فيديو | بعد انتشار ظاهرة حمو بيكا ومجدي شطة.. لسه فيه أمل بناس متعرفهمش
الأحد 18/نوفمبر/2018 - 06:00 م
فكرة وتصوير: محمد علي ـ كتب: شيماء اليوسف
طباعة
منذ أيام قليلة وقد انتشرت ظاهرة حمو بيكا ومجدي شطة باعتبار أنهما نماذج شابة للفن الشعبي، لاسيما بعد أن تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطعا وسائطي يغني فيه أحدهما مهرجانا كما يصفون بالعامية المصرية على أغاني الحارات يقول فيه "رب الكون ميزنا بميزة" تابعت الظاهرة العشوائية التي أسالت لعاب السخرية في صمت ظللت أقرا آراء المتابعين بين الترحيب والتقبيح ومهاجمة رعاة الفن في مصر.
لقد علت أصوات الأكاديميين الإعلاميين والنقاد الفنيين الذين تعبوا من كثرة الحديث عن تراجع الذوق الشعبي وتراجع الفن وتراجع أخلاق الشارع وأخلاق المجتمع حتى صدر لنا هذا التراجع ظاهرة حمو بيكا ومجدي شطة، ومن الحكمة أن نقول لولا اختلفت الأذواق لبارات السلع، ونقصد بذلك أن كل سلعة في السوق ولها جمهورها مهما بلغ سعرها ومهما قل مستوى كفاءتها، والتاجر ذات المصداقية العالية هو من يظهر لك حقيقة السلعة، لكن هل يا ترى يوجد في سوق العولمة تاجر نزيه؟
أسباب انتشار ظاهرة حمو بيكا ومجدي شطة
كل غربال جديد وله شدة، هكذا تقول الأمثال الشعبية عن ظاهرة حمو بيكا ومجدي شطة، فأصحاب الأعمال الهابطة الذين يظهرون في غفلة الزمان ينتهون أيضا في غفلة، ولا يمكن بأي شكل من الأشكال أن نقارن مثل هذه الأعمال التي لا ترتقي إلى الوصف بأي من الأعمال الفنية الأخرى، ومن الوارد جدا أن تنتهي قريبا هذه الظاهرة الشعبية الساخرة التي يعتبرها الكثيرون أنها وطأة مستنقع الفن الذي أصبح فرصة سانحة لتتويج أي شخص يدعي الموهبة.
مثلت مواقع التواصل الاجتماعي البيئة الحاضنة التي اندلعت من خلال نوافذها ظاهرة حمو بيكا ومجدي شطة، وقد أثارت مقاطع الفيديو التي كانا ينشراها عبر السوشيال ميديا سخرية المتواصلين على هذه النوافذ ولكن السخرية سقطت في كفتهما الرابحة، وظنا الاثنان أنهما أصبحا من المشاهير وسوف تنهال عليهما العروض الفنية وتسقط عليهما من كل حدب وصوب ومن هنا تبدأ مسيرة غنائهما ويخرج إلى النور بعد عصور الظلام التي عاشا فيها.. كلها أحلام وردية.
ظاهرة حمو بيكا ومجدي شطة
تعد مواقع التواصل الاجتماعي الباب الحالي الذي لا يقف عليه حراس فلا قانون يمنع ولا دستور يحاكم إلا من ناحية درب الجريمة أي الجرائم الإلكترونية التي تعاقب عليها قوانين جميع البلدان والتي يقع على رأسها الاختراق والسب والقصف وغيرها، لكن لا يوجد قانون واحد في أي بلد يعاقب على جريمة التلوث السمعي والبصري وإراقة دماء الفن، لا يوجد قانون واحد يحمينا من أمثال ظاهرة حمو بيكا ومجدي شطة.
دور المجتمع في انتشار ظاهرة حمو بيكا ومجدي شطة
الفنان الراحل عبدالحليم حافظ
كان ظهور الفنان عبدالحليم حافظ موضع سخرية وعدم تقبل من الجماهير، حتى أن الجمهور رماه بالطوب، للتعبير عن الرفض وبصرف النظر عن موهبة عبدالحليم حافظ الفذة وصوته الساحر إلا أن الجمهور كان يقول لا كان يرفض ويعارض كان الجمهور يحرص على ألا يرغمه أحد على قبول أي موهبة دون أن يكون الجمهور على قناعة بها أو تتمكن الموهبة نفسها من إقناع الجمهور بها وامتلاك آليات الإقناع، لكن ظاهرة حمو بيكا ومجدي شطة لم تحتاج إلى أن تقنع الجمهور بل ظهرت ووجدت الجمهور منتظرها حتى وإن كان على سبيل العبث والسخرية، فإن الدعاية المضادة في مصلحة صاحبها حتى وإن كانت توبخه.
الفنان الشعبي أحمد عدوية
عند ظهور رائد الفن الشعبي أحمد عدوية في الوقت الذي كان المصريون يترنمون على صوت أم كلثوم رفضه أيضا الجمهور، رفض حتى أن يعطيه الفرصة، إلا أن محاولته المتكررة والمستمرة هي التي ألهمته مفاتيح الطريق إلى النجاح، وبمقارنة المشهد مع ظاهرة حمو بيكا ومجدي شطة، نجد أن العاملين تحت ستار الإعلام المزيف قد سارعوا في إجراء الحوارات الصحفية والمدعمة بالفيديو من أجل السبق والانفراد ولم يلتفت أيا منهم ولو للمحة أنه يصنع كارثة فنية ستدق طبولها على رأس المجتمع كله.
ظاهرة حمو بيكا ومجدي شطة
وبحسب النقاد الفنيون أن عالم الفن المعاصر
قائم على منهج التربح كل همه أن يصنع الأموال نظرا لتحكم فئة المنتجين في العملية
الفنية والإعلامية، وإن كانت مواقع التواصل ليس عليها رقيب فسمحت لـ ظاهرة حمو
بيكا ومجدي شطة أن تنتشر وتظهر على شكل بلورة سخرية نابعة عن واقع المعاناة
الفعلية التي يعيشها المواطنين داخل المجتمع المصري والتي ارتبطت بغياب التوعية
وغياب الدور الرقابي وغياب المسئولية فإن أمثال هؤلاء سينتشرون أيضا بواقع انعدام
الضمير الذي يحكم المسيرة الفنية التي ترحب بكل فاشل وتصنع منه أسطورة.