قارئات القرآن .. علماء لـ "بوابة المواطن": لما يموت الرجالة يبقوا يقروا
الثلاثاء 27/نوفمبر/2018 - 01:04 م
مي محمد
طباعة
يصدح صوت القرآن عاليا في إذاعة القرآن بألحان ذكورية خالصة دون وجود ألحن النسائي أو صوت النساء، وهذا مايجعلنا نتساءل أين قارئات القرآن الكريم على ساحة التلاوة ؟!
وهل كان لها وجود قبل ذلك أم هي ظاهرة جديدة انبثقت من خلال مسابقات التلاوة المنتشرة حاليا على الشاشات الفضائية.
الحقيقة أن الصوت النسائي كان متواجد بقوة قبل خمسين عاما تقريبا أي في أربعينيات القرن الماضي كما أشار " محمود السعدني "في كتابه " ألحان السماء" .
رأي محمود السعدني في قارئات القرآن
المفكر محمود السعدني
يقول السعدني، إن الأصوات كالوجوه لكل منها سحنة خاصة، فهناك أصوات تنفر منها، وأخرى تدخل السرور عليك، وأصوات ترتاح إليها، وأخرى تجعلك رغمًا عنك تعشقها وتحبها.
ويضيف السعدني، في كتابه ألحان السماء، عددا من أصوات النساء التى برزن في سماء الإذاعة المصرية ومنهن أم محمد أول قارئة في مصر .
أول قارئة في مصر كانت "أم محمد" ، والذي انتشر زيعها في "حرملك" محمد علي، فقد كانت تتلو آيات الذكر الحكيم في كافة المناسبات لجمال صوتها؛ الأمر الذي جعلها محط أنظار والي مصر "محمد علي" والتي أرسلها للسلطان العثماني في تركيا لتقرأ في القصر العثماني ؛ ويتفاخر بكونه يمتلك امرأة تتلو القرآن بأحكامه بتلاوه عذبة ، وعندما توفيت شيعها محمد علي في جنازة مهيبة تليق بهذه السيدة .
استيقظت مصر في عام ١٩٢٠ على صوت شجي؛ صوت امرأة لا تمتلك من العمر سوى ١٦سنة، تأثر بها الشيخ «علي محمود » وكان يبكي لجمال صوتها وخشوعه، إنها السيدة منيره عبده، المقرئة التي حصلت من الإذاعه على مبلغ سبع جنيهات في الوقت الذي كان يتقاضى فيه الشيخ «محمد رفعت» عشرة جنيهات، وهذا إن دل فيدل، على كثرة مستمعيها وحلاوة صوتها، وكما قيل عنها أنها سجلت في إذاعات لندن وباريس تلاوات نادرة بصوتها.
قرائة نادرة لمنيرة عبدة
اشتهرت كريمة العدلية، في مطلع القرن العشرين كمرتله عُرفت من خلال الإذاعات الأهلية، والتي انقطع صوتها كذلك عند مجيء الحرب العالمية الثانية .
كريمة العدلية
تناسى "السعدني
" صوت "سكينة حسن " والتى نبهه فيها "يحيى عاصم " قائلا
:"سامحك الله، تجاهلت القارئه !الوحيدة التي عرفتها أسطونات تلك الأيام، ألم
تسمع بها أستاذ محمود
قراءة لسكينة حسن
تطور الأمر وأصبح من الأفضل التلاوة بعيدا عن الضياع الفكري في هذا الوقت من تايخ الدولة الإسلامية، ظهرت مع مرور الأزمان المسابقات القرآنية عبر الفضائيات؛ الأمر الذي جعل الصراع يحتدم بين مشايخ السلفية من ناحيه ومن ناحية أخرى الفتاوى العشوائية والأزهر والفئة المتصوفة، فقد ظهر الصوت النسائي راقي رقراق كصوت" سمية الديب" والتي ظهرت في إحدى المسابقات العالمية في دولة تركيا وجاءت قراءتها على كافة المقامات الصوتية ، مما جعل عدد متابعيها على "اليوتيوب "في تزايد مستمر.
إذا تبقى شيء آخر لكنه هام جدا مالذي دفع هذة الظاهرة إلى الانتشار من البداية ؟!
الإجابة كانت عند الشيخ "محمد متولي الشعراوي" في مقدمة كتاب "ألحان السماء " أن المآتم كانت تستمر ستة أيام ثلاث لرجال ومثلها لنساء وكانت العاده عندهن لا قراءة القرآن ولكن النياحه أو المعددات كما يطلق عليها أبناء الشعب، تطور الأمر وأصبح من الأفضل التلاوة بعيدا عن الضياع الفكري في هذا الوقت من تايخ الدولة الإسلامية .
الشيخ محمد متولي الشعراوي
احتد الجدل مع بروز الألفية الثالثة بين شيوخ السلفية في مصر والأزهر الشريف ونقابة المقرئين، مما دفع الشيخ " أبو العنين شعيشع ، منذ أن تولى نقابة مقرئي القرآن آن ذاك أن يرسل بيانا رسميا للإذاعة المصرية بشأن اعتماد القارئات في الإذاعة حتى تصل أصواتهن إلى العالم الإسلامي مشيرًا إلى اجتيازهن الاختبارات بنجاح، واعتمدت نتائجهن هيئة من كبار علماء الدين، واشتملت الاختبارات على كافة أحكام القرآن والتفسير والتلاوة ومخارج الحروف وأصول التجويد، إلا أن نقابة المقرأين عارضت ذلك بشدة وذلك حسبما ذكر الشيخ محمد الطبلاوي في تصريح خاص لبوابة المواطن.
الشيخ أبو العنين شعيشع
وأضاف الشيخ محمد الطبلاوي، نقيب المقرأين، في تصريحاته لبوابة المواطن، نمتلك محفظات قرآن في نقابة المقرأين، لكن" معدمناش الرجالة علشان الستات تقرأ في الإذاعة والمحافل العامة".
واستكمل حديثه قائلا" لم يستطيع الشيخ شعيشع أن ينفذ قرار بمفرده ، وهناك نقابة ترفض الأمر بشدة.
وعن سؤاله عن حفيدته آية الطبلاوي المبتهلة، قال: آية ربنا يتولاها، وطالما لم تنحرف عن السرك الديني فهي جيدة.
الشيخ محمد الطبلاوي
وقال الشيخ أحمد كريمة، أستاذ الفقة بجامعة الأزهر، في تصريحات لبوابة المواطن، صوت المرأة يقع في دائرة المباح ولافرق بينها وبين الرجل لكن إذا جاء في صوتها ترقيق أوميوعة تؤدي إلى إثارة الغرائز فإنه يقع في دائرة التحريم، ولذلك ذكر أن صوت المرأة في تلاوة القرآن خاصة فإنه أمر مندوب، وتستطيع أن تقرأ فكانت هناك قارئات قديما كسكينة محمد.
الشيخ أحمد كريمة
وفي ذات السياق أشار الدكتور نصر الدين واصل، مفتي الديار الأسبق بأنه لايجب التعميم بكون الأمر مباح أو محرم، ولكن يجب طرح القضية على مجمع البحوث الإسلامية للإفتاء في هذا الأمر؛ لوضع الضوابط والأحكام، كما رأى بأنه يجب دراسة كل حاله على حدى حتى لايؤدي ذلك إلى نتائج عكسية .
ووافقه على ذلك الدكتور أحمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر الأسبق، بأنه يجب وضع ضوابط وشروط لتحقيق هذا العمل حتى لاتستند الأحكام الشرعية على الأعرف الاجتماعية .
كما أوضح ضرورة طرح القضية وإقامة حوار عقلاني بين مؤيد ومعارض حتى لايحدث اصطدام ؛لأن الهدف مرضاة الله وليس مصالح شخصية كما ذكر بأنه لايمانع عمل المرأة مقرئة ولكن بشرط أن لايؤدي ذلك إلى فتنة .
الدكتور أحمد عمر هاشم