نبع الحمراء .. البقعة المنسية في خريطة السياحة العلاجية بمنطقة وادي النطروان

الثلاثاء 13/نوفمبر/2018 - 01:00 م

محمد وجيه

تميز محافظة البحيرة بموقع جغرافى متميز، وضعها على خريطة السياحة الدينية و العلاجية الاستشفائية وتعتبر نبع الحمراء بمدينة وادى النطرون أحد مقاصد السياحة العلاجية التى تحتاج إلى خطة للترويج عنها واستقطاب العديد من المرضى للعلاج بها خاصة وأن فوائدها العلاجية والنتائج التي حققتها إيجابية بنسبة 100% .

وتتضمن السياحة العلاجية بمدينة وادي النطرون بحيرة نبع الحمراء حيث تحتضن الصحراء القاحلة بحيرة من المياه شديدة الملوحة وفى منتصف هذه البحيرة تنفجر عين يتدفق منها ينبوع يسمى ينبوع مريم، وهو النبع الذى يقال أنه تفجر أثناء عبور السيدة مريم وابنها المسيح خلال رحلة العائلة المقدسة إلى مصر، ومن هنا اكتسبت المنطقة قيمتها التاريخية والدينية.

يعتبر ينبوع مريم من أحلى المياه طعما وأكثرها صحة وذات قدرة خارقة في شفاء الأمراض الجلدية ونتيجة لانسياب هذه المياه الحلوة على تلك البقعة الشديدة الملوحة تتكون لوحة متدرجة الألوان زاهية الشكل رائعة التكوين معلنة عن قدرة الخالق هذا المشهد يقع في منتصف الطريق الصحراوي الرابط ما بين مدينتي الإسكندرية والقاهرة في منطقة وادي النطرون أطلق عليها أهلها نبع الحمراء أو بئر أيوب.

تستقبلك لافتة عند مدخل منطقة نبع الحمراء كتب عليها نبع الحمراء ايكولودج أي منتجع بيئي وتمتاز بهوائه الجاف النقى وطبيعته البكر، يعتبره أهل مدينة وادى النطرون المتنفس الوحيد لهم ولصغارهم، حيث تشهد بحيرة نبع الحمراء فى فصل الصيف زحاما كبيرا ، ويؤكد أهالى المنطقة أن الشفاء من أي مرض جلدى مضمون تماما بمجرد النزول إلى البحيرة و لو لمرة واحدة.

وأكد السكان المحليين بمدينة وادى النطرون أن نبع الحمراء، لونها تغير كثيرا عن ذى قبل، فاللون الفيروزى الفاتح الذى يغلب عليها الآن كان سابقا يميل إلى الاحمرار بسبب احتوائها على العناصر الكبريتية، و كانت هناك بالفعل محاولة لوضع هذا المكان على خريطة مصر السياحية قامت بها جميعة المحافظة على التراث المصري، وقدمت مشروعها لمحافظ البحيرة السابق ،إلا انه لم يتحمس للفكرة.

تضم مدينة وادى النطرون أربعة أديرة دير الانبا بشوي ،و دير السيدة العذراء ،ودير البراموس ، و دير السريان إلا أن هذه المزارات لم تستغل الاستغلال الامثل لاستقطاب مسيحي مصر والعالم لزيارة تلك المزارات، على الرغم من اعتماد بابا الفاتيكان لمسار العائلة المقدسة الذي يمثل نقله نوعية.

كان مشروع جمعية المحافظة على التراث المصري يهدف الى ربط منطقة الأديرة بمنطقة نبع الحمراء وتحويل المكان الى مزار سياحى عالمي، بالاضافة الى ربط المنطقة السياحية بمنطقة صناعات بيئية وحرف يدوية مستمدة من تراث المنطقة، وبالطبع كان وضع المكان على الخريطة السياحية سيسهم فى حمايته وصيانته وهو المصنف وفقا لمنظمة اليونسكو ضمن التراث الانسانى العالمي.

أما نبع الحمراء فهى محمية طبيعية وفقا لتصنيف وزارة البيئة وكان من المفترض أن تقوم الجمعية بعمل الدراسات الميدانية ، ووضع التصميمات والتوصيات اللازمة لإتمام المشروع والمساهمة فى تمويل التنفيذ ومتابعته حتى لحظة الافتتاح.

تعتبر منطقة نبع الحمراء مكان مفعم بعبق التاريخ والمتصل بوقائع رحلة العائلة المقدسة إلى مصر والتى يمكن من خلالها تخليق منتج سياحى وعلاجى ودينى رائع وترويجية عالميا ، حيث تعتبر هذه الأماكن هدر للموارد الطبيعية والتاريخية.

وكانت محافظة البحيرة استعدت لاستقبال الأفواج السياحية الأجنبية من حجاج رحلة العائلة المقدسة لوادي النطرون، خاصة بعد اعتماد تلك الرحلة من قداسة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان عقب زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي له وبعد زيارة قداسته لمصر في يوليو الماضي ودعوته لمسيحيي العالم للقيام بهذا الحج.

وأوضح الخبير السياحي أيمن كمال أن وزارة السياحة لابد أن تضع هذه الأديرة ضمن خريطتها السياحية والمساهمة في تطوير الطريق الدائري لربطه بالطريق الصحراوي وتسهيل الوصول لها.

وكشف أيمن كمال أن الأديرة ليست المزار السياحي الوحيد في وادي النطرون فهناك الوادي الفارغ ونبع الحمرا بقعة من أجمل بقاع الأرض ويمكن تستخدم للسياحة العلاجية إذا المقومات الأساسية للسياحة موجودة في هذه المنطقة ولكن تحتاج إلى تضافر جهود وزارة السياحة مع محافظة البحيرة والآثار واستعداد التعاون الكامل من الأديرة.