تأتى الرياح دائمًا بما لاتشتهى السفن، هكذا هو حال الجمهور الأهلاوي بعد ضياع لقب دوري أبطال أفريقيا لصالح الترجي التونسى، خسارة الأهلى المباراة واللقب لم يكن مجرد خسارة مباراة أو بطولة ولكنه أنذار شديد اللهجة لمجلس إدارة القلعة الحمراء بضرورة تدعيم الفريق بصفقات سوبر وإجراء ثورة تصحيح داخل قطاع الكرة بالأهلى.
لاتصدق من يحاول إيجاد تحميل هذه الهزيمة الكارثية للأجواء المشحونة التى شهدتها تونس فلم تكن السبب فى ضياع اللقب الأفريقيى هذا الكلام عار تماما من الصح، فى السطور التالية كل ماحدث فى تونس يوم المباراة أثناء مصاحبتى لبعثة النادى الأهلى، فواجبى الإعلامي وكونى محبا ومخلصا لهذا الوطن وسعيًا دئمًا أن تنهض الرياضة به فى كل الأندية وليس الأهلى فقط يحتمى علي أن أنقل ماشاهدته بكل أمانة ووضحوح ليعرف المسؤولين بالقلعة الحمراء والجماهير الأهلاوية أوجه القصور ومتابعتها.
فى البداية وصلت البثعة الإعلامية الى تونس فى تمام الساعة 12 ظهرًا وكان على متن الطائرة وزير الشباب والرياضة الدكتور أشرف صبحي، ولاعبى الأهلى مؤمن زكريا وأحمد فتحى وهشام محمد وعضوي مجلس الإدارة المهندس إبراهيم الكفراوي وجوهر نبيل، وكان فى استقبال الطائرة السفير نبيل حبشى وطمأن البعثة أنها مؤمنة على أعلى مستوى منذ دخولها تونس حتى مغادرتها، وطالب الجمهور بضبط النفس وعدم استفزاز الجانب التونسي.
تحركنا من المطار فى حراسة أمنية مشددة إلى فندق الإقامة وبعد تناول وجبة الغداء، كان غير مسموح لنا بمغادرة الفندق والتجول فالشوارع لإحتياطات أمنية، ولكن اضطريت للخروج منفردا لشراء شريحة إنترنت، واثناء استقلالى "تاكسى" تحدث مع السائق ثم وصلت لمركز الخدمة وتحدثت مع العملاء التوانسة المنتظرين، وعلمت أن سبب الأجواء المشحونة بتونس، هو شعور الجمهور التونسي أن فريقهم تعرض لظلم تحكيمي كبير فى مباراة الذهاب، وأن الجانب المصري تعمد أن يكون المدرج المخصص لجمهور الترجي تحت مدرج الأهلى حتى يتم الاعتداء عليهم، رجعت للفندق مرة أخرى، وانتظرنا حافلة النادى الأهلى حتى تمر علينا حيث كان مقرر لنا أن نتحرك جميعا فى وقت واحد لسهولة التأمين وبالفعل تحركنا فى تمام الخامسة مساءًا بتوقيت تونس من أمام الفندق بعد وصول حافلة النادى الأهلى ومن خلفها حافلة الإعلاميين ثم حافلة الجمهور، وسط تأمين مشدد من الشرطة التونسية، وتم إغلاق جميع الطرق التى نمر منها ولم تتوقف البعثة المصرية فى أى مكان لدرجة أنه تم تلاقى حافلة الترجى مع حافلة الأهلى فى أحد النقاط المرورية، ولكن الأمن أوقف حافلة الترجى حتى مرورنا.
اقتربنا من الاستاد وهنا بدأت تظهربعض جماهير النادى الترجى فى شكل تجمعات قليلة جدا لاتتعدى 10 افراد فى كل مجموعة، يبدو أنهم أصدقاء ذاهبين للاستاد فعندما يروا ويعلموا أن هذه هى البعثة المصرية من خلال التأمين وسيارات الشرطة يتوقفو على جانب الطريق ويقذفوا الأتوبيسات بالحجارة، ولكن الأمن كان يتعامل معهم سريعا.
تسبب أحد الجماهير فى إصابة لاعب الأهلى فى وجه بعد قذف"أتوبيس" الأهلى بالحجارة، وتسببت فى إصابة اللاعب وحاجته إلى 8 غرز، وصلنا للاستاد ودخل فريق الأهلى، وتأخر الجمهور فى ىالدخول لإجراءات التفتيش، إلى هنا انتهت كل الأجواء داخل الملعب وبدأنا الأجواء داخل الملعب، تشجيع جنوني لجماهير الترجى لفريق قبل بداية المباراة حتى نهايتها، لكن الغريب أننا انتظرنا كمصريين أن نرى الأهلى فى الملعب ولكن للأسف لم يحضر، تفوق كاسح للاعبى الترجي طوال المباراة، ولم يكن يوم الأهلى من الناحية الفنية قدم أسوأ أداء له فى أخر 10 سنوات، ولم يظهر أى لاعب بمستواه الفني، وهذه المباراة كشفت بشكل كبير للغاية أن إدارة الأهلى مطالبة بالاستغناء عن 10 لاعبين على الأقل والتعاقد مع صفقات سوبر مهما تكلفت خزينة النادى، عودة رمضان صبحى وأحمد حجازى ومحمود تريزيجة ضرورى، تدعيم الفريق بصفقات أخرى لاتقل فى المستوى هذا مايحتاجه الأن إذا كان يريد أن يعود بطلًا لأفريقيا.