الحي العربي في باريس لماذا أصابته لعنة السمعة السيئة ؟
الإثنين 12/نوفمبر/2018 - 06:21 م
شيماء اليوسف
طباعة
يقولون عن الحي العربي في باريس نهاره تجارة موازية وعنف وليله جرائم، وإن دخلته ثم خرجت سالما فقد ولدت من جديد، وهي الصورة التي تقدم للزائرين حينما يسألون عن باربيس الحي العربي في باريس، وتثار حوله شائعات العنف وبالرغم من ذلك يلاحق الشباب هناك العديد من المشكلات التي يقف على رأسها البطالة، وغيرهم يريدون تسوية لهم في هذا البلد الأوروبي.
كيف يعيش المهاجرين داخل الحي العربي في باريس؟
الحي العربي في باريس
يتمركز الشباب داخل الحي العربي في باريس، بالعشرات في زوايا وأزقة باربيس، حيث يبيعون السجائر والإلكترونيات، هم لا ينكرون أن هذه التجارة ممنوعة لكن ليست بالنسبة لهم إلا نتيجة لوضعهم المؤسف الذي يعيشون على متنه منذ سنوات، تبدأ مأساويات هؤلاء الشباب من أرجاء العنف والبطالة، ويتفشى العنف عندما يغيب الحوار أو إمكانية الحوار.
ينتمي العرب الذين يعيشون داخل الحي العربي في باريس إلى الجيل الثاني من المهاجرين، وتعد الوسيلة الوحيدة للخروج بهؤلاء الشباب من ذلك الوضع أن يتم دمجهم في المجتمع الفرنسي عبر العمل وعبر التعليم، وهي ظاهرة تقوم الطبقة السياسية الفرنسية بالالتفاف حولها للحد منها ولمجابهة تعدياتها.
الحي العربي في باريس
الجهة الأخرى من الحري العربي في باريس، شباب عرب يرفضون الاتهامات التي ألصقها البعض بسكان الحي الثامن عشر الذي يتجمع فيه العرب والمهاجرين في باريس، مؤكدين أن الحي العربي مثله مثل أي حي فرنسي أخر وبما يتضمنه من جنسيات مختلفة يعد نموذج ملموس لترحيب الفرنسيين بالأخر، يقع الحي العربي في العاصمة الفرنسية باريس وهو أكثر الأحياء المثيرة للجدل.
الحي العربي في باريس
يقع الحي العربي في باريس بالقرب من مركز باريس الحضاري والسياحي، وبالرغم من وجود الحي داخل منطقة حيوية، إلا أنه مصاب بالسمعة السيئة وقد أرجع البعض هذه السمعة إلى وجود العديد من العرب والجنسيات الأخرى داخله إلى جانب كونه يتميز بكثافة سكانية عالية، البعض الأخر أرجع سبب السمعة السيئة التي ارتبط بها الحي تعود إلى العدد الكبير من المهاجرين غير الشرعيين، والذين يلجأ بعضهم إلى التزوير حتى يتمكنوا من العيش بفرنسا، نظرا للظروف السيئة في أوطانهم.
الحي العربي في باريس
اعتبر العديد من الأشخاص أن الحي العربي في باريس مركزا للتعصب وقد خرج منه أشخاص اصطلح على تسميتهم خطأ إسلاميين قد قاموا بأعمال عدائية، إلى جانب تزايد عمليات السرقة التي قد يتعرض لها العابرين في ذلك الحي، ولأن الحي يبعد مسافة دقيقة من محطة المترو، فإنه بمجرد الوصول إلى حي الثامن عشر ترى وجوه متباينة حيث يقف بالزاوية شاب يمسك بعلبة سجائر ويعرضها على المارين صارخا بالعربية " ماربلورو .. ماربلورو" وغيره يحاول استيقاف الناس ليعرض عليهم خواتم ذهبية.
الحي العربي في باريس
يباع الشباب داخل الحي العربي في باريس الذرة الشامية التي تقلب على قطع الفحم الملتهبة وهي ليست في الأساس وسيلة للحث عن لقمة العيش الشريفة بل هي محاولة ستار للنصب في جوانب أخرى، ويتقن هذه العمليات من النصب الهنود، المظاهر التي توجد داخل الحي العربي في باريس تجعلك فعليا تشعر أنك داخل بلد عربي، فهناك العديد من المحال التجارية الشعبية التي يملكها ويديرها عرب، الملامح نفسها عربية حتى القفاطين المغربية المتناثرة داخل الحي تشعرك بالعروبة هناك.
الحي العربي في باريس
تختلف الجنسيات داخل الحي العربي في باريس ولا تقف عند حد العرب هناك فالنظر إلى الشوارع الجانبية من الحي يوجد الكثير من المطاعم التي يديرها أتراك، أصناف الأكل تركية الملامح تركية اللكنات التي يتحدث بها الشباب تركية أيضا، غير أنها هناك العديد من المحالات التجارية داخل الحي الثامن عشر تبيع الملابس والأحذية بأسعار مخفضة وتعد هذه المحال من أشهر المحال التجارية داخل الحي.
الحي العربي في باريس
يتعامل الفرنسيون بشكل طبيعي من الأفارقة والعرب الذين يعيشون داخل الحي العربي في باريس، وأكثر العاملين في هذا الحي من المغرب العربي كالجزائر وتونس، وهم يعملون في مجال الجزارة هناك والغريب أنه من النادر أن تجد شابا مصريا يعمل في محالات الجزارة، تمثل الأحياء الشعبية روح أي بلد لذلك يرفض العديد من المهاجرين لصق السمعة السيئة بالحي، كما أن البعض الأخر لا يقبلون الاندماج بالمجتمع الفرنسي.