كيف كشف حريق قصر وندسور الأزمة الاقتصادية البريطانية للعائلة المالكة؟
الجمعة 16/نوفمبر/2018 - 12:30 م
شيماء اليوسف
طباعة
كان حريق قصر وندسور هو انفراجة الباب نحو عشرات التساؤلات عن الوضع الاقتصادي للعائلة البريطانية المالكة.. من يدفع تكاليف ترميم القصر؟ هل هي الملكة أم الشعب الذي أرهقته الأوضاع الاقتصادية! وهل تظل العائلة المالكة والملكة نفسها في منآي عن الظروف القاسية التي يحياها دافع الضرائب البريطاني.. وهل الملكية أن تأخذ الملكة ولا تعطي؟
نتائج حريق قصر وندسور وكيف أثر على القصر الملكي؟
حريق قصر وندسور
عقب حريق قصر وندسور الذي أثر على مباني القصر الملكي وأتى على معظم ما به من مفروشات أثير السؤال: من الذي يتكلف عملية إعادة القصر إلى حالته الأولى، لقد أثار البريطانيون ما أعلنه بيتر بروك وزير التراث القومي آنذاك أن وزارته ستنفق من خزانة الدولة في إعادة ترميم القصر خاصة بعد حريق قصر وندسور ، وأموال الخزانة بالطبع هي أموال دافعي الضرائب الذين أعلنوا استياءهم من هذا التصريح.
حريق قصر وندسور
رغم الحزن الذي أصاب قلب الملكة إليزابيث شخصيا بصدد حريق قصر وندسور، فإن الصحف أبدت انزعاجها من فكرة أن يتكفل دافعوا الضرائب بدفع نفقات الترميم، حددت الصحف التكاليف بما يصل إلى ٦٠ مليون إسترليني وهو ما يساوي خمسة أضعاف نفقات إعادة تأسيس قصر همبتون الذي كان قد تعرض لحريق في العام ١٩٨٦.
حريق قصر وندسور
شارك في إخماد حريق قصر وندسور أكثر من مائتين من رجال الإطفاء وأتى على جناح كامل بالقصر وتسبب في خسارة مادية وتراثية يصعب تعويضها فضلا عن تدمير الجناح الشخصي للملكة والذي تحتفظ له بذكريات جميلة.
لكن الصحف أهملت القضايا الوجدانية ونظرت إلى ما حدث وما ينتظر حدوثه من زاوية أخرى وهي ضرورة أن تدفع الملكة نفقات القصور التي تقيم فيها بالإضافة إلى إسهامها في تخفيف العبء على دافعي الضرائب، وقد أثارت الصحف مشكلة الضرائب التي يجب على العائلة أن تدفعها.
قصر وندسور
يفترض أن تتكفل الدولة البريطانية بتكاليف إعادة ترميم قصر وندسور لكن الصورة التي أفلحت الصحف البريطانية في تقديمها إلى قرائها عن الأموال الهائلة التي تحصل بلا عمل والتي تحصل عليها الملكة وبقية أفراد العائلة المالكة وليالي الأنس والحظ والفرفشة داخل القصور الملكية وقصص الحب والعائلات المشبوهة والفراغ الذي لا يجد ما يملئوه والإعفاء من الضرائب ذلك كله شكل صورة جديدة أمام الرأي العام البريطاني فأصبح من المفروض أن يكون موضع مناقشة.
قصر وندسور
ووجدت الصحف مجالا جديدا لمغامراتها وللتعبير عما يشعر به المواطن البريطاني إزاء العائلة المالكة وأكدت أنه من غير المقبول أن تدفع الدولة نفقات إعادة ترميم قصر وندسور إلى حالته الأولى من أموال دافعي الضرائب و أن على الملكة باعتبارها أغنى سيدة في العالم أن تتكفل بمصروفات ترميم القصر الذي تحيا فيه.
قصر وندسور من الداخل
صدرت رواية للكاتبة البريطانية سوتاونسند بعد حريق قصروندسور بفترة ليست طويلة، تتخيل فيها ما يمكن يحدث العائلة المالكة إذا ما قامت جمهورية منتخبة وألغت النظام الملكي، إن أفراد العائلة سيهجرون قصورهم الخيالية ويقيمون في شقق الاسكان الشعبي منخفض الإيجار ثم يبدأ هؤلاء الذين لما يمارسوا عملا من قبل وكانوا يحبون على ما يدفعه لهم دافعو الضرائب في البحث عن وظائف يكتسبون منها يواجهون مواقف تذكرنا بما واجهه بطل مسرحية توفيق الحكيم "الأيدي الناعمة".
قصر وندسور من الخارج
ويعد قصر ودنسور هو أكبر قلعة مأهولة في العالم ويقع في المقاطعة الإنجليزية بيركشاير، حيث يعود تاريخها إلى عهد وليام الفاتح وهو من أقصر القصور شهرة على مستوى العالم كله، ويقع بجواره قصر باكنغهام مركز الإقامة الرسمية للتاج البريطاني، حيث تقضي الملكة إليزابيث فترات العطلة الرسمية به وعلى حد السواء تستخدمه كمكان للتسلية سواء الرسمية أو غير الرسمية، وكان لمعظم ملوك إنجلترا يد في بناء وتطور شكل القصر.