هل كانت قضية "إيران جيت" السبب وراء اغتيال الرئيس الأمريكي رونالد ريجان؟
الجمعة 16/نوفمبر/2018 - 08:00 م
شيماء اليوسف
طباعة
تعتبر قضية "إيران جيت" باختصار هي أن حكومة الرئيس رونالد ريجان انتهكت قانون الأمن القومي وقانون الرقابة على تصدير الأسلحة فلم تحط الكونجرس علما بصفقات الأسلحة التي باعتها لإيران وهي دولة يعتبرها الكونجرس مساندة للإرهاب وهذه جريمة أخرى، أي أن زعم الولايات المتحدة بدعم إيران للإرهاب يعد جريمة أخرى تقاضى عليها طهران أمام القانون الدولي، وقد اتسعت هذه الرقعة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001.
إيران جيت وفضائح الصحافة الأمريكية
قضية إيران جيت واغتيال رونالد ريجان
تعد الجريمة الثالثة فهي انتهاك "تعديل ياولند" بتحويل الأرباح الناجمة عن بيع الأسلحة لإيران إلى جهة الكوانترا المناوئة لحكومة نيكاراجوا وقد انتهك القانون أيضا عندما لم يوقع المسئولون الإيرانيون على تعهد بتسليم السلاح الأمريكي إلى جهة أخرى دون الحصول على موافقات مسبقة وأخيرا فقد قدمت وكالة المخابرات الأمريكية طائرة ومساعدات لعملية إرسال صواريخ هوك إلى إيران دون قرار من الرئيس فيما يخص المخابرات، وهو ما أشعل قضية "إيران جيت".
قضية إيران جيت واغتيال رونالد ريجان
كتب انطوني لويس على صفحات "نيويورك تايمز" تعليقا على تلك الانتهاكات لاسيما ما يخص قضية إيران جيت، إن الرئيس حول القانون الدولي والقيود التي فرضها الكونجرس إلى مسخرة، مثلت كتابات لويس جانب النقد اللاذع في الصحافة الأمريكية والغارق بين ما هو ضد سياسة البيض الأبيض وما هو مؤيد لهذه السياسة.
قضية إيران جيت واغتيال رونالد ريجان
أعلن ما كفريلن أن الرئيس الأمريكي رونالد ريجان هو الرأس المدبر لقضية "إيران جيت" حيث وافق على إرسال صفقات الأسلحة إلى إيران منذ أغسطس ١٩٨٥م، ومع أن الرئيس أنكر في الثاني والعشرين من يناير ١٩٨٧م ما قاله مكفرلين فإنه ما لبث بعد أقل من شهر واحد إن أكد موافقته على إرسال الصفقة وبعد أيام أخرى بعث ريجان رسالة لجنة تاور أكد فيها أنه لا يتذكر تماما متى أعطى موافقته على الصفقة وهل كان ذلك قبل إرسال الأسلحة أم بعده ونشرت إحدى الصحف تعليقا على قول الرئيس يتساءل فيه مواطن أمريكي ما الذي نسيه الرئيس ومتى نسيه؟
قضية إيران جيت واغتيال رونالد ريجان
كما نشرت الصحف تصريحا للسيناتور الديمقراطي جون جلين تعليقا على ما قاله الرئيس الأمريكي رونالد ريجان بعد هذا خاصة ما يتعلق بقضية إيران جيت، تعليق محزن بالنسبة لرئيس الولايات المتحدة فإذا كان على علم بهذه العملية فإنه إذن كان يخرق القانون عن عمد أما إذا كان يجهل ذلك فإنه إذن عاجز عن القيام بأعباء منصبه.
قضية إيران جيت واغتيال رونالد ريجان
أعلن الرئيس الأمريكي رونالد ريجان في الثالث عشر من نوفمبر ١٩٨٦م أن حكومته لم تقم بإرسال السلاح أو أي شيء أخر مقابل الرهائن وهي لن تفعل ذلك مستقبلا وقال ريجان في مؤتمر صحفي بعد ستة أيام من تصريحه الأول إننا لم نغفر ولا نغفر إرسال السلاح إلى البلدان الأخرى يقصد بذلك إيران، وهو ما يعتبر أن ريجان ينفي تورطه تجاه قضية إيران جيت.
قضية إيران جيت واغتيال رونالد ريجان
بدأ الرئيس ريجان في التراجع عندما قال في رسالة له حول وضع الأمة في السابع والعشرين من يناير ١٩٨٧م، لقد كانت غايتها مشرفة لكننا لم نحقق الهدف المنشود وارتكبنا أخطاء واضحة في مسعانا لتحقيق ذلك ويقصد بهذا قضية إيران جيت، التي تشمل في مضمونها بيع السلاح إلى إيران، وقد نشرت نيوزويك مسلسل التصريحات الرئاسي تحت عنوان "عندما باح الرئيس بالحقيقة شعارات الاستهتار الماجن والكذب والسرية".
رونالد ريجان وزوجته
وكتب كولمن ماكارثي في "الواشنطن بوست" بعد أن بلغت قضية إيران جيت ذروتها، أن جوهر المشكلة الحالية هو الكذب وليس الأخطاء أو فرط الحماسة فالكونجرس الذي استفز للغاية بعد سنوات من خوف التصدي لهجمة الرئيس على البرامج التي ترعى مصالح الفقراء والأقليات القائمة على ميادين الرعاية الطبية وحماية البيئة وحرية الصحافة بدأ في اتخاذ التدابير من أجل تفادي هجمة الرئيس الأخيرة وهي هجمة على حق الشعب في معرفة الحقيقة.