 6 ساعات بحسب الحاجة – وبحد أقصى أربع جرعات فى اليوم. عليك التعامل بحرص شديد مع الأدوية وعدم تجاوز الجرعات الموصى بها، وأنصح بشدة أن لا يتم تحسب جرعة الباراسيتامول الخاصة بطفل أو رضيع إلا من أهل الإختصاص، لأن أجسام الأطفال بشكل عام والرضع بشكل خاص سهلة التأثر بالأدوية وأثارها الجانبية، لذلك كانت معرفة الجرعة الصحيحة وعدم تجاوزها من الأمور الهامة للمحافظة على صحة الأطفال والرضع زيادة الدواء عن الجرعات المحددة لا يزيد مفعول العلاج ولكن سيجعل الأعراض الجانبية اقوي وأكثر ظهورًا وقد يؤدي للتسمم والوفاة.
يأتي دور المسكنات من عائلة ال " NSAID's " تعتبر مسكنات للألم ومضادة للالتهابات وهي تعالج فقط وفي الوقت الذي تقوم فيه بعملية العلاج تعطل انزيم " cox -1 " الذي يحمي جدار المعدة، مما يؤدي إلى قرحة المعدة ونزيفها وحدوث حموضه عالية وارتجاع لكن ليس هذا الخطر الاوحد ! بل تؤدي إلى الإصابة بالفشل القلبي إذا استمر الإنسان في إستخدامها لفترات طويلة ومنها ( يكلوفين، وفولتارين، والتروفين، وبروفين،و اندوميثاسين، وكيتورولاك، وكيتولاك، ونابروكسين، ونيميسولايد، وسوليد،و بايروكسيكام، وايتوريكوكسيب،و رونيكوكسيب ). إن مشكلات المرضى الذين عانوا من الإصابة بالجلطات، جاءت بسبب اضطرارهم إلى تناول " الأسبرين " وهو من أكثر الأدوية خطرًا على المعدة وهو ممنوع للأطفال أقل من 16 سنة لأنه أحد مسببات مرض متلازمة راي " Reye's Syndrome " وقد يصل في بعض الحالات إلى عمل خلل قاتل في الكبد وتلفًا دماغيًا دائمًا وهو أيضًا يؤدي إلى زيادة خطورة الإصابة بالفشل الكلوي، مما تحبس السوائل في الجسم ؛ وقد تم متابعة حالات من الاستسقاء " edema" وهي تحفز الكلى على الاحتفاظ بالصوديوم مما يخفض وظائفها. هل نمتنع عن المسكنات ؟ بالطبع لا ولكن الحد من تناولها يبطل مخاطرها فعلينا الإلتزام بالجرعة المصرح بها ومن الواجب عدم الخجلان من الطبيب، فليس على المريض حرج ومن الأفضل تناول المسكنات بعد الأكل أو شرب الحليب للحفاظ على المعدة، وعلى شارب الكحوليات الامتناع تماما عن تناول المسكنات لأن ذلك سيضمن له الإصابة بنزيف معوي وعلى مريض( الفشل الكلوي والضغط والقلب وقرح المعدة ) تناول " البنادول والسيتال والباراسيتامول " لأنهم أكثر تناسبًا مع حالته الصحية.